على باب المصطفى
بقلم: فاروق جويدة
أديت فريضة الحج هذا العام وأمام باب الرسول عليه الصلاة والسلام وفي روضته الشريفة بالمدينة المنورة كانت هذه الأبيات‏..‏

 

ركب الزمان يطوف في عبراتي
وأنا أراك تطل مـن عرفـــــــــات
وأمامك التاريخ يسجـــد خاشعــــا
والحق حولـك شامـخ الرايـــــــات
وتودع الدنيا بوجــه مشـــــــــرق
فيه الجلال‏..‏ ونبل كل صفــــــات
تبكي الجموع وأنت تهمس بينهـــا
قد لا أراكم في الحجيـــــج الآتـــي
لكنني أودعــــــت في أعناقكــــــــم
قرآن ربي‏..‏ سيرتــي وحيـــاتــــي
لا لن تضلوا إن تمسكتــــــــم بـــــه
فخلاص هذي الأرض في آياتــــي
ويطل وجهك خلف ستر خافــــــت
فتري حشود الحق في الصلـــوات
وتري الوجوه وقد أضاء جلالـهـــــا
والدهر يكتب أقدس الصفحــــــات
وتصيح فيهم أن غــاية ديننـــــــا
طهر القلوب ورفعة الغايـــــــــات
فجر الضمير رسالتي لا ترجعوا
للكفر بعدي‏..‏ في ثياب طغــــــــاة
لا تقربوا الأصنام بعدي إنـــــــها
بيت الضلال‏..‏ وآفـة الآفــــــــــات
ولتعبدوا الرحمن ربا واحــــــــدا
فعلي هداه تفجرت صيحــــــاتـــــي
الله خالق كل شيء فاجمعــــــــوا
أشلاءكم بالحق والرحمــــــــــــات
وحدت أشلاء‏..‏ جمعت شراذمـــا
وجعلت من طلل الشعوب بنـاتــــي
الظلم في ركب الحيـــاة ضلالــــة
والعدل نور الله في الظلمــــــــــــات
والذم في وجه الحيــاة جريمــــــة
وتميمة للرجس واللعنــــــــــــــات
والحق أولي أن تـصان حصـــونـه
ليظل تاج الأرض والسمــــــــــــوات
والأرض عرض والدماء محــــارم
ونقاء مال المرء بالصـــــدقــــــــــات
حرية الإنسان غايـــة ديننـــــــــا
وطريقـنا في كل فجـــــــــــر آتـــــــي
ونساؤكم في كل بيت رحمــــــــــة
تاج العفاف وســــام كل فتــــــــــــــــاة
والعدل دستور الحياة فإن غفــي
هرعت حشود الظلـــم بالويــــــــــلات
والحكم عدل والشرائع حكمــــــة
والنفس عنــدي أكبـــــر الحرمــــــــات
أهل الكتاب لهم حقوق مثلنـــــــا
في الأمن‏..‏ في الأوطان‏..‏ في الصلوات
الله ساوي الخلق وحد بينهـــــــــم
في العيش‏..‏ في الأنساب‏..‏ في الدرجات
أما الحياة وديعة في سرهــــــــــا
هل يستوي الأحياء بالأمــــــــوات ؟
ويل لأرض مات فجر ضميرها
موت الضمائر قمــــــــة المأســــاة
لكنني أيقنت أن رسالتــــــــــــي
فيها الهدي من خالق السمــــــــوات
بلـغت يا الله فاشهد أننــــــــــــــــي
لم أنس حق رعيتي ورعاتـــــــــــي
زوروا المدينة‏..‏ وأذكروني عندها
من زار قبري صافحته حياتـــــــــي
أنا لم أكن إلا رسولا قد خلـــــــت
قبلي رسالات وهدي عظــــــــــــات
بشر انا‏..‏ ما كنت ربا بينكــــــــم
بل كنت فجرا لاح في لحظــــــــــات
وأفاض في الدنيا‏..‏ وأيقظ أهلهـــا
بالحق‏..‏ والتـنزيل‏..‏ والآيـــــــــات
فإذا بدا في الأفق غيـــم عابــــــث
صلوا علي‏..‏ وأكثروا الصلــوات
‏<<<‏
ركب الزمان يطوف في نظراتي
وتتوه في عمق المدي كلماتـــــــي
ماذا أقول ونور وجه المصطفـــي
كالصبـح أشرق في شواطيء ذاتي
ويطل وجهك في الحجيج كأنــــه
وجه السماء أضاء في جنباتــــــــي
