كبار الأطباء: الوضوء حماية من التهابات العين والجهاز التنفسي
التقلبات الجوية أزمة لأصحاب الأمراض المزمنة
ريم عزالدين
المناخ في مصر حار جاف صيفا دافيء ممطر شتاء هكذا كان في مصر حيث موقع مصر في شمال شرق القارة الافريقية علي حافة الصحراء الكبري في نوع المناخ السائد بها وتقع مصر بين خطي عرض 22 و32 درجة شمالا يؤدي لتغير الظروف المناخية من المناخ الحار تحت الاستوائي جنوبا إلي المناخ المعتدل شمالا علي ساحل البحر الأبيض المتوسط.. الا انه مع التغيرات المناخية وظهور اضطرابات مناخية وظاهرة الاحتباس الحراري أدت إلي تغير مناخ مصر حيث ان فصل الصيف هذا العام امتد ليسطو علي فصل الخريف والذي تعرض أيضا للسطو المفاجيء من فصل الشتاء الذي كان مفترضا ان يبدأ يوم 21 ديسمبر الا انه تواصل مع الصيف الممتد بعاصفة ترابية وموجة باردة وصلت إلي حد الصقيع ليعلن عن شتاء قارص.
طبيعي ان تظهر مع الموجة الباردة والعاصفة الترابية أمراض الأنفلونزا والحساسية الصدرية وحساسية الجيوب الأنفية وحساسية العيون.
"الجمهورية الأسبوعي" أخذت بعض النصائح والارشادات من خبراء الأرصاد الجوية والأطباء المتخصصين للوقاية من تبعات الموجة الباردة التي داهمت مصر بشكل مفاجيء.
يقول الدكتور محمد محمود عيسي رئيس مجلس ادارة الهيئة العامة للأرصاد الجوية ان البلاد تعرضت لحالة من عدم الاستقرار من آثار الموجة الباردة اعتبارا من مساء الجمعة الماضية وبلغت ذروتها يومي السبت والأحد ونشطت الرياح المثيرة للرمال والأتربة وصلت إلي حد العاصفة.
ويرجع الدكتور عيسي أسباب التقلبات الجوية إلي تأثر البلاد بوجود منخفض جوي متعمق شرق حوض البحر المتوسط مصحوبا برياح معظمها جنوبية غربية نشطة في سرعتها قادمة من الصحراء الغربية نظرا لوجود منخفضات جوية أخري في طبقات الجو العليا علي ارتفاع خمسة كيلو مترات ونصف من سطح الأرض مصحوبا بهواء نفاذ شديد البرودة مما أدي إلي تكاثر السحب الممطرة والانخفاض الملحوظ في درجات الحرارة.
وحيد سعودي مدير مركز التحاليل الجوية الرئيسي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية يقول ان نشاط الرياح المثيرة للرمال والأتربة أدي إلي وجود عواصف رملية اجتاحت البلاد مما أدي إلي انخفاض الرؤية وتكون الصقيع علي الزراعات في وسط سيناء والصعيد كما حدث اضطراب بحالة البحرين المتوسط والأحمر وارتفاع الأمواج وصل في البحر المتوسط ما بين ثلاثة امتار إلي أربعة امتار وفي البحر الأحمر وصل ما بين مترين إلي ثلاثة امتار وبدأت حالة الجو في الهدوء التدريجي منذ يوم الاثنين الماضي وان كانت الحرارة لن تصل إلي معدلاتها الطبيعية في مثل هذا الوقت من العام وسوف تظل الأجواء في حالة تقلب وعدم استقرار في الفترة القليلة القادمة لأننا لا نستطيع معرفتها الا وفق توزيعات الضغط وصور الأقمار الصناعية.
لذلك ينصح وحيد سعودي المواطنين بارتداء الملابس الثقيلة وعدم السرعة في قيادة السيارات تجنبا للحوادث التي تكثر اثناء الشبورة والعواصف الترابية.
الدكتور أحمد برادة استاذ طب وجراحة العين بكلية الطب جامعة الأزهر يقول ان العين هي العضو الوحيد الموجود علي سطح جسم الإنسان أما بقية الأعضاء فهي في الداخل والله سبحانه وتعالي جعل للعين عناصر حماية مختلفة منها الرموش وهي أكثر أنواع الشعر حساسية بجسم الانسان وبمجرس الاحساس بدخول جسم غريب إلي لاعين سواء من الأتربة أو الغبار أو ما شابه تحدث رعشة بالعين برد فعل سريع تغلق الرموش العين سريعا كذلك الدموع أحد عناصر حماية العين حيث ان الدموع تركيبة من ثلاث طبقات: الطبقة الأولي المائية والطبقة الزيتية وهي دموع زيتية تفرزها الجفون من أجل أن تظل العين رطبة وكذلك الطبقة المخاطية لذلك فالدموع بها مضادات حيوية ربانية تدافع عن العين ضد أي ميكروب.
يؤكد الدكتور برادة علي ان التقلبات الجوية والعواصف الرملية المليئة بالأتربة والغبار تؤثر علي العين بشكل مباشر وتؤثر علي كفاءة الابصار وتصيب البعض بالحساسية غير انها تتسبب بزيادة الشعور بأعراض حساسية العين للمرضي المزمنين وذلك لأن الأتربة والغبار الذي يملأ الجو يسبب حكة العين وزيادة افراز الدموع والأحمرار وكذلك الافرازات الصباحية.
لذلك ينصح الدكتور أحمد برادة بالبعد عن الأتربة بالقدر المستطاع ووضع قطرات العين الملطفة باستمرار وغسل العين بالمياه باستمرار خلال فترات النهار حتي تستطيع العين ان تعمل بكفاءة في ظل هذه الأجواء. أما إذا ظهرت أي أعراض مستمرة فيجب الاسراع للطبيب المعالج لمعرفة السبب حتي لا تتفاقم الأعراض. كذلك يجب علي مرضي الحساسية المزمنة استخدام القطرات والأدوية التي ينصح بها الطبيب المعالج خاصة في هذا الوقت وكذلك ارتداء النظارات الطبية الشمسية خلال فترات النهار وعدم التعرض مباشرة للأتربة والغبار حيث ان النظارات الشمسية والطبية تمتاز ان بها مادة تمتص الأشعة فوق البنفسجية والتي تسبب اشعتها أضرارا بالغة للعين.
ويؤكد الدكتور برادة علي ضرورة أن تفحص كل أم عين طفلها يوميا وتلاحظه خاصة الصغار منهم والذين يذهبوا إلي الحضانة وهم الأكثر عرضة لنقل العدوي والميكروب بمجرد أن تلاحظ انه يوجد حكة في العين باستمرار وبدأت العين في افراز مادة لزجة لابد ن تسرع بطفلها إلي الطبيب وألا تهمله حتي يعالج جيدا ولا تؤثر الأتربة والغبار علي صحة عينيه في المستقبل.
الأتربة المتسربة
الدكتور ماجد بهجت استشاري الأنف والأذن والحنجرة بكلية طب قصر العيني يقول ان فيروس الأنفلونزا يتغير مع التقلبات الجوية لذلك فالبعد عن الأتربة في هذه الفترة هام جدا لأنه توجد أتربة دقيقة جدا لا تري بالعين المجردة تتسرب إلي الأنف حيث ان الأنف تعتبر فلترا ربانيا للحماية من دخول الأتربة إلي الأنف والجهاز التنفسي فلا تقدر علي منع هذه الأتربة الدقيقة وذلك لأنها تحدث تهييج بالأغشية المخاطية والجهاز التنفسي وتحدث صعوبة في التنفس لأن هذه الأتربة تحتل مكان الاوكسجين داخل الرئة.
