كتب التنمية والثقافة المالية

الاستثمار في الاسهم على طريقة وارن بافيت (ملخص + رابط للتحميل)

ShareTweetGoogle++

 

لكلُ فنٍ أهلُه؛ فعندما تُذكَر الموسيقى نتذكر بيتهوفن وموزارت، وعند ذكر الشعر نتذكر المتنبي والفرزدق، وعندما نذكر الاستثمار، فلا بد أن يكون أول ما يخطر في البال “وارن بافيت”، ذلك الملياردير العملاق والتلميذ النجيب لأستاذه بنجامين جراهام أعظم مستثمر وخبير مالي في التاريخ. يُعَد بافيت مدرسة قائمة بذاتها في فن الاستثمار في الاسهم ؛ فقد وضع أسسا وقواعد متينة للاستثمار الناجح في الأسهم وطبقها في عمله بدقة، واستطاع أن يصل بثروته إلى رقم هائل يعادل الناتج المحلي الإجمالي لعدد من الدول؛ إذ تبلغ ثروته ما يزيد عن 90 مليار دولار، علما بأنه لم يستفد من أي إرث، أو معلومات داخلية أو علاقات مميزة أو حتى وظيفة براتب كبير! ويقول بافيت إنه لا يوجد سر لبناء الثروة، وإن أي مستثمر قادر على تحقيق ثروة فيما لو اتبع نفس المبادئ والطرق التي استخدمها بافيت.

ويمثل بافيت ظاهرة عالمية في عالم الاستثمار؛ إلى درجة أن أحد الكُتَّاب المشهورين وهو روبرت هاغستروم ألف كتابه الشهير: (الاستثمار في الاسهم على طريقة وارن بافيت) ضَمَّنه مبادئ وتقنيات الاستثمار في الأسهم حسب طريقة وارن بافيت والتي لا غنى عنها لأي مستثمر أو مهتم في هذا المجال. ولكي لا نطيل عليكم، تعالوا بنا نتصفح هذا الكتاب الشيق، الذي بيع منه نحو 1.5 مليون نسخة، ونتوقف عند بعض ما فيه من جواهر نفيسة تهم الباحثين عن استثمار أموالهم بطريقة فعالة.

كتاب الاستثمار في الاسهم على طريقة وارن بافيت Warren Buffett

يستعرض كتاب (الاستثمار في الأسهم على طريقة وارن بافيت) الاستراتيجية الاستثمارية التي انتهجها بافيت في بناء ثروته، حيث يلخصها في أربع قواعد رئيسة هي: القواعد الخاصة بالعمل، والقواعد الخاصة بالإدارة، والقواعد المالية، وقواعد الاستثمار في القيمة. وسنقوم بتأول هذه القواعد بشيء من التفصيل فيما يلي.

القواعد الخاصة بالعمل

المقصود هنا هو أن على كل من يفكر في شراء أسهم جديدة أن ينظر إلى الأمر كما لو أنه يشتري شركة وليس مجرد ورقة مالية. وهذا بدوره يحتم على المستثمر أن يدرس عمل وأداء الشركة، وأن يجيب عن ثلاثة أسئلة مهمة، وهي: هل طبيعة عمل الشركة مفهومة بالنسبة له؟ هل الشركة موثوقة وهناك مؤشرات تدل على إمكانية استمراريتها في الأجل الطويل؟ وهل إمكانات التطور للشركة في المستقبل متوفرة؛ مما يجعل الاستثمار في أسهمها مربحا على المدى البعيد؟

ويعتقد بافيت بأن فهم المستثمرين لآلية العمل الذي تقوم به الشركة هو من الأمور المهمة في اتخاذ قرار الاستثمار الناجح؛ فلا معنى لامتلاك أسهم في شركة أو حتى امتلاك الشركة كلها إذا كان المستثمر جاهلا لطبيعة عملها والأنشطة التي تقوم عليها؛ لأن الأمر لا يعدو كونه مقامرة محكوم عليها بالفشل. ومن ناحية أخرى، لا يهتم بافيت بأسهم الشركات التي ترتفع بصورة مفاجئة؛ بل ما يهمه هو أسهم تلك الشركات القادرة على الاستمرار والتطور وتحقيق أرباح على مدى فترة زمنية طويلة.

أما بالنسبة لإمكانات وآفاق تطور الشركة في المستقبل، فيعتقد بافيت أنه يمكن الحكم عليها من خلال توفر ثلاثة شروط، يطلق عليها وصف “الخندق” وهي: طبيعة منتجاتها ومدى حاجة السوق إليها، وألا يكون لهذه المنتجات بديل قريب يُغني عنها تماما، وألا تخضع للرقابة. ولهذا فإن الخندق، أو خط الدفاع، يتسع كلما تحققت جميع هذه الشروط في الشركة؛ الأمر الذي يجعل الاستثمار فيها مشجعا وناجحا.

