كانت  "ماعت" رمز  الحق والعدل في مصر القديمة ولها مكانة رفيعة ، هى ابنة "رع"،  ويُرمز إليها برمز ريشة النعام ،وقد اتخذ قضاة مصر لفترات طويلة الريشه فوق الرؤوس في إشارة رمزية إلى "ماعت" ،،، وتأكيدا لمعنى العدل والحكمة ، كما تُظهر بعض قطع الاثار الجندي وبيده القوس والسيف وعلى رأسه الريشة ، تأكيدا على معنى الحكمة والعدل ، 

ثم كان الملوك والامراء و السلاطين  يضعون ريشة طاووس أو جوهرة ثمينة على عماماتهم ، وتقول بعض الروايات  أن الأتراك كانوا يضعون لمن ينتصر في الحرب أو اي إنسان له شأن ومال وعلم ريشة على رأسه ليكون معروفا لدى الجميع فيتم  تسهيل امور حياته اكراما لعلمه ، وعلو مكانته وشأنه ،  

المهم انه مهما تعددت الروايات الا ان المعنى الذي كان مقصودا وواضحا هو اعلاء شأن الحق والعدل والحكمة والعلم ، 

مع الوقت نرث المعاني المبتورة من سياقها ، وتختلف الروايات  وتختلط الحقائق بالأساطير ، فتبقى الريشة ويبقى صاحبها ويسقط بمرور الوقت العدل والحكمة والعلم ، وتظل الريشة ، فوق رأس صاحبها ليدفع ثمنها المتعاملون ، 

وقد تجد بدلا من الريشة ( بطحة) صحيح انك قد لا ترى الدماء تسيل ولا سيارة الإسعاف تحضر ، لكن البطحة بآثارها ، و صاحبها ، أمامك تنزف وتؤلم ، وتؤرق صاحبها ، و تتوزع آلامها على المتعاملين ، كل قدر حاجته ، ، حالة  دفاعية او هجومية يخرج بها هؤلاء من محاسبة انفسهم وتحديد مسئولياتهم ،مدافعين عن نقاط ضعفهم بإسقاطها على الاخرين تارة ، و يلمسها تارة ، وبتعالٍ مفتعل تارة ثالثة  ، المهم انهم  يخرجون من سوء مواقفهم  ، وقلة حيلتهم ، وضعف منطقهم ،

 

و تختفي الموضوعية اما مع نشوة احساس زهو الريشة ومقامها ، او مع آلام البطحة بدرجات الألم وضغوط المؤلمين ، وتظهر الانحيازات في الإرسال والتلقي ،وهكذا تجد الكلام ، والافعال ، بين البطحة والريشة ، و في هذه المساحة  فقط يقف الكثيرون  ،

صحيح اننا بشر لنا انحيازاتنا ، والتغطية الاعلامية ، كالمعاملات اليومية عمل انساني متعلق بأفراد وموجه لافراد لهم ايضا انحيازات ، وقد يرى البعض أن الموضوعية تجعلنا نضحي بالسرعة في التغطية الاعلامية ، او كما يقولون الموضوعية تبرر التقارير الصحفية الكسولة. المتأخرة ، و تؤدي لفتور التناول والتعامل ، و تجعلنا نضحي بسخونة الاحداث وفيضان المشاعر ، 

الحياد مستحيل لأن جميعنا لديه انحيازات،  والعدل المطلق لن يتحقق ، وتعاملاتكم اليومية مع البشر او الاعلامية ، مرسلا كنت او مستقبلا تحكمها عوامل تتعلق بنا كافراد لنا إنسانيتنا وضعفنا ، وقلوبنا وعقائدنا واتجاهاتنا  . وعلى هذا  فليس لفرد أن يجسد جميع وجهات النظر لمجتمع عام ، وهذه اشكالية كبرى في التعامل مع الموضوعات والبشر ، حتى انه في عام 1996، اعترفت جمعية الصحفيين الاحترافيين بهذه المعضلة وأسقطت "الموضوعية" من قانون الأخلاقيات الخاص بها، ورأى البعض  أن المعيار الأنسب ينبغي أن يكون الإنصاف والدقة في التناول الاعلامي للموضوعات  ، 

ترتبط الموضوعية بخاصيّة القياس العلمية؛ حيث يمكن اختبار دقة القياس بصورة مستقلة عن ذات العالم الذي قرره في المرة الأولى.[بحاجة لمصدر] ومن ثَم، فهيّ ترتبط ارتباطًا وثيقًا بهدف قابلية الاختبار والاستنساخ. ولكي يتم اعتبار نتائج القياس موضوعية بدرجة مناسبة، ينبغي أن تتناقل من شخص إلى آخر ، ثم توضيحها بعد ذلك إلى أطراف ثالثة وذلك كمقدمة لفهم العالم الموضوعي. وقد تؤدي مثل هذه المعلومات القابلة للبرهنة عادةً إلى إعطاء قوى تنبئية قابلة للبرهنة أو بناء تكنولوجي.

صاحب البطحة ، يقوم باعمال خاطئه ، متجاوزة ،  يؤذي الناس و قد يظن انه يسعى من اجلهم ،  ويلوي ذراع اي حديث او اي تصرف منهم ، ويعتبره موجها ضده ، هو شخصياً !! يعرف نفسه جيدا ، ويعرفدسبب بطحته ، ما يفرض عليه اطارا فكريا يقوده للتشكيك في الناس ، ويحاول مداراة سوءاته بإلقاء اللوم ، والغضب ، على الاخرين ، لكن بطحته اوضح ما تكون مهما حاول ،، فيتحسسها  ، ، 

الاما الانسان العادي البسيط الذي يعتبر مهمته وأداء دوره هو كأي دور اخر ، لإتمام دائرة الحياة ، 

 

فقدان الثقة بالنفس وبالآخرين 

هل تتصور ان تكون مقدرات امورك في يد من على رؤوسهم البطحة او الريشة ، اما انك تريد المسئول الطبيعي ، الذي تشبه رأسه كل الناس ولكن يتميز بنصح تفكيره وتخصصه 

المصدر: د نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 60 مشاهدة
نشرت فى 24 مايو 2015 بواسطة DrNadiaElnashar

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

592,654