لذلك يؤكد الدكتور ماجد علي ضرورة الاستنشاق بالماء الدافيء باستمرار واستخدام الأقنعة الواقية وشرب السوائل باستمرار حيث ينتج أثناء اختلال الطقس وهبوب العواصف الترابية شعور بالاختناق وضيق التنفس خاصة لدي مرضي الحساسية وحساسية الجيوب الأنفية وكذلك مرضي الربو لذلك يجب تناول السوائل الدافئة والعصائر الطبيعية والماء لرفع مناعة الجسم والتخلص من الافرازات المخاطية وذلك لأن وجودها في الشعب الهوائية تقلل نسبة الاكسجين في الدم ويجعل الشخص يزداد معه الشعور بآلام الرأس والصداع والاعياء لذلك يجب الاهتمام بالنظافة الشخصية وغسل الأنف بالماء الدافيء "التنشق".
الوضوء والحساسية
يؤكد الدكتور ماجد بهجت ان الوضوء يساعد علي قلة أعراض حساسية الجيوب الأنفية نظرا لغسل الأنف باستمرار مع الوضوء.
ينصح الدكتور ماجد مرضي الحساسية المزمنة الأنفية أو الصدرية ومرضي نقص المناعة بضرورة توخي الحذر واستخدام الأقنعة الواقية علي الأنف والفم أثناء فترات العواصف الترابية والغبار لأن الاهمال في العناية بالأنف خاصة عند الأطفال الذين لا يجيدون الاعتناء بأنفسهم قد يزيد من نوبات الحساسية لديهم لأن هذه الأتربة تشمل الكثير من مثيرات الحساسية مثل الفطريات الجوية وحبوب اللقاح المتطايرة من الزراعات مع العواصف الترابية لذلك يجب الوقاية من الأزمات الأنفية ومنع ضيق الشعب الهوائية المفاجيء والانتكاسات الصدرية.
ويضيف الدكتور ماجد بهجت اننا يجب الا نتجاهل فيروس "H1N1" انفلونزا الخنازير لأنها تظهر في صور كثيرة وتهاجم بطانة الأنف والحلق والرئتين لذلك فإن الوضوء اضافة لمنعه الأمراض الفيروسية المتكررة مثل الزكام وغيره فإنه لا شك انه وقاية وتطهير لمدخل الجهاز التنفسي لذلك بمجرد ظهور أعراض انفلونزا الخنازير والتي تتمثل في الارتفاع المفاجيء لدرجة حرارة الجسم والسعال والآلام الشديدة في عضلات الجسم والاجهاد الشديد وقد تسبب في بعض الحالات الاسهال والقيء يجب استشارة الطبيب وعزل المريض عن باقي افراد الاسرة وتهوية الغرفة المتواجد بها جيدا عن طريق فتح النوافذ في الصباح لفترة ويجب عدم الاعتماد علي المراوح أو التكييف من أجل التهوية.
يؤكد الدكتور ماجد ان الاطفال الأكثر عرضة للاصابة بالأمراض الفيروسية والالتهابات البلعومية الحلقية هم الاطفال في سن المدرسة وذلك لسهولة نقل العدوي ومن ثم نقلها إلي الأمهات وكبار السن بالمنزل لذلك دائما وخاصة في هذه الفترات شديدة البرودة المليئة بالرياح الترابية يجب وقاية الأطفال بالاكثار من الخضراوات الطازجة والفواكه والعصائر الطازجة لمنع الاصابة برشح الأنف وصعوبة البلع والكحة وضيق التنفس عند الاصابة بالالتهاب الميكروبي والذي يصاحبه ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
انتقال العدوي
الدكتور عادل عاشور استاذ طب الاطفال والأمراض الوراثية بالمركز القومي للبحوث يقول ان التقلبات الجوية والعواصف الترابية تسبب انتقال العدوي سريعا من مكان إلي آخر ويساعد علي زيادة انتشار الأوبئة بشكل خاص كما ان هذه الأتربة تسبب أنواعا كثيرة من الحساسية الجلدية وحساسية الجهاز التنفسي لدي الاطفال خاصة ان هذه الظروف تساهم أيضا في انتشار الأمراض الصدرية لدي الاطفال والتي من اعراضها صعوبة التنفس وضيق الشعب الهوائية وعدم انتظام التنفس وكذلك يتغير لون الشفاه إلي اللون الأزرق نتيجة قلة الاوكسجين في الدم والذي يغطي أعضاء الجسم مما يعرض حياة الطفل للخطر خاصة الاطفال حديثي الولادة وما دون الثلاثة أشهر.
ينصح الدكتور عاشور الأمهات اللاتي يعاني اطفالهن من الحساسية المزمنة والالتهابات الشعبية بضرورة الحرص عليهم اثناء هذه الأجواء الباردة المليئة بالغبار والأتربة وضرورة التزام المنزل وعدم الخروج في مثل هذه الظروف المناخية كذلك إذا استدعت الظروف القهرية الخروج يجب ارتداء الكمامات الواقية لحماية مداخل الجهاز التنفسي وفتحات الأنف والفم بالاضافة إلي ترطيب الأنف باستمرار عن طريق الاستنشاق بالماء الدافيء وتناول مضادات الحساسية كما إذا زادت اعراض ضيق التنفس وارتفاع درجة الحرارة يجب استخدام خافض الحرارة المتعود عليه في هذه الحالة والتوجه فورا إلي طبيب الاطفال المعالج.
الدكتور هشام أبوالنصر عيسي اخصائي أمراض الباطنة والقلب يقول ان الأجواء الباردة والعواصف الترابية التي تمر بها البلاد حاليا لها تأثير سلبي علي مرضي الأمراض المزمنة خاصة مرضي القلب والنوبات الربوية حيث ان شدة برودة الطقس تجعل مرضي القلب تظهر عليهم اعراض كثيرة ضارة مثل تورم الجسم الناتج عن تقليل امتصاص السوائل بالجسم واختزانه لنسبة الأملاح الأكثر في الدم.
كما ان تسلل بعض الميكروبات الناتجة عن الأتربة والغبار للجهاز التنفسي العلوي يؤدي إلي زيادة نسبة حدوث الذبحات القلبية أو شبه الذبحات القلبية وتزداد نسبة تردد المرضي علي المستشفيات في تلك الفترة من أصحاب الأمراض المزمنة.
يضيف الدكتور هشام ان شدة البرودة تؤدي إلي ضعف عضلة القلب خاصة إذا كان بها تضخم لذلك فمرضي القلب يعانون بشدة اثناء الطقس البارد خاصة ان ادوية البرد ممنوعة عليهم ولا يتناولونها علي الاطلاق الا انواعا محددة غير ضارة لأنها تزيد من عدد ضربات القلب وتجلها قوية لذلك يجب اعطاء مريض القلب عند حدوث الاصابة بنزلات البرد مضادا للهيستامين ومذيبات للبلغم خفيفة وخافضا للحرارة من عقار الباراسيتمول الآمن وكذلك سرعة استشارة الطبيب وتناول السوائل الدافئة من الأعشاب الطبيعية والفيتامين سي المتواجد بالفواكهه الطازجة مثل البرتقال.
ويؤكد الدكتور هشام أبوالنصر ان مرضي ضغط الدم والمصابين بداء السكري يعانون بشدة اثناء فترات البرد لأنهم لا يجب عليهم استخدام أدوية البرد ايضا الا في أضيق الحدود مثل الباراسيتمول والذي لا يؤثر علي حالاتهم الصحية وخاصة ان مرضي السكري يتناولون الغذاء بكثرة اثناء برودة الطقس من أجل التدفئة نظرا لاحساسهم بالبرودة الشديدة خاصة في الاطراف ولا يقومون بعمل نشاط حركي لحرق هذه السكريات في الجسم وبالتالي ترتفع نسبة السكر اثناء الشتاء لمرضي السكري لذلك يجب ان يقوموا بتقليل نسبة الدهون في الطعام وتناول الطعام علي أكثر من وجبة متوازنة العناصر الغذائية ولكن بكميات قليلة واستبدال الفواكه بالخضراوات الطازجة.
ساحة النقاش