اقرا ايضا : كتاب المفتاح الرئيسي للثراء … اكتشف قوتك السحرية لتصبح ثريا

القواعد الخاصة بالإدارة

من وجهة نظر بافيت، لا يكفي المستثمر أن يعرف معلومات عن الشركة التي سيشتري أسهمها، بل لا بد من التعرف على خصائص إدارتها ومديريها. وفي هذا الصدد يقول بافيت: ” لا أرغب في الاستثمار في شركات يرأسها مديرون تنقصهم الصفات المثيرة للإعجاب، بصرف النظر عن الجاذبية التي تتمتع بها أعمال الشركة أو أرباحها “. ويشدد هنا على ضرورة الإجابة عن ثلاثة أسئلة تتعلق بالمديرين، هي: هل هم عقلانيون؟ وهل هم صريحون وشفافون مع المستثمرين؟ وهل تستطيع الإدارة مقاومة الإملاءات المؤسساتية والبيروقراطية؟ أما بالنسبة لعقلانية المديرين فيمكن الحكم عليها من خلال القرارات المتعلقة بالأرباح وطريقة توزيعها أو استثمارها لتنمية وتوسيع أعمال الشركة؛ فالإدارة الناجحة هي التي تعرف كيف تعيد استثمار أرباح الشركة لزيادة قيمتها في المستقبل.

أما عنصر الشفافية والصدق فيتضح من خلال الإجابة عن ثلاثة أسئلة تدور عادة في أذهان المستثمرين: ما هي القيمة التقريبية للشركة؟ وما مدى قدرتها على الوفاء بالتزاماتها؟ وما مدى جودة أداء مديريها؟

ومن القواعد المهمة الخاصة بالإدارة أيضا الإملاءات المؤسساتية (الخضوع للأنظمة والتعليمات بحذافيرها)، وهو من وجهة نظر بافيت عنصر سلبي يعيق الشركة؛ فمن جهة، يؤدي إلى مقاومة التغيير، كما أنه قد يؤدي إلى عمليات توسع واستحواذ لغرض استعراض العضلات أمام المنافسين، كذلك قد يؤدي الخضوع للإملاءات المؤسساتية إلى تقليد المنافسين ومنح تعويضات ضخمة للمديرين كاستعراض – لا مغزى له – للقوة.

تحميل: صناعة الثروة من الصفر : كتاب المليونير في البيت المجاور

القواعد المالية

لكي يتجنب المستثمر الوقوع في فخ الأرقام الجذابة – والمُتلاعَب فيها أحيانا – والتي لا تعطي صورة واقعية عن وضع الشركة، فإن عليه الاطلاع على معدل الربح خلال خمسة أعوام، وألاَّ يكتفي بالتقارير السنوية الصادرة عن الشركات. وهنا يجب على المستثمر الأخذ بعدد من المبادئ المالية المهمة، وهي:

– التركيز على أرباح العمل (حقوق المساهمين) وليس السوق (أرباح بيع السهم): يعتقد بافيت أن أرباح السهم لا تعكس جودة الأداء المالي للشركة، وإنما العائد على حقوق المساهمين، وهو الربح الناتج عن السلع أو الخدمات المنتجة. وعندما يتحقق هذا الربح فإنه ينعكس على ربح السهم في البورصة، وهو ارتفاع حقيقي نتج عن تحسن الأداء المالي للشركة، وليس مجرد فقاعة تسببت المضاربة العشوائية في ظهورها.

– دراسة أرباح المالكين وليس التدفق النقدي: بعض الشركات قد تعلن عن أرقام مرتفعة في تقارير التدفق النقدي بهدف رفع قيمتها السوقية. وتتلخص فكرة الخداع حول المبالغ التي يجب اقتطاعها من الأرباح السنوية لتحديث الآلات وإدخل التحسينات للمحافظة على الأداء الاقتصادي، وبالطبع يمكن تأجيل هذه التحسينات وحسمها من التدفق النقدي؛ مما يؤدي إلى إبراز أرقام مرتفعة؛ وحينئذ ينخدع المستثمر. وبناء على ذلك يقترح بافيت استخدام معيار أرباح المالكين بدلا من التدفق النقدي.

– الاستثمار في الشركات ذات الهامش الربحي المرتفع: يميل بافيت إلى تخفيض النفقات، ويرى أنها يجب الا تزيد عن نسبة محددة مقابل كل دولار من الدخل، وهو يتبع أسلوب اختصار القوى العاملة إلى الحد الأدنى، وقد تمكن من النهوض بشركة واشنطن بوست نتيجة تخفيض التكاليف الإنتاجية إلى 80% خلال خمس سنوات.

