authentication required

مستوى تحقيق الاهداف السلوكية ( المجال المعرفي ) في التعليم الجامعي كلية التربية انموذجاً

الاستاذ عبد الزهرة لفته عداي
الاستاذ صلاح خليفة اللامي

 

أولا : مقدمة الدراسة

الفصل الأول : ـ أهمية البحث والحاجة إليه

  يزداد الاهتمام بالتعليم الجامعي متوتراً وعلى مختلف الاصعدة ، اذ ترتفع بين يوم وآخر الأصوات المنادية بضرورة تطويره وإعادة النظر بكل عملياته ، وجوانبه المعرفية والتخصصية والمهنية والاجتماعية ، ويشهد هذا المجال وبشكل مستمر تعديلاً وتطويراً ، وتتصاعد فعاليات التنسيق العلمي والمهني والتقني مع المؤسسات الإنتاجية عند المجتمعات المتقدمة لمواجهة التحدي ، والاتساق مع التبدلات المتسارعة في القرن الحادي والعشرين ، الذي يشهد بحق ثورة معلوماتية وتقنية في مجالات الحياة كافة ، ولأجل ذلك ينظر الى هذا المستوى من التعليم والتدريس والانجاز فيه على أساس ماله من دور مميز في تقدم المجتمعات وتطورها وتنميتها .
  وكمـا هـو معلوم فأن مؤسسـات الجامعة وكلياتها وجميع حقولها التعليميـة والتخصصية مسؤولة عن أعداد كوادر بشرية مؤهلة تأهيلاً مهنياً وفنياً وتخصصياً وثقافياً ، يفترض أن تساهم مساهمة فاعلة في تقدم مجتمعاتها ونموها وتطورها وإعلاء شأنها بين الشعوب والأمم ، وكما يعرف فأن المجتمعات يقُاس تطورها ورقيها بكفاءة خريجيها من الجامعيين المؤهلين والمدربين تدريباً تخصصياً عالياً لانجاز أهدافها وتقدمها وبنائها الحضاري والمعرفي والتقني ومساهمتها الفعالة في بناء مؤسساتها البحثية المتخصصة في حل مشكلاتها التقنية والعلمية والاجتماعية والنفسية والصحية .
  ومن الجدير بالقول أن الفرد الإنساني في أي مجتمع ومدى تقدمه العلمي والفكري والثقافي والإنتاجي هو ثروة وطنية عالية يجب المحافظة عليها وتنميتها باعتباره المردود الاقتصادي البشري الدائم العطاء والانجاز ، وعلى هذا الأساس ، يجب أن يؤدي التعليم الجامعي دوره المميز والمتميز في بناء الطالب الجامعي وعلى المستويات كافة ، من آجل إن تكون مخرجاته ذات نوعية تنافسية قادرة على التأثير الايجابي في المواقع التي تحتلها ، ويكون تأثيرها كبيراً ومخلصاً وجاداً في مواقعها العملية والإنتاجية والمجتمعية ، وقدراتها على رفع الكفاءة والأداء في الإنتاج والبحث والتطوير ، أي أننا بحاجة ماسة اليوم أكثر مما مضى الى الاهتمام الجاد بنوعية التعليم الجامعي بجميع مفرداته المنهجية والتدريسية والتدريبية ومدى إمكاناته لتحقيق الأهداف التربوية التي صيغت لأجله ، هذه الأهداف المنجزة بأشكالها ومجالاتها المعرفية والوجدانية والحركية قادرة على أنجاز وتقديم مخرجات متميزة ، متخصصة بالمعرفة والمهارات العلمية والتقنية ، مُخرّجة أفراداً ناجحين في حياتهم ، كل فرد منهم يتقن دوره المهني والاجتماعي والوطني على أحسن ما يكون ، يمتلك روح المثابرة والمواطنة الصالحة، ويمتلك القدرة على التواصل مع المتغيرات المتسارعة في المعلومات والعلم والمعرفة والخبرات ، ولهذا يتطلب هذا التعليم مُدرساً جامعياً من طراز جديد يتميز بالتجدد والمثابرة والإخلاص في عمله ، ويتصف بالعلم والمعرفة وأخلاقيات المهنة ، كما يمتلك مهارات وكفايات تعليمية وتدريسية ومهنية خلاقة مبدعة قادرة على التأثير في طلبته فكرياً وسلوكياً مع القدرة على غرس قيم التعلم والتعليم والمواطنة الصالحة ، واضعاً أمامهم امكان التدريب في سير طرق البحث العلمي الرصين وحب المعرفة والتعلم المستمر ، ليتحقق بعد ذلك أنجاز أهداف التنمية الشاملة ومتطلباتها في المجتمع ، ومن أجل أنجاز هذه المتطلبات المعرفية والنفسية والاجتماعية والمهنية ، لابد من أن يكون هذا المدرس الجامعي قادراً على تحقيق الأهداف التعليمية والتربوية لطلبته في قاعات الدرس والمختبرات العلمية والتطبيقية ، لأجل أن يصل بعد ذلك الى المستوى الذي تُنجز جميع الأهداف التعليمية والتدريسية والتربوية التي تسعى جميع المراحل الدراسية الى انجازها وتحقيقها لدى المتعلمين ومن المفيد أن نذكر ونؤكد أن التعليم الجامعي شأنه شأن المراحل التعليمية التي سبقته والتي أهلت مخرجاتها أن تصل الى المقاعد الدراسية الجامعية لابد من أن تحقق :
  أولاً: أمكان امتلاك الطالب الجامعي المتخرج الخبرات والمعارف العلمية في حقل اختصاصه وما يتضمنه من مفاهيم ونظريات وقوانين وكل المبادئ العلمية الأساسية التي ترتبط بتخصصه .
  ثانياً : غرس التفكير العلمي الرصين وتنميته ، وطرق البحث العلمي واكتساب المعلومات .
  ثالثاً : غرس اتجاهات ودوافع ايجابية نحو تخصصه ومهنته والمنظومة القيمة لمجتمعه وجميع المعايير التي تحمي مجتمعه ، أخلاقياً ومهنياً وسياسياً واقتصاديا وتنميتها .
  رابعاً : اكتساب المتعلمين سمات الشخصية المتزنة والمتوازنة والمبدعة والمنتجة والمتسقة مع مفاهيم التحضر الإنسانية وارتباطها بقيم العدالة والتطور والديمقراطية والتسامح ومفاهيمها وتحمل المسؤولية والتفكير العلمي الناقد، وتعلم الطرق العلمية في حل المشكلات.
  ولأجل تحقيق ذلك تأتي أهمية هذه الدراسة ومشكلتها في الكشف عن مستويات تحقيق الأهداف السلوكية المعرفية لدى طلبة الجامعة من خلال مدرسيهم على وفق مصنف بلوم للأهداف السلوكية في المجال المعرفي ، لما لهذه الأهداف من أهمية في تحقيق المستوى الأعلى من الكفايات والمهارات العلمية والمهنية والفنية التي يجب أن يمتلكها المتخرج من المقاعد الدراسية الجامعية .

