ماذا بعد ثورة التغيير؟
بقم : د‏.‏ محمد حسن رسمي


فاجأنا الشباب بتحقيق أحلام أمة عجز كل الكبار المخلصين بجميع ألوانهم علي مدي عشرات السنين عن تحقيقها‏,‏ وبصرف النظر عن كل محاولات ركوب موجة الحدث داخليا وخارجيا

 


وتشويه روعته بتصفية حسابات أو البحث عن مكاسب أو تفعيل مؤامرات سابقة التجهيز حتي ولو كان الثمن تدمير الأمة بأكملها‏.‏ ويصبح السؤال الملح‏:‏ كيف نحمي المكاسب ونبني فوقها ونحمي الأمة من هلع الدمار؟‏!‏ولذلك أقول لكل الثائرين الغاضبين انتبهوا وفعلوا كل طاقات العقل والحكمة وخبرات التاريخ لتعبر السفينة في أمان‏.‏ انتبهوا لنيات وسلوك وأهداف كل المتداخلين في الأحداث‏,‏ سواء كان متضامنا أو معارضا‏.‏ لا تجعلوا أزمة الثقة هي النار التي تقضي علي الحوار ومحاولات ولادة الحلول‏,‏ والمخرج هو توثيق الضمانات لسد ثغرة الثقة المفقودة‏.‏لقد دارت عجلة التغيير ولن تتوقف إلا عندما تلمس الغالبية بيدها ووجدانها التغيير في رزقها وحل مشكلاتها وإطفاء نار ظلم قاست منه يوما مضي‏,‏ وتفجير كل قضايا الفساد والفاسدين علي كل مستوياته والقصاص من كل من أفسد‏,‏ وبكل تأكيد هذا أمل رائع‏,‏ ولكن يأتي السؤال الصعب كيف وهل يمكن أن يحدث هذا توا؟ والإجابة‏:‏ الوقت المدروس هو المفتاح والرؤية الحادة الفاهمة والإصرار وهزيمة التحديات وجدولة التنفيذ هي الطريق‏.‏إنني أتخيل وبعيدا عن مضمار السياسة أن هناك من الأفكار الوارد طرحها لاستثمار هذه الثورة بأيدي صناعها من أجل بناء مصر الجديدة‏:‏
‏1‏ ـ إنشاء وزارة للشباب يقودها شاب‏.‏
‏2‏ ـ السماح بإنشاء حزب للشباب‏.‏
‏3‏ ـ تمثيل الشباب في كل مجالس المؤسسات العامة والخاصة يضمن تمثيل رأيهم وأحلامهم‏.‏
‏4‏ ـ القصاص من كل الفاسدين والمفسدين علي كل مستويات الدولة‏,‏ واستعادة كل أموال الشعب والدولة بمن فيهم أصحاب رواتب الملايين‏,‏ وتنحية ومحاسبة كل من اعتبر منهم أي مؤسسة أو هيئة يقودها عربة يركب فوقها وما تبعها من تصرفات له مشكوك في أمرها‏.‏
‏5‏ ـ تقليل الفوارق بين الرواتب للمؤهل نفسه‏,‏ والدرجة الوظيفية نفسها في الوزارة نفسها أو وزارات أخري‏.‏
‏6‏ ـ إعادة هيكلة شخصية القادة في كل مواقع الدولة‏,‏ بما يضمن كامل اقتناعهم بأنهم خدام لتلك المواقع وأفرادها‏,‏ وليسوا فراعنة لها مع تأكيد إنشاء أجهزة رقابة شعبية داخلها تتبع هيئات حقوق الإنسان‏,‏ وتفعيل قانون من أين لك هذا‏,‏ وتحديد مدد ملزمة لشغل المواقع القيادية‏.‏
‏7‏ ـ كشفت الأحداث عن انعدام الثقة بين القاعدة والقمة‏,‏ وهو الذي عقد الحل‏,‏ ومن ثم فإن عودتها هو أمر حتمي وإجباري‏.‏ إن تحقيقه لن يحدث إلا بتوافر العدل المطلق والشفافية والمصداقية والحرية العاقلة‏,‏ وتفعيل القانون بلون واحد علي الجميع‏.‏
‏8‏ ـ التربية السياسية ومهارات الحوار والتفاوض أمور لزم التركيز علي تنميتها في التربية والتعليم والإعلام‏,‏ وبالممارسة اليومية في كل مواقع ومجالات الحياة‏,‏ بالإضافة إلي ذلك الإصرار علي الدفاع عن الحق ورفض الخطأ وإعلاء الحقيقة وهزيمة الخوف في كل صوره‏.‏
‏9‏ ـ لكي نسهم جميعا في البناء يجب أن نمحو من قاموس حياتنا أقوالا مشهورة مثال أنا مالي دي بلدهم إن شفت بيت أبوك بيتخرب خد منه طوبة‏..‏ كل تلك الأقوال تخريبية وتدعو إلي قتل تحمل المسئولية والانتماء‏.‏
‏01‏ـ إن ثمار الثورة يجب أن تنعكس علي إعادة بناء منظومة القيم والأخلاقيات والمبادئ والعمل والإنتاج والتي تعتبر السبب الرئيسي لما نعانيه الآن‏,‏ وهو ما أدي إلي حدوث الثورة‏,‏ علما بأن الجميع مشارك في هذه الخطايا‏.‏
‏11‏ ـ كما كان الفيس بوك هو محرك الانتفاضة‏,‏ فعلي الشباب أن يدرسوا جيدا كيف يمكن توظيف الإنترنت وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات لتطوير الأمة بنفس الروح والإصرار يفعلونها‏.‏آخر الحديث‏..‏ الشباب طاقة هائلة قادرة علي تحقيق المعجزات بشرط تحقق الرعاية والتنمية في مناخ يظلله العدل والشفافية والحرية وتعليم وإعلام راق وأمل في مستقبل مشرق يحقق أحلام الجميع‏.‏

 

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 94 مشاهدة
نشرت فى 17 فبراير 2011 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,686,356