دراسة تطالب بتأهيل السائقين و الحل في الصندوق الأسود

كتب :‏ أحمد عصمت
يري بعض الخبراء أن الحل الأمثل للحد من مخاطر المقطورات يكمن في تطبيق نظام الصندوق الأسود في جميع سيارات النقل‏.‏ويطالب البعض بإعادة تأهيل السائقين المصريين‏

,‏ بداية يعترف الدكتور محمد فرغلي رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا التي أسند إليها مهمة دراسة‏,‏ عادة تأهيل السائقين المصريين علي العمل وفقا للمفاهيم الجديدة للنقل البري بالسيارات ـ يعترف بأن مستوي السائقين المصريين وكذلك السائقون في العديد من الدول العربية لا يتوافق مع المعايير العالمية‏.‏
ويري الدكتور فرغلي أن تطوير النقل علي الطرق يجب أن يتواكب مع وسائط النقل الأخري مثل البحري والسكك الحديدية كي تكتمل المنظومة بالشكل الملائم‏,‏ وهو ما انتبهت إليه وزارة النقل في الفترة الأخيرة وبدأت في العمل في هذه المنظومة التكاملية التي من شأنها حل الكثير من مشاكل النقل في مصر‏.‏
وفي الوقت الذي تتصاعد فيه احتجاجات السائقين علي قرار وقف تسيير المقطورات لتأثير ذلك علي الارتفاع المتوقع لأسعار النقل بالسيارات نظرا لانخفاض حمولة الشاحنات بعدإلغاء المقطورة إلا أن الدكتور خالد حنفي عميد كلية النقل الدولي بالاكاديمية العربية يري أن الوضع الحالي للمقطورات يشكل كارثة حقيقية وبالتالي‏,‏ فإنه لابد من العمل علي تحويل الـ‏70‏ ألف مقطورة الموجودة في مصر حاليا إلي تريلات‏.‏ وهذا يتكلف‏4‏ مليارات جنيه ولكن من الخطأ أن نحل المشكلة من جانب واحد‏,‏ وإنما يجب النظر للأمر كمنظومة كاملة لتطوير العناصر البشرية العاملة في هذا القطاع‏,‏ ويرتكز التدريب للسائقين علي محورين أولهما محور فني بتطوير قدرات التعامل مع المركبة وعن طريق إنشاء ساحة كبري للتدريب وهو أمر غير موجود في مصر حتي الآن‏,‏ وثانيهما التدريب علي إدارة أسطول السيارات نفسها وتحقيق الوفورات الاقتصادية من التشغيل وتخفيض تكلفة الرحلة بما ينعكس علي الأسعار‏.‏
إلا أن فداحة الخسائر التي تسببها حوادث الطرق تضع المجتمع كله أمام المسئولية‏,‏ وخاصة أن الغالبية العظمي لضحايا هذه الحوادث هم من الشباب وهو ما يعني خسارة اقتصادية لطاقة العمل بالمجتمع ويدفعنا هذا للتساؤل حول طرق الحل‏!‏ ويطرح اللواء مازن نديم رئيس مجلس إدارة شعبة خدمات النقل الدولي بغرفة الإسكندرية رؤيته قائلا إن مشكلة الحوادث لم تعد مشكلة وزارة معينة‏,‏ وإنما تشترك فيها قطاعات عديدة‏,‏ ويتساءل لماذا التلكؤ في تنفيذ مشروع الصندوق الأسود لشاحنات نقل البضائع للرجوع لهذه الصناديق عند الحوادث مثل الطائرات بعد ان نجح تطبيقه بالنسبة للأتوبيسات‏,‏ هذه الفكرة ـ والكلام لنديم ـ من شأنها إلزام السائقين بقواعد السير المحددة من ناحية السرعة والحمولة والكشف الدوري والصيانة وغير ذلك كما هو الوضع في الخارج‏.‏
أما مستخدمو الطرق أنفسهم فإنهم يرفعون أصواتهم بالشكوي من هذا الاستهتار الذي يمارسه السائقون علي الطرق يوميا ويضيع بسببه زهرة شباب الوطن‏,‏ وهو ما يعبر عنه المشاركون في مؤتمر الاتحاد النوعي للسلامة علي الطرق حيث احتدم الصراخ من الذين طالبوا أجهزة المرور بوقفة حاسمة لمواجهة أصحاب السلوكيات الهمجية من سائقي الشاحنات والميكروباص فطالبت نيللي أحمد قدري من نادي ليونز أسكندرية ـ علاقات عامة ـ بضرورة إلزام السائقين بوضع أرقام شرطة المرور علي سياراتهم ليتمكن الجمهور من الإبلاغ عند تجاوز هذه السيارات لأصول القيادة فيمكن ملاحقتهم كما طالبت أيضا بصرف لوحات القيادة بلون مختلف للسائقين الذين يقودون لأول مرة لإمكان رصد مخالفتهم بسهولة وفي حالة ارتكاب مخالفات جسيمة توقف الرخصة بإعادة تدريب السائقين فنتفادي بذلك قوع حوادث جسيمة أكبر‏.‏