ـ أهداف البحث

  يستهدف البحث الحالي الإجابة عن الأسئلة التالية :
  1 ـ ما مستوى تحقيق الأهداف السلوكية في المجال المعرفي ؟ .
  2 ـ هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في تحقيق هذه الأهداف على وفق متغيرات (المرحلة ـ التخصص) .
  3 ـ هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في تحقيق هذه الأهداف على وفق متغيرات الأقسام ( إنسانيات ـ علميات ) ؟ .

ـ حدود البحث
  يتحدد البحث الحالي بعينة من طلبة كلية التربية ( الأقسام العلمية ـ الإنسانية ) ومن المراحل الدراسية ( الثالثة ـ الرابعة ) للسنة الدراسية 2006 ـ 2007 .

ـ تحديد المصطلحات
ـ الأهداف السلوكية :
تعريف القاسم 2000
  هي الأهداف التي تمت صياغتها بعبارات إجرائية Behavioral objectives وبلغة محددة ودقيقة وواضحة (القاسم لسنة 2000 ص 39) ، دي سيكو : المنتوج النهائي لعملية التعلم والتعليم كما يبدو في أنجاز بشري أو أداء قابل للملاحظة (عبدالهادي لسنة 2000 ص 30).
  ـ ويعرف الباحثان الأهداف السلوكية نظرياً : وهو ناتج عملية التعليم والتدريس التي تمكن المتعلم من فهم جميع المفاهيم والقوانين والنظريات للمواد التعليمية التي تعلمها واستيعابها وتطبيقها.
  ـ ويعرفها الباحثان إجرائيا : هي الدرجة التي يحصل عليها أفراد العينة من خلال استجاباتهم على فقرات المقياس المعُد لهذا الغرض .

الفصل الثاني
الإطار النظري والدراسات السابقة

أولاً : الأهداف التعليمية :   الهدف التعليمي برأي المختصين في علم النفس التربوي ، هو عملية الفهم من لدن المتعلمين ، على وفق نية المدرس ورغبته من وراء تدريسه لوحدة تعليمية معينة ، وهي دائماً تكتب بشكل دقيق وبلغة واضحة ، اذ أنها تُعد مؤشرات نستطيع من خلالها تقييم عمليته للتعلم ، ففعالية التعلم وتحقيق نتائجه تكمن في تحقيق الأهداف ونجاح المدرس في مهنته ، هو في قدراته وإمكاناته ، وكفاياته الأدائية والمهنية في تحقيق تلك الأهداف .
  ثم أن الهدف والأهداف التعليمية هو مسعى الفرد أو المجتمع لتحقيقه لدى المتعلمين ، ومن خلاله المؤسسة التربوية التي تسعى الى تحقيقها والمرتبطة بالفلسفة التربوية التي وضعها المجتمع والنظام السياسي القائم على المجتمع ( توق وعدس لسنة 1984 ص 31 ) .

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 368 مشاهدة
نشرت فى 28 ديسمبر 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,686,476