التقويم عملية هامة ليس في مجال التربية فحسب ؛ وإنما في جميع مجالات الحياة عامة . فطالما يقوم الإنسان بعمل ما فإنه بحاجة لمعرفة نتيجة ذلك العمل ، ومعرفة الأخطاء التي يقع فيها حتى لا تتكرر منه ، وبذلك يتوصل إلى أداء أفضل وإنتاج أحسن .
وإذا كان من الضروري تقويم التعلّم لدى التلاميذ للتأكد من أنه يحدث تأثير إيجابيًا في سلوكهم كمتعلمين ؛ فإنه أيضًا من الضروري تقويم الإشراف التربوي للتأكد من أنه يحدث تأثير إيجابيًا في أداء مديري المدارس ، والمعلمين وأنهم يستفيدون من الإشراف الذي يقدم لهم في تطوير وتحسين العملية التربوية والتعليمية .
مفهوم التقويم :
التقويم في اللغة العربية مشتق من الفعل ( قوّم ) يقال قوّم الشيء أي أصلحه أو عدّله وأزال اعوجاجه ، ويقال قوّم فلان الغصن أي عدّله ، وصحّحه أي جعله مستقيمًا .
ويعرف بعض المختصين التقويم بأنه " الجهود المنظمة التي تبذل للتأكد من مدى النجاح في تحقيق الأهداف التي حددها البرنامج الإشرافي " .
ويقصد به في الإشراف التربوي بأنه التعرف على مدى التأثير الذي أحدثه الإشراف التربوي في المستفيدين داخل العملية الإشرافية من خلال عملية قياس موضوعية لمجموعة المهارات والقدرات والمعارف والعادات والاتجاهات الحديثة ، وتأثير ذلك على العمل . وكذلك التطوير الذي أحدثه الإشراف التربوي في سلوك المستفيدين منه وفي أداء المنظمة بأكملها .
تخوفات من تقويم الأداء ( الأثر ) الإشرافي :
يتخوف البعض من تقويم الأداء الإشرافي لأسباب يرونها , منها :
1- لماذا نتعب أنفسنا في تقويم فاعلية الأداء الإشرافي في حين أن نتائج هذا التقويم نادرًا ما تستخدم من قبل الإدارة العليا ؟ .
2- لقد سبق وجربت منظمة (س) مثل هذه التقويمات للتدريب ...ولم يتغير لديها شيء .
3- لا نعرف كيف نقيس أداء ( أثر ) الإشراف التربوي ؟ .
4- تستطيع الإدارة العليا أن تفعل ما تريد من إصلاحات دون تقويم فاعلية الأداء الإشرافي (إذا أرادت) فلماذا نتعب أنفسنا في تقويم جهودنا الإشرافية ؟ .
5- قد تعكس نتائج تقويم فاعلية الأداء الإشرافي أمورًا لا ترضي البعض .. أو تزعج البعض الآخر .
6- هناك صعوبة أو (شبه استحالة) في أن نقيس نتائج فاعلية الأداء الإشرافي ومكمن الصعوبة في أنه هناك العديد من البيانات والمعلومات الواجب جمعها ومعرفتها قبل عملية التقويم , ويصعب توفيرها .
7- الإشراف التربوي نشاط إنساني ...يصعب إخضاعه لأدوات القياس النمطية .
مبررات تقويم الأداء الإشرافي :
1- المساعدة في كشف إيجابيات الإشراف وتدعيمها ومعرفة جوانب السلبيات ومحاولة علاجها .
2- ترتيب الأولويات الخاصة بالبرامج الإشرافية وفق ما يكشف عنه التقويم .
3- التخطيط للتحسين المستمر لجهاز الإشراف التربوي وأساليبه وخدماته .
4- تنفيذ توصيات الدراسات التي أثبتت ضرورة تقويم المشرفين التربويين لأدائهم بأسلوب علمي موضوعي .
5- معرفة المشتركين في برنامج الإشراف بنجاح البرنامج يشعرهم بالاطمئنان ويحفزهم للعمل ويوجههم لغاياته , وكذلك فإن معرفتهم بفشل البرنامج يمكنهم من تغيير ما هو بحاجة إلى تغيير ، ويوجههم نحو الجهود المطلوبة .
6- التمكن من اتخاذ الإجراءات الوقائية والتصحيحية والتحفيزية في أوقاتها المناسبة .
7- رسم أهداف واقعية قابلة للقياس , وإعطاء توصيف دقيق للأعمال المطلوب القيام بها من قبل المشرف لتحقيق تلك الأهداف المرسومة , ويتضمن الوصف في هذه الحالة المسؤوليات والالتزامات الوظيفية .
أهداف تقويم فاعلية الأداء الإشرافي :
1- العمل على التنمية المهنية والتطوير المستمر لمستوى المشرفين التربويين .
2- التأكد من مدى تحقق الأهداف المرجوة من الإشراف التربوي .
3- التعرّف على ما تم إنجازه من خطة الإشراف وما تم تحقيقه من أهدافها .
4- التأكد من كفاءة المشرفين التربويين من حيث تخصصهم وخبراتهم وقدراتهم على الإشراف الحديث في عصر المعرفة .
5- التعرّف على قدرات الأفراد غير المستغلة في عملهم الحالي ، وبالتالي يمكن أن يكون ذلك مدخلاً لإعادة توزيع المسؤوليات والمهام والأدوار بما يكفل الاستفادة القصوى من هذه الطاقات والقدرات .
6- قياس مدى فاعلية البرامج والأساليب الإشرافية ومدى مساهمتها في تلبية الاحتياجات التدريبية .
7- تشخيص ما يقابل الإشراف التربوي من عقبات ومشكلات ومعرفة أسبابها من أجل علاجها .
8- تحفيز المشرفين التربويين على المزيد من العمل والبذل والعطاء .
طرائق وأساليب تقويم فاعلية الأداء الإشرافي :
إنّ طرائق وأساليب تقويم فاعلية الأداء الإشرافي كثيرة جدًا من أبرزها :
 الاستبانات المحكمة المخصصة للتقويم .
 التقارير الأسبوعية والشهرية والفصلية والسنوية ... .
 البيانات والرسومات الإحصائية .
 المقابلات الشخصية .
 الاختبارات بجميع أنواعها .
 الزيارات الداخلية والخارجية .
 المتابعة والملاحظة .
المعايير الأدائية للمشرف التربوي
1- قيادة تطوير العملية التربوية :
1. رسم رؤية مستقبلية للعمل الإشرافي ، تمثل ما يطمح أن يصل إليه في أدائه .
2. وضع الأهداف وصياغتها بشكل واضح ودقيق مع وضع إجراءات لتحقيقها .
3. تخطيط العمل في الميدان وفق النموذج الإشرافي المعتمد ؛ مراعيًا معايير الجودة الشاملة .
4. بناء الفريق والعمل بروح الجماعة واستثمار كل الطاقات والإمكانات .
5. حفز المعلمين وإثارة دافعيتهم لتحقيق أهدافهم المهنية وأهداف المدرسة .
6. إدارة الاختلاف ، وتفادي الآثار السلبية له ، وتوجيهه وجهة إيجابية .
7. إدارة عملية التغيير بطريقة بناءة ، والسعي لتحجيم أثر مقاومة التغيير .
8. تطبيق بعض الأنشطة الإشرافية بفاعلية ، بطريقة توفِّر الوقت وتوزع المسؤوليات ، وتشعر المشاركين بانتمائهم للمجموعة .
9. بناء قنوات اتصال فاعلة ومتنوعة مع المشاركين له في العمل .
2- مساعدة المعلمين على تطوير أدائهم في بيئات التعلم :
• تحديد أهداف الملاحظة الصفية بالتعاون مع المعلم .
• تحديد أدوات الملاحظة وجمع المعلومات بالتعاون مع المعلم .
• الملاحظة العلمية للأداء الصفي للمعلم .
• تحديد مكونات وعناصر الدرس الأساسية من خلال المعلومات المجموعة أثناء الملاحظة .
• تحليل عملية التدريس بمشاركة المعلم .
• تقويم مدى تحقيق أهداف الدرس ، وتحديد الجوانب المؤثرة في التدريس .
• تحديد جوانب الضعف والقوة في أداء المعلم وتزويده بتغذية راجعة .
• تطوير بيئات التعلّم وتحسين مخرجاتها، مراعيًا معايير الجودة الشاملة.
• مساعدة المعلم في تقويم أداء الطلاب .
• مساعدة المعلم على الاستخدام الفاعل لتقنيات التعليم ومصادر التعلم , وتطبيق استراتيجيات التدريس الحديثة .
• وضع خطة مستقبلية لملاحظة صفية أخرى عند الحاجة .
3- تطوير المعلمين مهنيًا :
• استطلاع حاجات المعلمين التدريبية .
• تخطيط برامج النمو المهني للمعلمين وإقامتها .
• تنويع أساليب النمو المهني ونشاطاته .
• الإسهام في توفير المصادر المعرفية للنمو المهني .
• متابعة وقياس أثر التدريب على أداء المعلمين .
• أثر المشرف على المعلم الجديد وتحسين أدائه وإكسابه الخبرة .
4- تهيئة البيئة التربوية التي تدفع للنمو المهني والذاتي للمعلم :
• تحفيز المعلمين على تطبيق المهارات التي تعلموها أثناء التدريب .
• حثّ المعلمين للإبداع والتجريب في التدريس والبحث عن كل جديد .
• تقبل الأخطاء الناتجة عن الاجتهاد وحثّ المعلمين على الاستفادة منها في التطوير .
• إشراك المعلمين في اتخاذ القرارات التي تتعلق بنموهم المهني أو أدائهم الصفي .
• حثّ المعلمين على العمل الجماعي والاستفادة من بعضهم .
• نشر ثقافة التغيير والتطوير المستمر وتشجيع العمل الإبداعي بمختلف الوسائل بين المعلمين .
5- تقويم المنهج الدراسي وتطويره :
• تحليل أجزاء المنهج وعناصره .
• رصد مدى تحقق أهداف المنهج .
• تتبع نقاط الضعف في المنهج .
• تحديد عوائق تنفيذ المنهج .
• إشراك المعلمين في تقويم مخرجات المنهج .
• توظيف نتائج التقويم في تطوير المنهج .
6- إجراء البحوث العلمية وحثّ المعلمين على المشاركة فيها :
• رصد مشكلات الميدان التربوي وتحليلها ودراستها .
• تشجيع المعلمين على رصد المشكلات التي تواجههم ومن ثم تحليلها ودراستها .
• تحديد المشكلات بدقة ووضع خطوات إجرائية لحلها وفق خطوات البحث العلمي .
• صياغة نتائج البحث وتفسيرها وتقديم التوصيات المناسبة لتطوير الأداء .
المعايير الأدائية لإدارة الإشراف التربوي
 تحديد نقاط القوة في أداء المشرفين وتحديد أولويات العمل الإشرافي ؛ لتكون الخطط الإشرافية مبنية على أساس سليم .
 تحديد الاحتياجات الحقيقية للمشرفين ؛ لتكون برامج التنمية المهنية ( الإشرافية والتدريبية ) موجهة نحو الوفاء بهذه الاحتياجات ، وهذا من شأنه تقليل الهدر الناتج عن تنفيذ برامج تقل الحاجة إليها .
 إدارة الاختلافات ، وتفادي الآثار السلبية لها ، وتوجيهها وجهة إيجابية .
 إدارة عملية التغيير بطريقة بناءة ، بحيث تسعى لتحجيم أثر مقاومة التغيير .
 تفويض بعض الأنشطة الإشرافية بفاعلية ، بطريقة توفر الوقت وتوزع المسؤوليات ، وتشعر المشاركين بانتمائهم للمجموعة .
 بناء قنوات اتصال فاعلة ومتنوعة بين المشاركين في العمل .
 رسم الطرق الأكثر فاعلية لتحقيق أهداف الإشراف التربوي .
 دراسة الكفايات المهنية والإدارية للمشرفين وتحليل الإمكانات المادية والبشرية .
 التنسيق والتكامل بين إدارة الإشراف التربوي والإدارات الأخرى .
 استعمال أدوات علمية ومتنوعة لتقويم الأداء .
 متابعة نتائج التقويم وتحديد العقبات والاحتياجات وتذليل الصعوبات .
 رصد توقعات الأداء وقياس أثر الإشراف التربوي .
 توفير بيئات عمل آمنة ومشجعة لتنفيذ المهارات الإشرافية .
 توحيد الجهود وتوجيهها نحو تحقيق الأهداف المشتركة .
 توظيف جميع الأساليب الإشرافية وفق حاجة الموقف التعليمي والإشرافي .
 استثمار القدرات وإطلاق الطاقات إلى أقصى حد وتحفيزها على النمو والعطاء .
 تطوير المنهج الدراسي عن طريق تطوير عمليات التعليم والتعلم .
 إيجاد بيئة تعلّم محفزة على التعليم والتعلم .
 تنمية اتجاهات إيجابية نحو الإشراف التربوي .
 إعداد الخطط والبرامج الخاصة بإدارة الإشراف التربوي، ومتابعة تنفيذها وتقويمها .
 الإشراف على العملية التربوية والتعليمية في مدارس التعليم العام .
 تقويم الأداء الإشرافي في الميدان التربوي فنيًا وإداريًا والسعي إلى تطويره .
 توظيف نتائج دراسة التقارير الفنية الواردة من الميدان التربوي .
 الإسهام في تنمية القيادات الإشرافية مهنيًا .
 عقد لقاءات الإشراف التربوي ومتابعة تنفيذ البرامج والمشروعات الناتجة عنها .
 دراسة قضايا المعلمين و المعلمات واقتراح التوصيات المناسبة حيالها .
 الإشراف على تفعيل المواد التعليمية والوسائل والمختبرات والتقنيات التربوية في بيئات التعلم المختلفة .
 إعداد التقارير الدورية عن أنشطة وإنجازات الإدارة بما يحقق تطوير الأداء .
 نشر ثقافة التغيير والتطوير المستمرين للبرامج الإشرافية والقدرات المهنية للمشرفين التربويين .
 تحديد الاحتياجات التدريبية للمشرفين التربويين .
 اختيار النموذج الإشرافي المحقق للأهداف التربوية والتعليمية المأمولة .
 تقويم عمليتي التعليم والتعلّم في المراحل الدراسية المختلفة ووضع الخطط اللازمة لتحسينها وتطويرها .
 إعداد قاعدة معلومات للمشرفين التربويين والمدارس ومديريها ووكلائها والمعلمين والطلاب وتحديثها .

المصدر: نشرة من برنامج تدريبي من إعداد : فهد بن حسن المقرن مشرف عام بوزارة التربية والتعليم – قسم إدارات ومراكز الإشراف التربوي
ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 71/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
23 تصويتات / 4755 مشاهدة
نشرت فى 2 ديسمبر 2010 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

29,833,939

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters