تتضمن أخلاقيات ومتطلبات البحث التسويقي مجموعة من السلوكيات والممارسات الأخلاقية والقانونية التي يجب اتباعها عند إجراء الأبحاث التسويقية. وتتضمن هذه الأخلاقيات والمتطلبات ما يلي:
1- الاحترام والصدق: تعتبر الاحترام والصدق من أهم المبادئ الأخلاقية التي يجب أن يتبعها الباحثون في البحث التسويقي. وذلك لأن المشاركين في الدراسات يتوقعون من الباحثين أن يتعاملوا معهم بأمانة وصدق، وأن يحترموا خصوصيتهم وحقوقهم.
لذلك، يجب على الباحثين أن يوضحوا هدف الدراسة وطريقة الاستفسارات المستخدمة للمشاركين في الدراسة بشكل واضح وصريح. وعند جمع البيانات، يجب أن يتم التأكد من توفر موافقة المشاركين في الدراسة على المشاركة، ويجب أن يتم توضيح الهدف الرئيسي لجمع البيانات وكيف سيتم استخدامها في الدراسة. كما يجب أن يكون للمشاركين في الدراسة حرية الانسحاب من الدراسة في أي وقت دون أن يتعرضوا لأي تبعات سلبية. ويجب أن يتم توضيح هذا الأمر لهم من البداية. ويجب أن يتم التعامل مع المشاركين في الدراسة بكل احترام وتقدير، وأن يتم حفظ خصوصيتهم وحقوقهم. ويجب عدم استخدام أي معلومات تم جمعها في الدراسة بطريقة تنتهك خصوصية المشاركين.
بالمجمل، يجب على الباحثين أن يتبعوا المبادئ الأخلاقية والمتطلبات القانونية في البحث التسويقي، وأن يتعاملوا مع المشاركين في الدراسات بأمانة وصدق، وأن يتمتعوا بالاحترام والتقدير لهم ولخصوصياتهم وحقوقهم. وهذا يساهم في بناء الثقة بين الباحثين والمشاركين في الدراسات.
2- الخصوصية والسرية: يعتبر الحفاظ على خصوصية المشاركين في الدراسة وحماية بياناتهم الشخصية من الأمور الأساسية التي يجب على الباحثين اتباعها في البحث التسويقي. وذلك يأتي لأن المشاركين في الدراسات يتوقعون أن تحفظ خصوصيتهم وحقوقهم، وأن تستخدم بياناتهم بطريقة آمنة وصحيحة.
لذلك، يجب على الباحثين التأكد من حماية البيانات الشخصية للمشاركين في الدراسة، وعدم إفشاء هذه البيانات إلى أي شخص آخر. ويتطلب ذلك استخدام تقنيات الحماية المناسبة، وتطبيق السياسات والإجراءات اللازمة لحماية البيانات الشخصية، مثل استخدام كلمات المرور وتشفير البيانات وحفظها في مكان آمن. كما يجب تخزين البيانات بطريقة آمنة والتخلص منها بشكل صحيح عند الانتهاء من الدراسة. ويجب عدم الاحتفاظ بالبيانات لفترة أطول من اللازم، وتدميرها بطريقة تضمن عدم إمكانية استردادها أو استخدامها.
بالنسبة للتمثيل، يمكن تصور الموضوع على أنه عملية حماية خصوصية المشاركين في الدراسة تشبه حفظ المجوهرات في صندوق آمن. فالمشاركون في الدراسة يقدرون خصوصيتهم ويتوقعون من الباحثين الحفاظ عليها، كما يحتاج الصندوق الآمن إلى تقنيات حماية مناسبة وتطبيق سياسات وإجراءات حماية لضمان أمان المجوهرات. وعند الانتهاء من الاستخدام، يجب التخلص من البيانات بشكل صحيح وفعال، مثلما يجب تأمين المجوهرات في ص
3- الاختيار الطوعي: يشير مبدأ الاختيار الطوعي في البحث التسويقي إلى أن الأشخاص الذين يتم استهدافهم للمشاركة في الدراسة يجب أن يكون لديهم الحرية الكاملة للقرار بمشاركتهم في الدراسة أو عدم المشاركة، دون تعرضهم لأي ضغوط أو تهديدات.
في الواقع، يجب على الباحثين توضيح هذا المبدأ بشكل واضح للأشخاص الذين يتم استهدافهم للمشاركة في الدراسة، وتوضيح لهم أنهم ليسوا مضطرين للمشاركة، وأنهم يمكنهم الامتناع عن المشاركة في أي وقت دون أي تبعات سلبية.
ويجب أن يتم توضيح المنافع المحتملة للمشاركة في الدراسة، وما هي النتائج التي يمكن أن تحقق منها. يجب أن يتم توضيح هذه المنافع بشكل صريح وواضح، وأن يتم شرحها بطريقة سهلة الفهم ومناسبة للمستوى الثقافي للأشخاص الذين يتم استهدافهم للمشاركة في الدراسة. وفي حال قرر الأشخاص المشاركة في الدراسة، يجب الحصول على موافقتهم الصريحة على المشاركة في الدراسة وفقًا للإجراءات المحددة. ويجب أن يتم توضيح لهم حقوقهم وما هي المعلومات التي سيتم جمعها منهم وما هي الاستخدامات المتوقعة لتلك المعلومات.
4- التنوع والتمثيلية: تحقيق التنوع والتمثيلية في عينة الدراسة يعد أمرًا هامًا للحصول على نتائج دقيقة وشاملة وممثلة للمجتمع. يجب على الباحثين اختيار العينة بعناية وتضمين مجموعة واسعة من الأعمار والجنسيات والثقافات والخلفيات الاجتماعية والاقتصادية.
على سبيل المثال، إذا كان الباحث يجري دراسة حول استخدام التكنولوجيا في المدارس، فقد يكون من المهم تضمين مدارس من مناطق مختلفة وتمثيل مجموعة متنوعة من الطلاب من خلفيات مختلفة، مثل الجنس، والعرق، والطبقة الاجتماعية، والمستوى الاقتصادي. عندما تتمثل العينة بشكل جيد، يمكن للباحثين التأكد من أن نتائج الدراسة ستكون أكثر دقة وممثلية للمجتمع. وبالتالي، فإن تحقيق التنوع والتمثيلية في عينة الدراسة يعد متطلبًا أساسيًا لضمان نتائج الدراسة تمثل المجتمع بأكمله.
5- الصدق العلمي: يعد الصدق العلمي أحد أهم الأخلاقيات والمتطلبات في البحث التسويقي. فالصدق العلمي يشير إلى ضرورة أن يكون الباحث صادقًا وموضوعيًا في جميع جوانب الدراسة، بدءًا من تحديد الهدف العام للدراسة وانتهاءً بتحليل البيانات وتقديم النتائج.
يجب على الباحثين توثيق جميع النتائج والبيانات التي يتم جمعها، والتأكد من صحتها وموضوعيتها. وهذا يتضمن استخدام أساليب وأدوات قياسية وموثوقة لجمع البيانات، وتفسير النتائج بطريقة صحيحة وموضوعية، بحيث يمكن لأي شخص آخر إعادة تحليل البيانات والحصول على نفس النتائج.
كما يجب على الباحثين الامتناع عن التلاعب بالنتائج أو تحريفها لتناسب فرضياتهم أو أجنداتهم الخاصة، وعدم إخفاء أي بيانات أو نتائج قد تكون ضارة لنتائج الدراسة. وفي النهاية، يمثل الصدق العلمي أساس البحث التسويقي الجيد، حيث يضمن للمجتمع العلمي وللمجتمع بشكل عام الحصول على دراسات موثوقة وصادقة تساهم في تطوير العلوم والمجتمعات.
6- الامتثال للقوانين والأنظمة: يجب احترام القوانين والأنظمة المتعلقة بالبحث التسويقي، مثل اللوائح الحكومية المتعلقة بحماية الخصوصية وحقوق المشاركين في الدراسات، والتزام المبادئ الأخلاقية المعترف بها عالميًا، مثل مبادئ الأخلاقية في البحث الإنساني والتعامل الأخلاقي مع المواد البحثية والتقنيات الحديثة.
ويجب على الباحثين أن يتجنبوا أي نوع من أنواع الغش والتزوير في البحث، والتأكد من أن البيانات التي يتم جمعها تمثل بدقة الحقيقة وتفسر بشكل صحيح. كما يجب عليهم توثيق كل خطوات البحث والمنهجيات المستخدمة والاستنتاجات المستخلصة من النتائج، وتقديمها بشكل واضح وشفاف. ويعد الالتزام بأخلاقيات ومتطلبات البحث التسويقي أمرًا مهمًا لتحقيق النتائج الموثوقة وتحقيق التوازن بين مصالح المنظمة والمشاركين في الدراسة، وتعزيز الثقة والاحترام بين جميع الأطراف المعنية.