يا سيد الخـلـق الرفيع تحيـــــة
من كل شوق فاض في عرفــــــات
طوفت في أرجاء مكة ساعيـــــا
وعلي مني ألقيت بالجمـــــــــــرات
ونظرت للأفق البعيد وحولــــه
تسري أمامك جنة الجنـــــــــــات
ووقفت تصرخ يا الهي أمتـــي‏..‏
فيجيب رب الخلق بالرحمـــــــات
لم تنس أمتك الحزينة كلمــــــا
هرعت جموع النــاس بالدعـــــوات
وسألت رب الكون هذا حالـهم
فقر‏..‏ وجوع‏..‏ وامتهان طغــــــــاة
يارب هذي أمتي مغلوبــــــــــة
ما بين حكم جــائــر‏..‏ وغــــــزاة
الركب ضل وشردته عواصـــف
بالعجز‏..‏ والطغيــان‏..‏ والنكبــات
جمعتهم في كل شــيء كلمــــــــا
نادي المــــؤذن داعيــا لصــــــــلاة
والآن صاروا في الحياة بلا هدي
تبدو عليهم سكــــرة الأمـــــــــوات
أنا في رحابك جئت أحمل أمــــة
ماتت علي أطلالهــا صرخــاتـــــــي
والحاقدون علي الضلال تجمعوا
والأمة الثكـلي فلــــول شتــــــــــات
‏<<<‏
في الكعبة الغراء وجهي شاخــص
تتسابق الصلــوات في الصلــــــوات
والناس في الحرم الشريف توافدوا
ضوء الوجوه يطـوف في الساحــات
الله أكبر والحجيـــــــــــج مواكب
من كل لون قـــادم ولغــــــــــــــات
الله وحدهم علي وحي الهـــــــدي
رغم اختلاف الجنــس واللهجــــات
جاءوا فرادي يحملون ذنوبهــــــم
ويفيض صفـــح الله بالنفحـــــــــــات
حين استوي الرحمن فوق عبـــاده
العفو كان بدايـــــة الرحمــــــــــات
يارب فلتجعل نهاية رحلتــــــــي
عند السؤال شفاعتـــي وثباتــــــــــي
أنا في رحابك جئت أحمل توبتـي
خجلان من شططــي ومن زلاتـــــي
أنت الغفور وكان ضعفي محنتي
وعذاب قلبي كان في هفواتـــــــــي
أشكو إليك الآن قلة حيلتـــــــي
وهوان عمري‏..‏ حيرتي وشتاتــي‏..‏
تتزاحم الأيام بين خواطـــــــري
ما بين ذنب حائـــر وعظــــــــــات
يارب سيرت القلوب مواطنــــــا
للحب‏..‏ فاغفر يا كريــم هنـاتــــــي
قد كان ذنبي أن قلبي عاشـــــــق
فأضعت في عشق الجمال حياتــي
أنت الذي سطرت قلبي غنـــــوة
للعاشقين‏..‏ وهذه مأســـــــــاتـــــــي
اغفر ذنوب العشق إن جوانحـــي
ذابت من الأشــواق والعبــــــــرات
والآن جئتك بعد أن ضاق المــدي
واثــاقـلـت في رهبة خطواتـــــــــــي
ندما علي عمر تولي ضائعــــــا
أم خشية من طيف عمــــــــــر آت
أسرفت في ذنبي وبابك رحمتــي
ولديك وحدك شاطـئي ونجاتـــــــي
‏<<<‏
في هذه الأرض الشريفة أشرقت
يوما قلاع النــــور والبركــــــــــات
بدأ الوجود خطيئة ثم انتهــــــي
بالصفح والغفــــران في عرفـــــات
حتي أطل علي الوجود محمــــد
فازينت عرفــــات بالصلــــــــــوات
فأضاء تاريخ وقامت أمـــــــــــة
بالحق تكتب أروع الصفحــــــــــات
وسري علي أرجائها وحي الهدي
جبريل يتلـــو أقــــــدس الآيــــــــات
ومحمد في كل ركن ساجـــــــد
يحيي قلوبا‏..‏ بعد طول مـــــوات
‏<<<‏
بدء الخليقة كان من أسرارهـــــا
حين استوت بالخلق في لحظــــات
وتزينت لنبيها حتي بـــــــــــــدا
نور الرسالة فــــــوق كل حصـــــاة
وتكسرت أصنام مكة‏..‏ وانزوي
خلف الحطام ضلال ليــــل عــات
في حضن مكة كان ميلاد الهدي
والدهر يشدو أعــــــذب النغمــــات
