بـــلادٌ صـــرتُ أبـكـيها رثــاءاْ
وكـم أنا قد رجوتُ لها ارْتقاءاْ
غـنيٌّ عـاث فـي أرضٍ فساداً
ويــدعــو ربَّـــهُ كــذِبـاً ريـــاءاْ
وذو فــقـرٍ تـعـفَّف فــي بــلادٍ
وذاق الــمــرَّ فــيـهـا والــبــلاءاْ
ولــكـنْ قـــد تـسـتَّـرَ بـاعْـتزازٍ
وفــقـرٌ كــنـتُ أحـسـبهُ غَـنـاءاْ
ويـشـكرُ ربَّــهُ فــي كـلِّ حـالٍ
ومــا أبـدى لـنا مـنهُ اسْـتياءاْ
تــــراهُ كــأنـهُ الـمـعـطاءُ حــقـاً
وصـار بـجودهِ يـهبُ الـسَّماءاْ
ونــاسٌ فـيـهـمُ بــخـلٌ وشـــحٌّ
أذلَّــــهـــمُ وزادهــــــمُ ازْدراءاْ
لـهُـمْ فــي هـذه الـدنيا طِـلابٌ
ومـــا وجـــدوا لـلـذَّتِـها كَـفـاءاْ
كمنْ رادَ السرابَ فظلَّ يسريْ
ولــكـن لـــم يـجـدْ إلّا الـعـناءاْ
فـهم قـد أورثُـوا بـالجهلِ داءاً
فـمـا عـاد الـدواءُ لـهُمْ شـفاءاْ
إبراهيم العباد