- استراتيجيات الاستقرار Stability strategies

ترجمة

أحمد السيد كردي

2016م

من كتاب الإدارة الاستراتيجية

ويلين & هونجر

الشركة قد تختار الاستقرار على النمو من خلال مواصلة أنشطتها الحالية دون أي تغيير كبير في الاتجاه. وعلى الرغم من أنه ينظر إليها في بعض الأحيان بعدم وجود استراتيجية, استراتيجيات الشركات في الاستقرار العائلي يمكن أن تكون مناسبة لشركة ناجحة تعمل في بيئة يمكن التنبؤ بها بشكل معقول. أنها شائعة بدرجة كبيرة مع أصحاب الأعمال الصغيرة الذين وجدوا مكانة وسعداء بالنجاح وحجم شركاتهم معقول. يمكن لاستراتيجيات الاستقرار أن تكون مفيدة جدا في المدى القصير، ولكنها يمكن أن تكون خطيرة إذا ما اتبعت لفترة طويلة جدا. وبعض هذه الاستراتيجيات الشائعة هي التوقف/ الاستمرار بحذر، وعدم التغيير، والربح.

أ) استراتيجية التوقف/ الاستمرار بحذر

Pause/Proceed with Caution

استراتيجية التوقف/ الاستمرار بحذر، هي فرصة للراحة قبل مواصلة استراتيجية الزيادة أو التخفيض. بل هي محاولة متعمدة جدا لإدخال تحسينات تدريجية معينة وتغييرات في الوضع البيئي. وعادة ما تصور على أنها استراتيجية مؤقتة لاستخدامها حتى تصبح البيئة أكثر ملاءمة أو لتمكين الشركة من تعزيز مواردها بعد النمو السريع لفترات طويلة.

وكانت هذه هي الاستراتيجية المتبعة في شركة ديل Dell بعد استراتيجية النمو التي أسفرت عن المزيد من النمو مما كان يمكن التعامل معها. وأوضح الرئيس التنفيذي مايكل ديل Michael Dell، "أنه نمت الشركة بنسبة 285٪ في غضون عامين، وكان لديها بعض الآلام المتزايدة." بيع أجهزة الكمبيوتر الشخصية عن طريق البريد مكن شركة ديل Dell أن تجعل السعر أقل من المنافسين، ولكن لا يمكن مواكبة احتياجات 2 مليار دولار, و 5600 موظف في الشركة لبيع أجهزة الكمبيوتر في 95 بلدا. لم تكن شركة ديل Dell تتخلى عن استراتيجية نموها. انها مجرد وضع مؤقت معلقا حتى تتمكن الشركة من توظيف المديرين الجدد، وتحسين الهيكل، وبناء مرافق جديدة. وكانت هذه الاستراتيجية شائعة في أواخر عام 2008م خلال الأزمة المالية للولايات المتحدة عندما كانت البنوك تقوم بتجميد الإقراض وتنتظر خطة الانقاذ من الحكومة الاتحادية.

ب) استراتيجية عدم التغيير  No-Change Strategy

استراتيجية عدم التغيير هو قرار بعدم القيام بشيء جديد أي اختيار مواصلة العمليات الإنتاجية والسياسات الحالية للتعامل مع المستقبل. ونادرا ما ينظر لهذه الاستراتيجية كاستراتيجية نهائية للشركة، ونجاح استراتيجية عدم التغيير يعتمد على عدم وجود تغيير كبير في الوضع في الشركة. والاستقرار النسبي يتم في حالة الوضع التنافسي المتواضع للشركة في صناعة التي تواجه نمو ضئيل أو معدوم حيث يشجع الشركة على الاستمرار في مسارها الحالي، مما يجعل فقط وجود تعديلات صغيرة للتضخم في المبيعات وأهدافها للربح. ولا توجد فرص واضحة أو التهديدات، وليس هناك الكثير في الطريق من نقاط القوة أو الضعف كبيرة.

ومن المرجح أن يدخل هذه الصناعة عدد قليل من المنافسين الجدد بشكل عدواني. وربما وجدت الشركة نفسها أنها مربحة بدرجة معقولة ومنتجاتها مستقرة. إلا أن هذه الصناعة تشهد التقوية، والراحة النسبية للشركة في الخبرات بهذه الحالة من المرجح أن تشجيع الشركة على اتباع استراتيجية عدم التغيير التي من المتوقع أن تستمر امتدادا للحاضر والمستقبل. واتبعت العديد من الشركات في البلدان الصغيرة هذه الاستراتيجية قبل أن تنتقل شركة وول مارت Wal-Mart إلى مناطقهم وأجبرهم على إعادة النظر في استراتيجياتهم.

جـ) استراتيجية الربح Profit Strategy

استراتيجية الربح هو قرار بعدم القيام بأي شيء جديد في تفاقم الوضع كما لو كانت مشاكل الشركة هي مؤقتة فقط. واستراتيجية الربح هي محاولة لدعم الأرباح المصطنعة عندما تنخفض مبيعات الشركة عن طريق الحد من الاستثمار والنفقات التقديرية القصيرة الأمد. وبدلا من الإعلان عن موقف الشركة الضعيف للمساهمين ومجتمع الاستثمار فالإدارة العليا قد تميل إلى اتباع هذه الاستراتيجية المغرية Seductive جدا. وإلقاء اللوم على مشاكل الشركة في البيئة المعادية (مثل مكافحة أعمال سياسات الحكومة، والمنافسين الغير أخلاقيين، والعملاء الصعبة، و / أو المقرضين الجشعين)، والإدارة ترجئ الاستثمارات و / أو تخفض النفقات (مثل البحث والتطوير، والصيانة، والإعلان) لتحقيق الاستقرار في الأرباح خلال هذه الفترة. حيث أنها قد تبيع حتى واحدة من خطوط إنتاجها لتستفيد من التدفق النقدي.

استراتيجية الربح مفيدة فقط لمساعدة الشركة على تخطي الصعوبة المؤقتة. وقد تكون أيضا وسيلة لتعزيز قيمة الشركة في إطار التحضير للاكتتاب العام من خلال طرح عام أولي (IPO). وللأسف، فإن الاستراتيجية مغرية وإذا استمرت لفترة طويلة بما فيه الكفاية فإن ذلك سيؤدي إلى تدهور خطير في موقف الشركة التنافسي. واستراتيجية الربح عادة ما تستخدم بشكل سلبي، على المدى القصير من الإدارة العليا، وغالبا ما تكون استجابة لخدمة مصالح ذاتية لموقف صعب. في مثل هذه الحالات، غالبا ما يكون من الأفضل أن نواجه المشكلة مباشرة عن طريق اختيار استراتيجية الانكماش.