أمم أفاقت من ظلام عهودهـــــــا
واستيقظت من بعد طـــــول سبــات
القي عليك الحاقدون ضلالهـــــم
وتسابقوا في اللغــــــو والســــوءات
أتري يعيب الشمس أن ضياءهـــا
أعمي حشود الجهــــل والظلمــات
لو يعلم الجهلاء رحمة ديننـــــــا
لتسابقوا في البـــــر والرحمـــــــات
لم يشهد التاريخ يوما أمــــــــــة
جمعت حشود الحــق في لحظــــات
لم تشهد الدنيا جموعا سافــــــرت
عبرت حدود الأرض والسمــوات
لكنه الإسلام وحد بينهـــــــــــــم
فتسابقــــــوا لله في عرفــــــــــــات
هذا هو الإسلام دين محبــــــــــة
رغم اختلاف الجــاه والدرجـــــات
‏<<<‏
يا للمدينة حين يبدو سحرهـــــــــا
وتتيه في أيامها النضـــــــــــــرات
ومواكب الصلوات‏..‏ بين ربوعها
تهتز أركان الضلال العاتــــــــــــي
في ساحة الشهداء لحن دائــــــــم
صوت الخيول يصول في الساحات
والأفق وحي‏..‏ والسماء بشائـــر
والروضة الفيحاء تاج صلاتـــــــي
ويطوف وجه محمد في أرضهـــا
الماء طهري‏..‏ والحجيــج سقـاتـــي
ماذا أقول أمام نورك سيـــــــــدي
وبأي وجه تحتفي كلمــاتـــــــــــي؟
بالعدل‏..‏ بالإيمان‏..‏ بالهمم التي
شيدتها في حكمة وثبــــــــــــــات ؟
أم بالرجال الصامدين علي الهـــدي
بالحق‏..‏ والأخلاق‏..‏ والصلوات ؟
أم أنه زهد القلوب وسعيهـــــــــــا
لله دون مغانم وهبــــــــــــــــات ؟
أم أنه صدق العقيدة عندمـــــــــــا
تعلو النفوس سماحة النيــــــــات ؟
أم أنه الإنسان حين يحيطـــــــــــه
نبل الجــلال وعفة الغايـــــــــات؟
أم انه حب الشهادة عندمـــــــــــا
يخبو بريق المال والشهـــــوات ؟
أم أنه زهد الرجال إذا سمــــــت
فينا النفوس علي ندا الحاجــات ؟
أم أنه العزم الجليل وقد مضــــي
فوق الضلال وخسة الرغبـات ؟
بل إنه القرآن وحي محمــــــــــد
ودليلنا في كل عصــــــــــر آت‏..‏
يا سيد الدنيا‏..‏ وتاج ضميـــــرها
اشفع لنا في ساحة العثــــــــرات
أنا يا حبيب الله ضاق بـي المدي
وتعثـرت في رهبــة نبضــاتــــي
وصفوك قبلي فوق كل صفــــات
نور الضمير وفجر كل حيـــــاة
بشر ولكن في الضمير ترفــــــع
فاق الوجود‏..‏ وفاق أي صفــات
وصفوك قبلي فانزوت أبياتـــي
وخجلت من شعري ومن كلماتـي
ماذا أقول أمام بابك سيــــــدي
سكت الكلام وفاض في عبراتــي
يارب فلتجعل نهاية رحلتـــي
عند الحبيب وأن يراه رفاتــــــــي
يوما حلمت بأن أراه حقيقــــة
ياليتني ألقاه عند مماتــــــــــــــي‏..‏
 

 

المزيد من مقالات فاروق جويدة<!-- AddThis Button BEGIN <a class="addthis_button" href="http://www.addthis.com/bookmark.php?v=250&pub=xa-4af2888604cdb915"> <img src="images/sharethis999.gif" width="125" height="16" alt="Bookmark and Share" style="border: 0" /></a> <script type="text/javascript" src="http://s7.addthis.com/js/250/addthis_widget.js#pub=xa-4af2888604cdb915"></script> AddThis Button END -->
azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 158 مشاهدة
نشرت فى 3 ديسمبر 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,827,281