لقد وجدت في عصرنا الحاضر أن هناك أناس كثيرون ليس لديهم غاية في هذه الحياة , ليس لديهم مبدأ يعيشون عليه , لا يمتلكون هدفاً لتحقيقه , أولئك الذين نطلق عليهم "موتى بلا قبور" وقد زاد عددهم في وقتنا الحاضر , الكثير من يعيش ليومه هذا فقط , ولا يخطط لمستقبله , أجل نقول التفكير في اليوم الذي نعيشه أفضل من العيش خوفاً من المستقبل , فأكثر القلق سببه الخوف من المستقبل , ولكن يجب التخطيط لتوقعاته .

 ---------------------------------------

عش من أجل شيء , بعض الناس يعيشون حياتهم ليكونوا فقط قد عاشوها وليس من أجل شيء اخر .. إن قيمة الحياة ليست لذاتها , بل لما تعاش من أجله , فجميعنا نعلم أن قيمتها لا تساوي شيء فنهايتها تراب بلا أدنى شك , ولكن ما نحققه وننجزه هو القيمة , هو المطلب , وهو الغاية .. فالناجحون هم أولئك الذين يملكون (سبباً ) يعيشون من أجله , وهدفاً يسعون لتحقيقه , ومهمة يبتغون إنجازها .. فيا حبذا أن تكون تلك المهمة إنسانية ينتفع منها الجميع , ويترك الانسان وراءه تلك البصمة المميزة , التي تعطي لاسيما القيمة التي تغيره عن بقية بني جنسه من البشر.

وقد قال شاعر : " ومن يتهيب صعود الجبل  -- يعش أبدا الدهر بين الحفر"

فما أحقرها من حياة عندما تذهب هباء منثورا , بلا هدف أو طموح ! وما أجمل الحياة حين يضع الإنسان أمامه الغاية التي توصله إلى القمة حيث نجوم السماء ! أما الفاشلون في الحياة فلديهم رؤية سلبية بها يبصرون الكون , دائما نجدهم محبطين النفس وقصيرين النظر , لا ينظرون للأعلى وإنما للأسفل , أحلامهم صغيرة , وأفكارهم مقيدة , أولئك هم جثث بلا أرواح , قلوبهم بلا مشاعر, حياتهم بلا طعم فهم بذلك كله موتى بلا قبور..أولئك من يشكلون خطراً كبيراً على مجتمعهم , فهم المتشائمون الذين يحبطون الناس , ويكونون لاخوانهم أعداءً لا أعواناً , يستحقرونهم لعظمة أحلامهم , وارتفاع شأنهم وعلو مكانتهم , والفاشل في حياته ليس الفاشل في عمل أو دراسة أو تربية أبناء ؛ الفاشل من ليس لديه طموح يصبو إليه ويعيش من أجله  , وكذلك من لديه طموح يريد تحقيقه ولكنه يفكر دون أن يعمل , ويعمل دون أن يفكر فالتخطيط لكل معركة قبل الخوض فيها هو مفتاح ربحها ؛ فالفكر والعمل يجتمعان معا للوصول إلى الأهداف , فقبل كل شيء , وقبل كل مهمة تتحقق يكون هناك العزيمة والإصرار في قلب صاحب تلك المهمة للوصول إلى طموحه وأهدافه , وكذلك لا ننسى التوكل على الله والثقة بالنفس وبالرب في كل الأعمال , والأخذ بمبدأ التوكل وعدم التواكل , كل هذه العوامل لتحقيق الأحلام والطموحات من أجل ترك بصمة في المجتمع.

هناك كثير من الناس العظماء الذين رحلوا ولكن لا تزال ذكراهم فيذاكرتنا , ولا يزال أثرهم يحيط بنا , وبصمتهم لا تزال في عالمنا , فمخترع الضوء الذي ساعد الناس في إضاءة العالم : " توسانإيدسون " أخبرهم بفكرة اختراع المصباح الكهربائي قد مات من مئات السنين ولكن بصمته الرائعة مازالت بيننا , فلولا أنه ثابر واجتهد لكي يصل إلى طموحه ؛ لعشنا ليلاً نعتمد على ضوء القمر بلا كهرباء  , والكثير من أمثال هؤلاء الناس المتميزين ؛ فما أجمل الاقتداء بهؤلاء الناجحين العظماء ! إنهم هم الميتون حقيقة لا أثر ولا سمعة .. اسمهم موتى ولكنهم على قيد الحياة في حياتنا , فهم أفضل بكثير ممن يعيشون اليوم بلا فائدة تعود إليهم أو إلى مجتمعهم , وإنما تكون حياتهم هباء منثورا , فهم في سبات عميق , جثث بلا أرواح , وحياة كأنها الموت بذاته ...

 فلنفكك تلك القيود والسلاسل التي حولنا وحول أحلامنا التي تعيق حركتنا في هذه الحياة بما لا يفيدنا ولا ينفعنا , ولنعش حياة أرقى من تلك التي نعيشها بلا ثمرة ومصلحة تعود إلينا .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 35 مشاهدة
نشرت فى 8 مارس 2017 بواسطة alnoorbasic

مدرسة النور للتعليم الاساسي بنات 5-10

alnoorbasic
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,221