الجرائم المستحدثة في عالم الكمبيوتر والانترنت والافراط في استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة وتأثيرها قضايا هامة ناقشها المؤتمر السنوي الأخير لمركز البحوث الاجتماعية والجنائية الذي أنهي أعماله الخميس الماضي وحول هذه القضايا تحدثنا مع د. فتحي قناوي أستاذ علم الجريمة بالمركز القومي الذي أكد أن القرصنة الفكرية من أبرز أشكال سوء استخدام التكنولوجيا لما لها من آثار سلبية خطيرة علي كل المجالات وخاصة المجال الاقتصادي.
قال ان غياب التوافق الاجتماعي بين أفراد الأسرة الواحدة وزيادة العنف والجريمة في المجتمع نتجية طبيعية للأسراف في استخدام الكمبيوتر وغياب التواصل بين أفراد الأسرة.
أضاف أن المنع والخطر للكمبيوتر والإنترنت لا يحقق الاستخدام الآمن له ولكن أفضل وسيلة لذلك هي التوعية الصادقة بشرط أن يكون من يقوم بها مدركاً لدوره وأهميته.
أشار إلي أن تأمين المعلومات عبر شبكة الانترنت ليس مستحيلا ولكن بشرط الالتزام بالقواعد العلمية لذلك وعدم السماح باستخدام الحواسب الشخصية من قبل الآخرين.
* سألنا د. فتحي قناوي .. ما هي الموضوعات التي ركز عليها المؤتمر السنوي لمركز لبحوث الاجتماعية والجنائية مؤخراً.
** حاولنا في اختيار الموضوعات أن نناقش قضايا معاصرة تهم العالم حالياً ورغم ان هناك قضايا قديمة الا أنه تم ادراجها علي جدول الأعمال بسبب ما حدث بها من تطور وقد ناقش الموتمر عددا من القضايا منها استغلال التكنولوجيا في الجريمة والقرصنة الفكرية والقضية الشهيرة الخاصة بموقع "ويكيليكس" وتسربت المعلومات وكذلك استغلال الأطفال والعديد من الموضوعات الأخري من خلال 18 محوراً تمت مناقشتها في 6 جلسات تحدث في كل جلسة 10 متحدثين علي مدار يومين من أجل أن نقوم بدورنا لدق ناقوس الخطر من هذه الجرائم المستحدثة ونحاول من خلال كوكبة من العلماء وضع الأساليب لمواجهتها والحد منها قدر الاسكان.
* ناقشتم في جلسات المؤتمر مشكلة القرصنة الفكرية فما هي الأسباب التي دعت إلي ذلك؟
** لأن القرصنة لها تداعيات خطيرة علي العديد من المجالات ويكفي أن أذكر المجال الاقتصادي حيث ان السرقات التي تحدث من خلال القرصنة الفكرية تحرم أصحاب الحق من الحصول علي عائد نتاج عقولهم وتفكيرهم وكلنا نري كيف تساهم هذه القرصنة في هدم صناعة عريقة لدينا وهي السينما من خلال سرقة الأفلام وعرضها علي الإنترنت حتي قبل ان يتم عرضها رسميا في دور العرض.. باختصار هناك ملايين الجنيهات يمكن ان تنفق وتضيع هباء وهو ما يجرنا بالتأكيد إلي أهمية التعامل بعقلانية مع التكنولوجيا الحديثة وهنا أقصد تحديداً الاشراف في استخدام الكمبيوتر والانترنت فهذا الأمر يؤدي حتماً إلي غياب التواصل الاجتماعي بين أفراد الأسرة الواحدة فالزوج والزوجة يقضيان الغالب الأعم من وقتهما بالمنزل في استخدام الكمبيوتر والانترنت وكذلك يكون الطفل مشدودا إلي الكمبيوتر لساعات طويلة والنتيجة غياب التوافق بين أفراد الأسرة الواحدة والتأثير السييء لعدم التعامل بحكمة مع التكنولوجيا لا يقتصر علي ذلك بل يمتد تأثيره إلي جسم الإنسان وأجهزته الحيوية من جراء الجلوس لساعات علي الكمبيوتر والسماعات الحرارية الخاصة بالموبايل.
* وهل هناك طرق معينة لتقليل الآثار السيئة للاسراف في التعامل مع وسائل التكنولوجيا الحديثة أو تحقيق ما يعرف بالاستخدام الآمن؟
** المشكلة دائما إن الممنوع مرغوب فعندما تعلن عن حظر شيء ما تجد الطرف الآخر يتفنن في اختراقه والوصول اليه فكلنا يهوي مخالفة القوانين وعدم ا لالتزام بالتعليمات ولذلك فأنا لا أحبذ سياسة المنع حتي لا يسير الناس عكس الاتجاه ولكنني مع سياسية التوعية الصادقة والمستنيرة القادرة علي الوصول إلي عقول وقلوب الآخرين وذلك بأن يكون المتحدث واعياً ومدركاً ومؤمناً بالدور الذي يلعبه من أجل الحفاظ علي المصلحة العامة للمجتمعات العربية والحفاظ علي خصوصيتنا وتقاليدنا وعاداتنا والأهم البعد الديني في هذه القضية سواء الإسلامي أو المسيحي.
التوقيع الالكتروني
* من القضايا الشائكة في مجال جرائم الانترنت التوقيع الالكتروني فما هي رؤيتك لها وكيف يمكن منع التلاعب فيها؟
** هذه الوسيلة مهمة جداً وخطيرة جداً في نفس الوقت أما أهميتها فتنبع من اختصارها للوقت والجهد فيمكن لشخص ما أن يعقد صفقة مع عميل في أوروبا وأمريكا وهو جالس في مكانه دون الحاجة إلي السفر وهذا شيء جيد.. أما خطورتها فتنبع من امكانية قيام أحد الأشخاص بالاستيلاء علي الكارت والرقم السري الخاص بالعميل واستخدامهما بشكل خاطيء والاستفادة من كل الصلاحيات الممنوحة لصاحبها وفي نفس الوقت التأمين ليس مستحيلاً فالشخص اذا تعامل بشكل جدي مع التكنولوجيا لن يخسر كثيراً فعليه مثلاً أن يقوم بتغير الرقم السري الخاص به إذا شعر أن هناك من تعرف عليه سواء بطريقة مشروعة أو غير مشروعة أيضا لابد ألا يقل عن 14 رقماً حتي يصعب اجراء عملية التباديل والتوافيق عليه من جانب البعض والوصول اليه.. أيضاً من المهم عدم السماح لأحد باستخدام الكمبيوتر الشخصي والعبث به أو استخدام برامج خاصة به.
د. فتحي قناوي .. الأستاذ بمركز البحوث الاجتماعية والجنائية: الكمبيوتر..أبوالجرائم المستحدثة القرصنة الفكرية..أبرز أشكال سوء استخدام التكنولوجياالأحد 19 ديسمبر 2010
المصدر: http://www.almessa.net.eg/
نشرت فى 19 ديسمبر 2010
بواسطة azazystudy
الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
4,797,255
ساحة النقاش