الشائعات وموقف الإسلام منها
بقلم:د‏.‏ حسين ياسين عثمان


الشائعات من أخطر الأمراض المدمرة‏,‏ فكم من الشائعات جنت علي أبرياء‏,‏ وكم من الشائعات أشعلت نار الفتنة بين الأصفياء؟‏!‏ وكم من الشائعات نالت من علماء وعظماء؟‏!‏

 

ومن المعلوم أن الإسلام قد اتخذ موقفا حاسما حازما قويا من الشائعات ومروجيها لما يترتب عنها من آثار سلبية تزلزل كيان المجتمع وتؤثر علي تماسكه وتلاحم ابنائه‏,‏ وسلامة لحمته‏.‏
وقد وصف القرآن الكريم مروجي الشائعات بالفسق‏,‏ وحث الناس علي التثبت والتبين قبل قبول الخبر الكاذب والتصرف من منطلق هذا الخبر ثم الندم عليه بعد ذلك قال تعالي يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين كما توعد الله تعالي أولئك الذين يلوكون في الأعراض ويسرهم إشاعة الفاحشة في المجتمع بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة‏,‏ قال تعالي‏:‏ إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين أمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة‏.‏
كما حذر الإسلام من الغيبة والنميمة والوقيعة في الأعراض‏,‏ والكذب والبهتان وأمر بحفظ اللسان‏,‏ وأبان خطورة الكلمة‏,‏ وحرم القذف والإفك‏.‏
وقد ذم الله عز وجل أولئك الذين يستمعون للأكاذيب بقوله تعالي يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين‏.‏
وقد بين القرآن الكريم عقاب هؤلاء السماعين بقوله تعالي‏:‏ لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم وفي آية أخري في سورة المائدة أيضا‏:‏ سماعون للكذب آكلون للسحت‏,‏ وقال سبحانه وتعالي في وصف المنافقين وأتباعهم لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لم والله عليم بالظالمين‏.‏
وقد حذر النبي صلي الله عليه وسلم مرجي الشائعات وذلك من خلال قوله عليه الصلاة والسلام‏:‏ كفي بالمرء كذبا أو إثما أن يحدث بكل ما سمع كما بين صلي الله عليه وسلم أن أبعد الناس منه مجلسا يوم القيامة الثرثارون وما أكثر الإشاعات التي تطلق في أوساطنا ونسمعها هذه الأيام‏,‏ إشاعات مقصورة‏,‏ وإشاعات غير مقصودة‏,‏ فلا يكاد يشرق شمس يوم جديد إلا وتسمع بإشاعة في البلد‏,‏ من هنا أو من هناك‏,‏ فكم للشائعات من خطر عظيم في انتشارها وأثر بليغ في ترويجها‏,‏ وكم عانت بلادنا وأوطاننا من هذه الشائعات التي تأتي علي الأخضر واليابس‏.‏
ولعل من أخطر الإشاعات تلك التي تستهدف لحمة الأمة وتماسكها ووحدتها الوطنية‏.‏ والإشاعات التي تستهدف المحصنات الغافلات المؤمنات وهذا أمر خطير قد يترتب عليه كثير من المنكرات ولقد حذر الله سبحانه وتعالي من هذا النوع قال تعالي‏:‏ إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والآخرة والله يعمل وأنتم لا تعلمون‏.‏
وقد وضع الإسلام الكثير من القواعد المتشددة لحفظ الأعراض من الشائعات حيث‏:‏ ـ
حرم قذف المحصنات الغافلات من غير بينة ومن يفعل ذلك يحد في ظهره ثمانين جلدة جزاء إفكه وافترائه من غير بينة قال تعالي والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فإجلدهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون‏.‏ كذلك جعل الله تعالي إثبات جريمة الزنا بأربعة شهداء متيقنين من وقوع الجريمة وإلا أقيم عليهم حد القذف في حين أن إثبات جريمة القتل يكون بشاهدين فقط‏,‏ وهذا يدل علي حرص الإسلام علي صيانة الأعراض والحفاظ عليها‏.‏
والسؤال المطروح هو كيف نتعامل مع هذه الشائعات‏..‏ ينبغي علينا جميعا أن نحسن الظن ببعضنا البعض أفرادا وجماعات فلا ننساق وراء الشائعات المغرضة التي لا هدف لها إلا هدم الوطن ونعود كما كنا في السابق أخوة في الوطن متحابين مترابطين لا تفرقنا شائعة‏.‏
كما يجب علي كل إنسان عاقل ألا يتحدث بكل ما يسمعه ولا ينشره‏,‏ الأمر الذي يؤدي إلي عدم نشر الشائعات والقضاء عليها ووأدها في مهدها قال الله تعالي‏:‏ ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم وكفي بالمرء أثما أو كذبا أن يحث بكل ما سمع‏.‏ رابعا‏:‏ إبلاغ السلطات المعنية والجهات المختصة بكل شائعة مهما صغرت حتي يتسني لها اتخاذ التدابير اللازمة للقضاء علي مثل هذه الشائعات ومعاقبة مروجيها‏.‏

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 205 مشاهدة
نشرت فى 4 ديسمبر 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,792,012