جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
الشباب وظاهرة العنف : المستقبل العربي مطروحا في مؤتمر ..
|
|
17/12/2010 07:57:31 م
|
بقلم : مها عبدالفتاح
|
الشباب هو المستقبل و.. يا له من فارق : أن يناقش الكبار مشاكل الشباب من فوق رؤوس الشباب، وأن يناقش الشباب مشاكل الشباب وهذا مؤتمر أريد له ان يكون منهم ولهم، بل من اعدوا له من منتدي الفكر العربي ومن مكتبة الاسكندرية حرصوا علي ان يكون للشباب الدور الرئيسي والصفوف الامامية وحق الاولوية في كل مجريات المؤتمر... الاعداد والتنظيم تولاه الكبار بمسؤولية الخبرة وقيمة التجربة : أ. د. همام غصيب الامين العام لمنتدي الفكر العربي ود. محسن يوسف مستشار مدير مكتبة الاسكندرية للمشروعات الخاصة، ولم يكن للكبار من الخبراء والمتخصصين غير تقديم أوراق المؤتمر، وتحديد رؤوس الموضوعات المطروحة، اما فرص الرأي والنقاش وتحديد العلل والتوصل للنتائج والحلول فتركت شبه كاملة للشباب العربي المشارك، الاولوية لهم في ابداء الرأي والنقاش في الجلسات العامة وفي محاور العمل، مع توجيه طفيف أو تعقيب قصير للحضور من خارج دائرة الشباب .. لذا جدير بهذا المؤتمر أن ينسب الي الشباب بحق، بل الملاحظ ان معظم الخبراء ممن تولوا زمام المحاور الخمسة لم يبتعدوا في العمر كثيرا عن مرحلة الشباب، فكان التجانس واضحا بين المنصة والحضور في المحاور الخمسة .. المحور الاول خصص للعنف الأسري والمجتمعي : من فقر إلي بطالة الي تهميش واقصاء واحباط .. محورا آخر للمخدرات والمسكرات والتدخين والامراض الجنسية .. المحور الثالث للصحة النفسية وثقافة الخوف .. الرابع للتكنولوجيا وتوظيفها ضد العنف من خلال شبكات التواصل والمتابعة والتوعية الاعلامية .. والمحور الخامس المواطنة . الهوية والثقافة . المؤتمر ذاته جاء نتاج تلاقي فكري وتوافق في رسالتي هاتين المؤسستين ربما هما الاهم فكريا في عالمنا العربي : منتدي الفكر العربي ويقترب تأسيسه من الثلاثين عاما و.. مكتبة الاسكندرية العملاقة -سبحان الله -رغم أنها في الثامنة من عمر مديد .. اهتمامهما المشترك بالشباب أي المستقبل مبدأ متأصل في رسالتيهما ، ومكتبة الاسكندرية تجسد هذه الرسالة عمليا، اذ دوما ما يفخر د. اسماعيل سراج الدين بأن القائمين علي المكتبة ممن تعدوا سن الشباب لا يزيدون عن 20٪ فقط وال 80٪ من مجمل الوظائف يتولاها شباب الذي ما بين العشرينيات والثلاثينيات فهؤلاء هم المحرك الحقيقي لدولاب العمل في ذلك الصرح الذي نفخر به ... عصرنا هذا بحاجة اكبر الي اتاحة الفرصة أمام الشباب ليس فقط لأنهم المستقبل، بل لقدراتهم علي التكيف بسهولة مع طفرات العلم الحديث والتكنولوجيا المتجددة دوما، هذا غير استعدادهم الطبيعي في الابتكار والابداع .. هذا المؤتمر جسد عمليا هذه الدعوة التي كثيرا ما تتردد وقليلا ما تتحقق .. بمعني فتح المجال علي الواسع أمام الشباب (المجتهد طبعا ) واتاحة فرص مشاركته الفعالة وبجدية وليس بشكلية ، وهو ما حدث تماما نتيجة تلاقي اهم مؤسستي فكر في العالم العربي : مكتبة الاسكندرية العملاقة رغم سنواتها الثمانية ، ومنتدي الفكر العربي الذي اسسه منذ نحو ثلاثين عاما، عدد من خلاصة مفكري العالم العربي في مقدمتهم الاميرالحسن بن طلال، ليكون منظمة عربية غير حكومية أقرب ما تكون الي منبر حر وآلية تفحص قضايا العالم العربي واحواله بالتحديات امامه ، يطرحها تباعا في ندوات ومؤتمرات لبلورة افكار بالحلول ، لايجاد خيارات متاحة امام من بيدهم القرار . ويرأس مجلس أمناء منتدي الفكر العربي الامير الحسن المهموم بالحاضر،القلق علي المستقبل العربي، هذا الامير الذي اعترف العالم الخارجي بقيمة فكره وقدر ثقافته حتي انه كان رئيسا منتخبا لنادي روما الذي يعتبر ربما الأرفع قيمة بين كافة منتديات الفكر الاوروبي - العالمي و... سلاما علي التكنولوجيا الحديثة التي تتيح لمن تعوقه ظروف الحضور ان يشارك بالصوت والصورة بما يعرف بالفيديو- كونفرانس .. وهكذا اجتمعنا واستمعنا وتحدث المشاركون في المؤتمر مع الأمير الحسن مدة امتدت لنحو ساعتين، تساءل خلالها : أين النظرة الشمولية الي المستقبل : اين العقل العربي المسؤول الذي يفكر للمدي المتوسط والبعيد ؟ أين لنا من يدعو مثل فرانكلين روزفلت عام 1940 عندما وعد قومه قائلا نحن قادرون علي بناء شباب للمستقبل، وقد فعل ووفي .. الا من يدعو في عالمنا لمثل ذلك ويفعل، ألا من رؤية مستقبلية للمجموعة العربية ؟ حديث الامير واجاباته علي التساؤلات لابد العودة اليها في القريب . د.علي الدين هلال الذي ألقي كلمته في أول الأيام الثلاثة للمؤتمر، طبق النهج الحديث جدا في مخاطبة الشباب ، فالمحاضر عموما، وأستاذ الجامعة خصوصا لابد ويتبع في عصرنا هذا نهج التفاعل بين الأستاذ وطلابه أي الشباب ، فلا ينفرد هو بالقاء الرأي في وجوههم واسلوب التلقين، بل بالاخذ والرد والنقاش واستطلاع آرائهم والتفكير المشترك بين يعلم ومن يتعلم هذا هو لب التعليم الحديث الآن، وهذا ما فعله د. علي الدين هلال، لذا خطابه او محاضرته كانت مفعمة بالحياة ، لم يسرح ولم يبرح ولم يغيب ذهن عنها خصوصا هؤلاء المستهدفين من الجالسين في الصفوف الأمامية، فالكل انشغل واشتعل ذهنه بنشاط ويقظة بينما استبقي د. هلال ثلث الساعة الاخير ليسترسل فيما اراد توصيله للشباب الجالس امامه . أهم ما اتفق عليه من توصيات في رأيي، الابقاء علي التواصل الالكتروني بين الشباب وبعضه من ناحية، ومع الامانة العامة لمنتدي الفكر العربي من ناحية ثانية، تبادلا للرأي وللملاحظات فلا ينقطع الاهتمام بموضوع العنف مع انتهاء المؤتمر، ولا يضيع جهد بذل، بل يبني عليه .
|
مع أطيب الأمنيات بالتوفيق
الدكتورة/سلوى عزازي
ساحة النقاش