– إذا احتجزت الشركة أرباحا لإعادة تشغيلها، فيجب أن تزداد القيمة السوقية للسهم دولارا واحدا على الأقل. ويعتقد بافت أنه إذا لم ينتج عن احتجاز الأرباح بغرض إعادة تشغيلها زيادة في القيمة السوقية للسهم بمقدار دولار واحد، فمن الأفضل توزيع الأرباح على المساهمين بدلا من إعادة تشغيلها لأنه لا يوجد جدوى اقتصادية في هذه الحالة.

قد يهمُّك : المستثمر الذكي.. كتاب يجعل منك مستثمرًا محترفا

قواعد الاستثمار في القيمة    

يُعبِّر استثمار القيمة عن شراء ما قل سعره وغلت قيمته، واستثماره وتَحيُّن الفرصة المناسبة لبيعه، بعد أن يصل سعره إلى ما يساوي قيمته الحقيقية أو أكثر. وهذا الأمر يعتمد على شرطين: تحديد قيمة العمل، والشراء حينما يُعرَض العمل بسعر يحمل حسما جيدا من قيمته. وفي رأي بافيت فإن قيمة العمل هي عبارة عن مجموع التدفقات النقدية الصافية (أرباح المالكين) التي يتوقع تحقيقها خلال حياة الشركة مخصوما بنسبة مناسبة (10%) وهي النسبة المقترحة لحساب القيمة الفعلية للأسهم. وقد قام بافيت بشراء شركة كوكا كولا عام 1988 حسب هذه الطريقة ودفع مقابلها خمسة أضعاف قيمتها الدفترية، حيث أنه كان متأكدا أن القيمة الحقيقية للشركة أكبر مما دفعه مقابل شراء أسهمها. وقد كانت هذه العملية من أعظم استثمارات بافيت. ومن ناحية أخرى، يعتقد بافيت أن الأمر الأكثر أهمية من كل ما سبق هو معرفة اللحظة المناسبة للشراء. فعندما يصبح سعر الأسهم في السوق أقل من قيمتها الفعلية فإن وقت الشراء يكون قد حان. أما إذا تبين أن قيمة العمل تزيد عن قيمة السهم ولو بنسبة بسيطة، فإنه يجب الإحجام عن الشراء، حتى ولو بدا السعر مغريا.

استراتيجية بافيت لإدارة المحفظة الاستثمارية

يؤكد بافيت على أهمية تبني استراتيجية عقلانية لإدارة المحفظة الاستثمارية. ففي حين أن غالبية المستثمرين اعتادوا على اتباع استراتيجيتين في هذا الشأن، الأولى: “إدارة المحفظة الاستثمارية المرتبطة بمؤشر”، والثانية: “الإدارة الفاعلة للمحفظة الاستثمارية”، يعتقد بافيت أن لهاتين الاستراتيجيتين فرص ضئيلة جدا للنجاح؛ لأنها تعتمد على نظرية اشتر اليوم كل ما يمكن التنبؤ بقابليته للبيع بربح دون النظر إلى طبيعته، وهذا المنطق يؤدي إلى الفشل، لأنه يستحيل التنبؤ بمصير السوق في ظل تعقيدات عالم الأعمال. ويقترح بافيت استراتيجية بديلة يُطلِق عليها تسمية “استراتيجية الاستثمار المُركَّز”. وتقوم هذه الاستراتيجية على مبدأ عملي ينص على تركيز الاستثمارات في الشركات القوية، عوضا عن الاهتمام بالتنوع الاستثماري. ومن وجهة نظر بافيت، فإن عدد الشركات التي نستثمر فيها أموالنا يجب أن يتراوح بين 10 و 20 شركة كحد أعلى. إضافة إلى ذلك، ينصح بافيت بعدم توزيع الأموال المستثمرة بشكل متساوٍ بين الشركات، بل يجب توظيف القدر الأكبر منها في الشركات الأكثر عراقة، وأن يتم توزيع الباقي نسبيا على الشركات الأخرى بناء على قوتها وأهميتها. ويضيف بافيت إلى ما تقدم، أن الاستثمار يجب أن يتبع خطة طويلة الأجل تتراوح مدتها ما بين 5-10 سنوات.

يهمك : كيفية اعداد خطة استثمارية ناجحة – النجاح المالي

كانت هذه بعض اللمحات السريعة والمقتطفات المُقتَضبة من كتاب (الاستثمار في الاسهم على طريقة وارن بافيت) لمؤلفه روبرت هاغستروم، حاولنا من خلالها التعرف على بعض أسرار النجاح لأيقونة عالمية عملاقة في عالم الاستثمار والمال والأعمال والثراء تُدعى “وارن بافيت”.

فن المال

ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 108 مشاهدة
نشرت فى 11 نوفمبر 2020 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,279,487

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters