كتب ـ وجيه الصقار: أثبتت الاحصائيات الأخيرة لمركز الدرسات البيئية بجامعة القاهرة أن60 % من المواطنين يفضلون الاحتفاظ بالأجهزة القديمة, بينما30% يبيعون تلك الأجهزة للاستعمال و8 % يبيعونها خردة, برغم خطورتها علي صحتهم.
الدكتور مصطفي حسين مدير المركز أكد ان الإقبال علي استخدام أجهزة المحمول والحاسب الآلي أدي لتراكم هذه الأجهزة بالمنازل أو المخازن مع انخفاض العمر الافتراضي لكل منها مما دفع الدول المتقدمة للتخلص منها إلي الدول النامية برغم أن القوانين والاتفاقات الدولية تحرم هذه التجارة في الوقت الذي لا تهتم فيه الدول المتقدمة باعادة تدويرها وتأخذ طريقها لدول العالم الثالث ومنها الدول العربية والافريقية والهند وكذلك الصين.
وقال: إن الوعي البيئي دفع هذه الدول للتخلص من هذه النفايات بالبيع أو التبرع فظهر السماسرة و مافيا الكسب السريع لنقل هذه الكميات بصورة غير معلنة إلي بلدان لا تطبق المعايير الدولية في حماية البيئة ليتم تدوير تلك النفايات حيث العمالة الأرخص والمرونة في تطبيق القانون, مما جعل البعض يقولون إن القارة الأفريقية سلة مهملات للعالم الصناعي.
وأشار الدكتور أشرف المغربي أستاذ بحوث البيئة المساعد بجامعة القاهرة إلي أن المخلفات الالكترونية تحتوي علي ألف مادة مختلطة ذات قيمة مثل الذهب والفضة وبعض العناصر المشعة والنادرة, مما جعل لهذه المخلفات قيمة لدي بعض الدول التي تجد فيها جانبا اقتصاديا في إعادة التدوير.
وقال: إنه لا يوجد سوي3 شركات فقط في العالم تعمل في مجال تدوير المخلفات الالكترونية بصورة رسمية وباستخدام تقنيات حديثة تحافظ علي البيئة.
وأشار إلي ان النفايات الالكترونية تعتبر خطرا علي الصحة العامة, فالشاشة الزجاجية للتليفزيون والكمبيوتر أحادية اللون تحتوي علي2 ـ3% رصاص وفي الشاشات الملونة تصل الي85% من الرصاص, فإذا تم التخلص منها بالطمر في مدافن فتمثل خطورة كما تحتوي لوحات الدوائر المطبوعة علي مواد بلاستيكية ونحاس وكميات محدودة من الكروم والرصاص والنيكل والزنك, كما أن جميع الأجهزة الالكترونية المحمولة والحاسب المحمول تعمل ببطاريات تحتوي علي النيكل والكروم ومعادن ثقيلة اضافة لوجود مادة البروميد بجميع الأجهزة لتقليل فرصة حدوث الاشتعال, وتحتوي لوحة المفاتيح علي مادة الزئبق ذات التأثير الصحي والبيئي نتيجة تراكمها في أنسجة الإنسان والحيوان.
وقال: إن اعادة التدوير التي يعتبرها البعض أفضل من التخلص من نفايات الكترونية, تمثل خطرا لأن أجزاء كبيرة من هذه المخلفات تنتشر في البيئة, ومن الصعب تجنب الأثر السام لإعادة تصنيع هذه النفايات مهما تكن درجة التطور فأخطارها أكثر من نفعها وهذا يتطلب أن تقوم الدولة بمنع دخول أجهزة قديمة للاستخدام أو للتدوير لخطورتها علي صحة المواطنين في غيبة الوعي ومنع دخولها عبر الجمارك.
ساحة النقاش