<!--StartFragment-->
تضمن كتاب الله سبحانه تعالى بين طياته سمات القائد وقد جاء هذا الكتاب لأدلة دامغة إلي سمات القائدة الذين يصلحون لقيادة مختلف المؤسسات في الأمة الإسلامية ومنها المؤسسات التربوية، وعلي مختلف المستويات الإدارية، ليكشف الغمام عن تزاحم الآراء واختيار القادة علي مختلف مؤسساتهم ومنها المؤسسات التربوية، ومن أهم الصفات التي وردت في الكتاب و السنة ما يلي:
1- الإيمان بالله
الإيمان بالله هو صفة أساسية يجب أن يتحلى بها القائد المسلم. يعتبر الإيمان بالله أساسًا لتحقيق النجاح والتوفيق في رئاسة القائد المسلم. إيمان القائد بالله يعني إيمانه بوجود الله وإحاطته بكل شيء وأنه هو المنزل للتوفيق والمعونة.
عندما يتحلى القائد المسلم بالإيمان الصادق والعميق بالله، فإنه يتمتع بالثقة والاستقرار الروحي الذي ينعكس على أفعاله وقراراته. يقوده الإيمان لاتخاذ القرارات المناسبة وفقًا للقيم الإسلامية وتوجيهات الله ورسوله، وهذا يؤدي إلى تحقيق العدل والإنصاف ومكافحة الظلم والطغيان.
الإيمان بالله يعزز روح الإخلاص والتفاني في الخدمة، حيث يتذكر القائد أنه يعمل لوجه الله ومن أجل رضاه. يعتبر القائد المسلم نفسه خادمًا لله وللناس، ويعمل بإخلاص وإيثار لخدمة المجتمع ورعايته. يعتبر الله شاهدًا على أعماله ونيته، وهذا يدفع القائد المسلم للتحلى بالأمانة والشفافية في أعماله الإدارية والقيادية.
بالإضافة إلى ذلك، الإيمان بالله يمنح القائد المسلم الصبر والثبات في وجه التحديات والصعوبات التي قد يواجهها. يعلم أن الله معه وسيمنحه القوة والمساعدة في تجاوز الصعاب وتحقيق النجاح. يستند إلى الصلاة والدعاء لله في الأوقات الصعبة ويعتمد على الله في كل خطوة يخطوها، مما يمنحه الثقة والتفاؤل بالتحقيق والوصول للأهداف.
بشكل عام، الإيمان بالله يمنح القائد المسلم الأساس الروحي والأخلاقي الذي يؤثر على سلوكه وأدائه القيادي. إيمانه العميق ينعكس في تفانيه وتفكيره الإيجابي ورؤيته الشاملة للمصلحة العامة. يسعى لتحقيق رضا الله ومحاولة نشر الخير والعدل والسلام في المجتمع.
والإيمان أولى وأهم الصفات في القائد المسلم، كيف لا وهو يسعى إلى تحقيق أمر الله في ممارساته الإدارية مع رعيته، وأهدافه القيادية في فترة رئاسته، والتي تتمثل في نشر الإسلام، وبث روح الإيمان، ومحاربة الظلم والطغيان، ولا يكون هذا ممن لم يعمر قلبه الإيمان.
ففي حياة ذي القرنين مثلاً قد عرضت هذه الصفة في كل محاور حياته المعروضة في الآيات، التي تكشف عن المعية الإلهية له في مناسبات مختلفة تبدأ من قوله تعالى: ﴿ إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا ﴾. [الكهف : 84]. فالله سبحانه قد مكن له في الأرض وآتاه من الأسباب ما جعله مؤهلاً للقيادة الربانية وأوّل هذه الأسباب – بلا شك – الإيمان، فهذه العناية ما كان ليحصل عليها لولا تميزه الإيماني.
وتبين الآيات دليلاً آخر على إيمانه، تمثل في الكشف عن نوع الفكر الذي يحمله ذو القرنين، فكر إيماني يحارب الظلم والشر ويرسخ معالم التوحيد والإيمان، ويرتقي بروحانية الأتباع إلى أسمى المراتب، فها هو يرسخ الإيمان في قوله تعالى: ﴿ وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ﴾. [الكهف : 88]، بمكافأته للمؤمن أوّلاً، وثانياً ببيان أمر عقدي غيبي وهو: أنّ الجنة جزاء المؤمن، ساعيا بذلك للسمو بإيمان الأتباع، ومحرضا لهم على ربط أهدافهم برضا الله لنيل جنته.
هذه أبرز صفة يجب على القائد المسلم أن يتحلى بها، ليشعر أنّه صادق في قيادته من خلال سعيه لتحقيق مبدأ الإيمان، وهذه الصفة سبب رئيس في تحقيق التقدم والوصول للهدف، لأنّها سبب في المعية الربانية والعناية الإلهية للقائد ورعيته.
بالنظر إلى القرآن الكريم والسنة النبوية، نجد العديد من الأدلة التي تؤكد أهمية الإيمان بالله في قيادة المسلمين. تعتبر القيادة الرشيدة في الإسلام مبنية على أساس التقوى والإيمان الصادق. وفيما يلي بعض الأدلة من القرآن والسنة:
<!--القرآن الكريم يوجه القادة المسلمين إلى أن يكونوا مؤمنين قويين وقدوة حسنة للناس. في سورة النور ، يقول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ﴾ (النور: 51). يجب أن يتحلى القائد المسلم بالإيمان القوي والطاعة لله ورسوله، وأن يستجيب لدعوة الله ويكون مثالًا يحتذى به في الطاعة والتقوى.
<!--السنة النبوية توضح أهمية الإيمان والتقوى في القيادة المسلمة. وفي الحديث الذي يرويه لنا عبدالله ابن عمر قال، قال النبي ﷺ: "كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا" (البخاري ومسلم). يشير هذا الحديث إلى أن القائد هو راعٍ لرعيته ومسئول عنهم، ويجب عليه أن يكون مؤمناً صادقاً يهتدي بهدى الله ويحقق مصلحتهم.
<!--القرآن الكريم يحث القادة المسلمين على تحقيق العدل والاستقامة في قيادتهم. يقول الله تعالى في سورة الحديد: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ"﴾ (الحديد: 25). ينبغي للقائد المسلم أن يكون عادلاً في قراراته وأفعاله، مستقيماً في سلوكه، وأن يعمل بالبينات (الأدلة) ويقيم العدل بين الناس.
<!--السنة النبوية تعلمنا أن القائد المسلم يجب أن يكون مثالاً للأخلاق الحميدة والتواضع. فعن معقل بن يسار قال، قال النبي ﷺ: ما مِن والٍ يَلِي رَعِيَّةً مِنَ المُسْلِمِينَ، فَيَمُوتُ وهو غاشٌّ لهمْ، إلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عليه الجَنَّةَ" أخرجة البخاري ومسلم" ويعني ذلك أن القائد المسلم يجب أن يتحلى بالأمانة والصدق والتواضع والتعاطف مع الناس، وأن يكون ملتزماً بمسؤوليته تجاه رعيته.
<!--القرآن الكريم يشير إلى أن القائد المسلم يجب أن يتوجه لله بالدعاء والاستعانة. في سورة العنكبوت، يقول الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ (العنكبوت: 69). يجب على القائد المسلم أن يسعى في سبيل الله وأن يتوجه إليه بالدعاء والتضرع، وأن يعتمد على قوة الله في قيادته وتحقيق أهدافه.
إذاً، يمكن الاستنتاج أن الإيمان بالله هو صفة أساسية للقائد المسلم، فهو يسعى لتحقيق أوامر الله في أساليبه الإدارية وأهدافه القيادية. يعتمد على الله في مسيرته الربانية ويعمل على نشر الإيمان ومحاربة الظلم والطغيان. بالاستناد إلى القرآن والسنة، يتبين أن القائد المسلم الذي يتحلى بالإيمان القوي والتقوى هو الذي يحظى بالمعية الإلهية والتوفيق في قيادته وتحقيق أهدافه بإذن الله.
<!--القرآن الكريم يشدد على أهمية الاستشارة في قيادة المسلمين. يقول الله تعالى في سورة الشورى: ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ﴾ (الشورى: 38). يجب على القائد المسلم أن يتبع منهج الشورى وأن يستشير أعضاء فريقه ويأخذ آراءهم في صنع القرارات المهمة. هذا يعكس ثقته في الأفكار والخبرات المختلفة ويساهم في تعزيز الروح الجماعية والشعور بالمشاركة في القرارات.
<!--السنة النبوية تعلمنا أن القائد المسلم يجب أن يكون متواضعاً وأن يخدم الناس. قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "خِيَارُكُمْ أَحْسَنُكُمْ أَخْلَاقًا" (البخاري ومسلم). يجب على القائد المسلم أن يتصف بأخلاق حميدة ويعامل الناس بلطف واحترام، وأن يكون مستعداً لخدمتهم وتلبية احتياجاتهم. القائد المسلم الصادق والمتواضع يكسب قلوب الناس ويحظى بتأييد وولاء الرعايا.
<!--القرآن الكريم يحث القادة المسلمين على الاستمرار في التعلم والتطوير الذاتي. يقول الله تعالى في سورة محمد: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾ (محمد: 19). يجب على القائد المسلم أن يكون مستمعاً للعلم والحكمة وأن يسعى لزيادة معرفته وتطوير مهاراته القيادية. يتعلم من القرآن والسنة ويسعى لتطبيق التعاليم الإسلامية في حياته اليومية وفي قيادته.
<!--السنة النبوية تعلمنا أن القائد المسلم يجب أن يكون عادلاً ومنصفاً. قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "اعْدِلُوا وَقَارِبُوا" (البخاري). يجب على القائد المسلم أن يتعامل مع الجميع بعدل ويضع المصلحة العامة فوق المصالح الشخصية. يعامل الناس بالمساواة ويقدم العدل والحق للجميع بغض النظر عن أصولهم وثقافتهم.
<!--القرآن الكريم يحث القادة المسلمين على الصبر والاستقامة في مواجهة التحديات والمصاعب. يقول الله تعالى في سورة البقرة: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ﴾ (البقرة: 155). يجب على القائد المسلم أن يظل صبوراً في مواجهة التحديات وأن يستمر في سبيل الحق والعدل رغم الصعوبات التي يواجهها. يتعزز بالثقة بالله ويستمد القوة منه لتحقيق النجاح في مهمته القيادية.
باستنادنا إلى القرآن والسنة، نتعلم أن القائد المسلم الناجح هو الذي يتحلى بالإيمان القوي بالله ويسعى لتحقيق مبادئ الإسلام في قيادته وتعامله. يستشير فريقه ويتصف بالتواضع وخدمة الناس. يسعى للتعلم والتطوير الذاتي ويكون عادلاً ومنصفاً في قراراته. وفوق كل ذلك، يظل صبوراً واستقام في مواجهة التحديات والمصاعب.
إن اعتماد القائد المسلم على هذه الصفات والمبادئ يسهم في تحقيق النجاح والتقدم في الرؤية القيادية، ويؤدي إلى تعزيز الروح الجماعية وتحقيق رضا الله والرعايا.
2- التقوى:
تُعرّف التّقوى في اللُّغة: بمعنى الوقاية، والصّيانة، والحفظ، وتأتي أيضاً بمعنى الحذر وتُعرّف التقوى اصطلاحاً: بأن يلتزم المسلم أوامر الله -تعالى- ويجتنب ما نهى عنه، فيقوم بالواجبات، والمندوبات ويترك المُحرّمات، والمكروهات، فيجعل المسلم بينه وبين ما حرّم الله -تعالى- واقياً يَقيه من عذابه وغضبه، وأن يقي نفسه من الوقوع بالمعاصي، وشُبهات الدنيا، وقد قيل في التّقوى أنها ابتغاء المسلم في عمله الصّالح رضى الله -تعالى- وحده. التقوى في اللغة الوقاية، وفي الاصطلاح الالتزام بأوامر الله تعالى واجتناب نواهيه، وبهذا يقي المسلم نفسه من غضب الله تعالى ويفوز برضوانه.
أهمية التقوى:
التّقوى لها أهمية كبيرة في الإسلام، وذلك لأسباب عدّة نذكر بعضها فيما يأتي:
<!--التقوى سبب للفلاح والنجاح إنّ الله -سبحانه وتعالى- قد جعل التّقوى أمراً لازماً للفلاح والنّجاح، وقد أوصى بها جميع السّابقين، واللّاحقين فقال -عز وجل-: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ وَإِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا﴾ [النساء : 131]
<!--التقوى ذُكرت في القرآن الكريم إنّ الله -عز وجل- قد ذكر التّقوى في الكثير من الآيات، وأوجب على المسلمين أن يلتزموا بها ومثال ذلك من الآيات قوله -تعالى-: ﴿ وَاتَّقُواْ الله وَاعْلَمُواْ أَنَّ الله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [البقرة : 231]، وقوله -تعالى-: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ الله الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ الله كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾.[النساء، 1].
<!-- التقوى ذُكرت في الأحاديث النبوية إنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قد ذكر التّقوى وفضلها، وأوصى بها في كثير من الأحاديث النبويّة، ومنها أنَّه قال في حجة الوداع : من حديث أبو أمامة الباهلي يقول سمعتَ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يخطُبُ في حَجَّةِ الوداعِ فقالَ اتَّقوا اللَّهَ ربَّكم وصلُّوا خمسَكم وصوموا شَهرَكم وأدُّوا زَكاةَ أموالِكم وأطيعوا ذا أمرِكم تدخلوا جنَّةَ ربِّكُم. [المصدر: صحيح الترمذي]. وقوله -عليه الصّلاة والسّلام-: عن أبي ذَرٍّ جُنْدُبِ بْنِ جُنَادةَ، وأبي عبْدِالرَّحْمنِ مُعاذِ بْنِ جبلٍ رضيَ اللَّه عنهما، عنْ رسولِ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحسنةَ تَمْحُهَا، وخَالقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ [رواة الترمذي وقال حديث حسن].
<!--التقوى لباسٌ للروح والقلب أنّ التّقوى لباسٌ للرّوح، والقلب فهيَ تفوق أهميّة اللّباس الذي يُغطّي به المسلم جسده، وقد ذُكر ذلك في قوله -تعالى-:﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التقوى ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾ [الأعراف، 26].
<!-- التقوى أكثر أهميةً من طعام الإنسان وزاده أنّ التّقوى أكثر أهميّة من طعام الإنسان وزاده لقوله -تعالى-: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة، 197].
<!--التقوى سببٌ في دخول الجنة إنَّ التقوى سبب في دخول الجنّة، كما أنّ الله -تعالى- يُفاضل بين النّاس بمقدار تقواهم، قال الله -تعالى-:﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات، 13]، ويضاف إلى ذلك الوعد بالكثير من الأجر والخير في الدنيا والأخرة من الله تعالى لِمن يلتزم بالتّقوى.
للتقوى أهمية بالغة في الإسلام، ومن ذلك أنها سبب من أسباب دخول الجنة ونيل رضوان الله تعالى، كما أنها معيار المفاضلة بين الناس.
إلا أن السؤال الذي يطرح نفسة وهو كيف يمكن غرس التقوى في نفس القائد المسلم؟؟
يجب على القائد المسلم أن يبذل جهده في غرس التّقوى في قلبه وهناك طرق عدّة تُعينه على ذلك، نذكر بعضها فيما يأتي:
<!--قراءة القرآن الكريم وتدبره زيادة معرفة القائد المسلم برّبه تزيد في تقواه، ولهذا أنزل الله -تعالى- القرآن الكريم؛ ليتفكّر به أهل العقول الذين أنار الله -تعالى- أبصارهم وبذلوا جهدهم، حتى ينالوا رضى الله -تعالى- بالتّقوى فقد قال الله -تعالى-: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [التوبة، 115]. فيتعرّف القائد المسلم في القرآن الكريم على الله -تعالى- وعلى عظمته وقدرته، ومن أسمائه وصفاته.
<!--تعظيم شرع الله في النفوس تعظيم شرع الله -تعالى- في النّفوس، وإقامة حدود الله -تعالى-؛ لقوله -تعالى-: ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة، 63].
<!--التحلّي بالأخلاق الحميدة التخلُّق بالأخلاق الحميدة، كالعدل؛ لقوله -جلَّ وعلا-: ﴿ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [المائدة، 8]. والعفو كما قال الله -سبحانه وتعالى-: ﴿ وأن تعفوا أقرب للتقوى﴾ [البقرة،237]. وأيضاً محبة الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- وتوقيره، واحترامه، فقد قال الله -تعالى-: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ ۚ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ [الحجرات، 3].
<!--بذل الجهد في الطاعة والإكثار من العبادات والذكر بذل الجهد في الطاعة والإكثار من العبادات فرائض كانت أم نوافل، ومن العبادات التي تُعين على التقوى الصّلاة، والصّيام. كما يجدر بالقائد المسلم الإكثار من ذكر الله -تعالى- فلا يفتُرُ عن الذّكر.
<!--التأمل في النصوص التي تتحدث عن القبر والآخرة تأمُّل القائد المسلم في النّصوص التي تتحدّث عن القبر والآخرة والتّفكر بها، فكلما زاد تعظيم الله -تعالى- في نفسه كان من التّقوى أقرب، وفكّر بالاستعداد لِما بعد الموت. تُغرس التقوى في النفوس بأساليب عديدة، ومنها كثرة التفكر والتأمل والتدبر بالنصوص القرآنية، وخاصة تلك التي تتحدث عن القبر وأحوال الآخرة.
ثمرات التقوى:
إنّ للتّقوى فوائد وثمار عديدة نذكر بعضها فيما يأتي:
<!--يحفظ الله -تعالى- المسلم التّقي ويُعينه، ويرزقه، ويكون معه، فقد قال الله -تعالى-: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ [البقرة، 194]. يحب الله -تعالى- المسلم التّقي ويغفر ذنوبه، كما ورد في قوله -تعالى-: ﴿ بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَىٰ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ﴾ [أل عمران، 76].وقوله -تعالى-: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾.[الأنفال، 29]
<!--يفرّج الله -تعالى- هموم المسلم التّقي، ويُعلّمه الله -تعالى-، ويُرشده لِما هو نافعٌ له، فقد قال الله -سبحانه وتعالى-: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾،[الطلاق، 2-3]، وقوله -جلَّ وعلا-: ﴿وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾.[البقرة، 282] يتقبل الله-تعالى- منه أعماله الحسنة، لقوله -تعالى-: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ المُتَّقِينَ﴾.[المائدة، 27]،
<!--يُعين الله -تعالى- المسلم التّقي ويُيسّر أموره، ويحميه من عدّوه، ويرزقه الجنّة، ويُبعده عن النّار، وقد وردت آيات كثيرة تؤكد ذلك منها، قوله -تعالى-: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا﴾،[الطلاق، 4] وكذلك قوله -تعالى-: (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ).[أل عمران، 120]
<!-- يرفع الله -تعالى- القائد المسلم التّقي يوم القيامة ويُعلي مقامه، ودلّ على ذلك قول الله -سبحانه وتعالى-: ﴿ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا ۘ وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾[البقرة، 212].
<!-- يمنح الله -تعالى- القائد المسلم التّقي ميّزات في الآخرة ليست لغيره، فهو في الحشر يكون مع المتقين في وفدٍ عظيم لقوله -تعالى-: ﴿ يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا﴾[مريم،85 ] وتكون الجنّة قريبة منهم، فقد قال -جلَّ وعلا-: ﴿وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾،[ق، 31] ثمّ إنّ له مقام عظيم فقد خُصّ لهم غُرفات خاصّة في نعيم الجنّة، ودلّت على ذلك قوله -تعالى-: ﴿ لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَعْدَ الله لا يُخْلِفُ الله الْمِيعَادَ﴾.[الزمر،20 ].
