أمراض الأغنياء .. وأمراض الفقراء !

أمراض الأغنياء .. وأمراض الفقراء ! بقلم:شاكر رفعت شاكر "خبير تربوي" من المعروف ان الأمراض لا تفرق بين غني وفقير.. لكن الجديد أن هناك أمراضا اختصت بالأغنياء وهناك أمراضا أخري اختص بها الفقراء وكأن المرض يختار ضحاياه حسب درجة الثراء والفقر وذلك حسبما جاء في التقرير الطبي الأخير من منظمة الصحة العالمية الذي أظهر ان الأشخاص الذين يعيشون في ضواح غنية تتزايد لديهم احتمالات الاصابة بأنواع معينة من الأمراض تختلف عن هولاء الذين يعيشون في أماكن أكثر فقرا.. والأرجح ان السبب يعود إلي نوعية الغذاء ونمط المعيشة لكل منهما.. الغني يتناول أغذية غالية الثمن لكنها تحتوي علي كميات كبيرة من اللحوم والدهون وكذلك تحيط به كل عوامل الرفاهية المفعمة ووسائل الترفيه والراحة أما الفقير فغذاؤه مثله فقير في مواده الغذائية فلا يوجد في قاموس غذائه اللحوم أو الأسماك أو الفواكه وكذلك فإنه محروم من عوامل الرفاهية أو وسائل الترفيه التي يتمتع بها غريمه صاحب المال ولذلك فإن أمراض الفقير من عينة غذائه أو فقره وكذلك فإن أمراض الغني من عينة غناه.. والأمراض التي تصيب كليهما نتيجة حتمية إما للبطر وإما للحرمان.. وناهيك عن تلك الأمراض الجسدية التي تصيب كلا منهما فإن هناك أمراضا أخري يمكن أن تصيب أياً منهما إذا تعامل مع غناه أو فقره بمنهج مغلوط.. الغني إذا غره غناه فإن أمراض الغرور والصلف والكبرياء تصيبه.. وكذلك الفقير إذا لم تكن لديه قناعة تغنيه عن هذا المال الذي هو في افتقار إليه ستصيبه أمراض الحسد والحقد. ان الغني إذا تكلم مخطئا قالوا صدقت وما نطقت محالا.. ان الدراهم في هذا الزمان تكسوا الرجال مهابة وجمالا.. فهي اللسان لمن أرد فصاحة وهي السلاح لمن أراد قتالا" وكأنه قد صدق القائل أيضاً "يمشي الفقير وكل شيء ضده والناس تغلق دونه أبوابا.. وتراه ممقوتا وليس بمذنب ويري العداوة لا يري لها أسبابا.. حتي الكلاب إذا رأت رجل الغني حنت له وحركت أذنابا.. وإذا رأت يوما فقيرا ماشيا نبحت عليه وكشرت أنيابا".. وهذه الأقوال إنما هي وصف للحالة المذرية التي وصل إليها المجتمع في تعامله وتصنيفه للناس علي أساس غناهم أو افتقارهم إلي المال. ختاما فإن أمراض الجسد يعالجها الحكماء وتداويها الأدوية أما أمراض النفوس فانها لن تقبل العلاج إلا إذا تخلي صاحبها عن منهجه المغلوط!!