كتبت ـ ـمنال بيومي:
لايزال المراهقون يجرون محادثاتهم اليومية عبر الإنترنت, ولايزال الآباء والأمهات يتجاهلون ذلك, علي الرغم من كل التحذيرات التي توجه عن مخاطر الشات. فقد أوضحت الدراسات الحديثة أن60%من المراهقين والأطفال الذين يقومون بالشات يجهلون هوية الطرف الآخر تماما.
وأن هؤلاء المراهقين لا يتقيدون بأي موانع اجتماعية, فهم في غرف مغلقة وحدهم مع محدثيهم الذين يمكن أن يشجعونهم علي أهمية اللقاءات الشخصية بينهم لمزيد من التعارف, ويحدث بعد ذلك ما لا يحمد عقباه. عن هذه الظاهرة, تقول د. عزيزة السيد.. أستاذة علم النفس بكلية البنات جامعة عين شمس, إن الطريقة المثلي لتغيير سلوك هؤلاء الأبناء ليست في منعهم من استخدام الدردشة, لأن المنع يأتي بنتائج سلبية, ولكن بمشاركتهم فيما يقولونه عبر الإنترنت, فكما يفضل أن يشارك الآباء أولادهم في صداقاتهم خارج نطاق الإنترنت أصبح لزاما عليهم مشاركتهم في صداقاتهم أثناء الدردشة, فيسألونهم عن أصدقائهم الجدد وما جذبهم إليهم ويوعونهم بأهمية عدم إعطاء أي معلومات شخصية عنهم. وتضيف الدكتورة عزيزة السيد أن ترك الأبناء يتحدثون دون رقيب هو نوع من التسيب داخل الأسرة, لذلك تنصح بضرورة وضع الكمبيوتر في غرفة المعيشة بدلا من حجرات الأبناء الخاصة, كما أن الشات وجلوس المراهق ساعات طويلة أمام الكمبيوتر يمنعه من القيام بأنشطة عملية لابد أن يقوم بها حتي تمتص ما لديه من طاقة جبارة مثل الألعاب الرياضية, لأن عدم القيام بمثل هذه الأنشطة يؤدي إلي نتائج عكسية وخيمة مثل لجوء المراهق إلي العنف, للتنفيس عن طاقته أو ممارسة بعض الأنشطة المكروهة مثل الشات أو شرب السجائر مثلا.
وتنصح الدكتورة عزيزة السيد الأب والأم بضرورة توجيه أبنائهم عند القيام بالدردشة ومشاركتهم لكي يتعرفوا علي الطرف الآخر الذي يدردش معه الابن والابنة.
فلابد من استرجاع دورالأب والأم في الإشراف والتوجيه والأخذ بالجانب الإيجابي من التكنولوجيا الحديثة.. فالإنترنت وسيلة للانفتاح علي المجتمعات الأخري, والأخذ بكل ما هو جيد منها, وزيادة مداركهم, ولكن تحت إشراف الآباء.
ساحة النقاش