<!-- يحفظ الله -تعالى- علاقة المُتّقين بعضهم ببعض، فهيَ دائمة ومحفوظة في الدّنيا والآخرة فقد قال الله -تعالى-: ﴿الأَخِلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ﴾.[الزخرف، 67].
<!-- التّقوى سبب لتأيّيد الله -تعالى-، وإنزال العون من الله -تعالى- ودلّ على ذلك قوله -تعالى-: ﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ الله بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ الله لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ* إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ* بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ﴾[آل عمران ١٢٣-١٢٥].
<!-- ينال المسلم التّقي البركات من الله -تعالى- فقد قال الله - سبحانه وتعالى-: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ﴾،[الأعراف، 96].
<!-- ويحميه الله من سوء الشّيطان وضرره، وقد ورد ذلك في قوله -تعالى-: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ﴾.[الأعراف، 201].
<!-- يأمن المُتّقي من الفزع يوم القيامة، قال -تعالى-: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾.[يونس، 62-63]. للتقوى ثمار عديدة، ولعل من أبرزها الأمن يوم القيامة من الفزع، وأن التقوى سبب من أسباب تأييد الله تعالى لعباده وإنزال عونه عليهم، كما أن التقوى سبب من أسباب محبة الله تعالى للعبد، وكفى به سبباً لتحفيز المسلم على الالتزام بالتقوى.
مما سبق يرى المؤلف أن التقوى هي صفة أساسية يجب أن يتحلى بها القائد المسلم. تعني التقوى الاتقاء والتورع عن المعاصي والتزام القواعد والتعاليم الإسلامية في جميع جوانب الحياة. إنها تعكس التوازن الروحي والأخلاقي والتزام القائد بتعاليم الدين الإسلامي. تتضمن التقوى العديد من العناصر التي يجب على القائد المسلم أن يتحلى بها. إليك بعض هذه العناصر:
<!--الاتصال القوي بالله: يجب على القائد المسلم أن يكون لديه اتصال قوي بالله ويكون قريبًا منه في العبادة والدعاء. يستند القائد المسلم إلى الله في اتخاذ القرارات ويعتمد على قوته وحكمته.
<!--الامتثال لأحكام الشريعة: يجب على القائد المسلم أن يعرف ويطبق أحكام الشريعة الإسلامية في حياته اليومية وأعماله. يجب أن يكون قائدًا يتبع الأوامر الدينية ويتجنب المحظورات الشرعية.
<!--الأخلاق الحسنة: يتوجب على القائد المسلم أن يتحلى بالأخلاق الحسنة والتي تشمل الصدق والأمانة والصبر والعفة والتسامح والعدل. يجب أن يكون قائدًا يعامل الآخرين بالاحترام والإنصاف ويتعامل معهم بحسن الأخلاق.
<!--المثابرة والاجتهاد: يجب على القائد المسلم أن يكون مثابرًا ومجتهدًا في أعماله وواجباته. يسعى لتحقيق النجاح والتميز في كل ما يقوم به، وذلك بإتقان العمل والاجتهاد في تحقيق الأهداف المحددة.
<!--الحكمة والتسامح: يجب على القائد المسلم أن يتصف بالحكمة في تعامله مع الناس وحل المشكلات. يعتبر القائد المسلم الحكمة والتسامح كأدوات لتحقيق الوحدة والتعاون بين الناس وتعزيز العلاقات الإيجابية.
تتعدد العناصر التي تشكل التقوى في القائد المسلم، وهي تسهم في بناء شخصية القائد وتوجيهه لاتخاذ القرارات الصائبة والقيادة بمثابرة وإلهام. إن التقوى هي الأساس الذي يساعد القائد المسلم على أن يكون قدوة حسنة للآخرين ويؤدي دوره بنجاح وفعالية في المجتمع.
كما إنها حرص دائم على فعل المطلوب واجتناب المحظور، وتحقيق الاتزان الروحي والأخلاقي في جميع جوانب الحياة.
التقوى تنطوي على عدة جوانب ومظاهر يجب أن يتحلى بها القائد المسلم، وهي كما يلي:
<!--الخشية من الله: يجب أن يكون القائد المسلم يخشى الله في جميع أفعاله وقراراته. يعتبر الله الشاهد الحقيقي على كل ما يقوم به القائد، وهذا الوعي بحضور الله يحفزه لاتخاذ القرارات الحكيمة والمبنية على القيم الإسلامية.
<!--الإخلاص في العمل: يجب أن يكون القائد المسلم مخلصًا في أعماله ونواياه. يعمل بدافع خدمة الله وخدمة الناس، دون أن يسعى للمكاسب الشخصية أو الشهرة الذاتية. يقوم بواجباته بتفانٍ واجتهاد، مدفوعًا بالرغبة في رضا الله وتحقيق الخير للجميع.
<!--العدل والأمانة: يجب أن يكون القائد المسلم متساويًا في معاملته للناس، وأن يعاملهم بالعدل والمساواة. يمتلك الأمانة والصدق في التعامل مع الأمور المالية والموارد، ويعتبرها أمانة من عند الله. يحترم حقوق الآخرين ويسعى لتحقيق المصلحة العامة بطرق شرعية ومشروعة.
<!--الصبر والاحتساب: يواجه القائد المسلم تحديات وصعوبات في مسيرته القيادية، ولذا يجب أن يتحلى بالصبر والثبات في مواجهة هذه التحديات. يثق بقضاء الله وقدره، ويعلم أن العمل الصالح يأتي بثماره في الوقت المناسب. يكون متحليًا بالاحتساب، أي أنه يتوقع الثواب والمثوبة من الله في الآخرة عندما يؤدي واجباته بإخلاص وتقوى.
<!--الاستشارة والتواضع: يجب على القائد المسلم أن يكون متواضعًا وأن يستشير الآخرين في قراراته وأعماله. يقدر الآراء المختلفة ويأخذها في الاعتبار، مع الحفاظ على الرأي النهائي الذي يتوافق مع التعاليم الإسلامية. يتعلم من النصائح والتوجيهات المختلفة ويستفيد من خبرة الآخرين في سبيل تطوير نفسه وقيادته.
إن التقوى هي أساس قوة القائد المسلم، فهي توجهه نحو اتخاذ القرارات الحكيمة وتساعده على تحقيق الخير والعدل والتنمية في المجتمع. من خلال غرس التقوى في نفسه وتطبيقها في حياته اليومية وفي قيادته، يصبح القائد المسلم قدوة حسنة للآخرين ومحركًا للتغيير الإيجابي والتنمية المستدامة.
نماذج من القران والسنة تدل على أن صفة التقوى من الصفات التي يجب أن يتميز بها القائد المسلم:
هناك العديد من الآيات في القرآن الكريم وأحاديث في السنة النبوية تدل على أن التقوى هي صفة مهمة يجب أن يتحلى بها القائد المسلم. إليك بعض الأمثلة:
<!--من القرآن الكريم:
<!--قال الله تعالى في سورة الحشر (الآية 18): ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾. تدعو هذه الآية المؤمنين لاتقاء الله وتوجيه النصيحة لأنفسهم وتدارك تصرفاتهم وأعمالهم، وهذا ينطبق أيضًا على القادة المسلمين الذين يجب أن يكونوا قدوة حسنة ومثالاً يحتذى به في مختلف جوانب الحياة.
<!--قال الله تعالى في سورة النور (الآية 51): ﴿إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"﴾. تشير هذه الآية إلى أن المؤمنين يجب أن يتحلى بالانصياع والطاعة لأمر الله ورسوله، وهذا ينطبق على القائد المسلم الذي يجب أن يسعى لتطبيق تعاليم الإسلام وأوامر الله في قراراته وسلوكه القيادي.
<!--قال الله تعالى في سورة البقرة ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة، 197].وهذا يشير إلى أن التقوى هي أفضل زاد للإنسان في رحلته ومسيرته. وبالمثل، يجب أن يكون للقائد المسلم زادًا من التقوى في قيادته واتخاذ قراراته وتحقيق أهدافه.