أنا فتاة من دولة خليجية، ومن أسرة متدينة تحافظ على عاداتها وتقاليدها من جميع النواحي.. ومن ضمن هذه العادات فيجب عقد قراني على الشخص المناسب. لقد تمت الخطبة والحمد لله من فترة قصيرة.. وتم عقد القران وبعد خمسة أشهر سيتم الزواج إن شاء الله. ولكني من شدة خجلي لا أستطيع أن أكلم زوجي في الهاتف أو حتى وهو معي.. وأنا لا أريد أن أخجل لهذه الدرجة، فأنا أريد أن يحبني زوجي كثيراً، لا أريد أن أخسر اهتمامه بي بسبب خجلي المفرط.. أريد النصح منكم والإرشاد الصحيح في هذه المسألة.

***  ***   ******   ***  ***  **  ****  *** ****  *****

الأخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 من الطبيعي أن البنت التي نشأت وتربت في أسرة محافظة أن تشعر بالخجل والإحراج في التحدث مع الرجال، خصوصاً في الأسر شديدة التقيد وهذا وإن كان ناشئ من الالتزام الديني ـ وهو مطلوب قطعاً ـ إلا أن التشدد والإفراط في ذلك قد يولّد عند البنت عقدةً من الرجال، وقد تؤثر على علاقاتها في الزواج مستقبلاً، لذا يجب الاعتدال في ذلك، فالبنت، بنت المجتمع، وعليها في عالمنا اليوم، أن تشق طريقها في الحياة، في المدرسة والجامعة والدائرة والعمل، وأن تتعامل مع محيطها بمتانة ورصانة، وعفة وحياء، دون خوف أو خجل أو اضطراب.

على أي حال، يمكنك تدارك الأمر ومعالجة الموقف ونيل حياة زوجية سعيدة، فلست أول النساء، بل ربما أكثرهن مثلك، ولكن يجب أن تعلمي بأن الله تعالى الذي حرّمك على الرجال، أحلّك ـ بعد عقد قرانك ـ على زوجك، وإذا كان في حشمتك وامتناعك عن الغير قربة إلى الله، فإن في انفتاحك وشعورك مع زوجك قربة إلى الله، لأن ذلك يمنعكما من الحرام ويقربكما إلى طاعة الله، فيجب أن تغيري فكرك بهذا الشأن أولاً وتعاملين زوجك بالود والمحبة، وكأنك تعملين عملاً واجباً أو مستحباً.

ثانياً: في الأمثال (إن مسافة ألف ميل تبدأ بخطوة واحدة)، لذا ضعي برنامجاً لتقدم العلاقة مع زوجك خطوة خطوة، وعليك كسر الحاجز النفسي ولا يتم ذلك إلا بإقدامك، لذا قومي أنت بالاتصال به تلفونياً وهيئي في نفسك مسبقاً ما تريدين قوله وما تحبين أن تسأليه، ورتبي لنفسك عذراً واتصلي به، وابدأي بالسلام عليه والسؤال عن حاله، ثم استرسلي في الحديث ـ الذي أعددتيه ـ دون تردد، اطلبي منه أن يشتري لك كتاباً عن الحياة الزوجية، أو كتاباً دينياً أو اجتماعياً، اسأليه عمله ودعيه يتحدث لك عن مؤهلاته، اطلبي منه أن يمرّ عليك ليأخذك إلى المسجد أو صلاة الجمعة، أو لغرض التسوق، أو الذهاب إلى نزهة.. وهكذا اكسري الحاجز بينك وبينه بخطوة واحدة، وتقدمي تدريجياً.

ثالثاً: ليكن في علمك بأن الزواج علاقة اجتماعية، إضافة إلى أنه علاقة جنسية، قال تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة..)، وكثير من الزيجات تواجه مشاكل كبيرة بسبب عدم توطد الصداقة والرفقة بين الزوجين، إذ تكون العلاقة رتيبة وروتينية، انشغال في أمور البيت ومن ثم النوم، وهكذا دون أن تكون هناك أوقات للأنس وتبادل الحديث وانفتاح القلوب على بعضها وانشراح الصدور وسكونها، لذا يقع الزوج فريسة سهلة لأي امرأة أخرى توفر له جواً من الرفقة والأنس، لذا يجب على الزوجة أن تفتح قلبها لزوجها، وتنفتح عليه، تبادله الحديث وتسمع له وتسأله وتجيبه حتى تتوطد العلاقة ويبارك الله لهما في زواجهما دون أية مشاكل... على أي حال لا تترددي في الإقدام وتوكلي على الله ومنه التوفيق.

المصدر: استشارات.. اجتماعي.. البلاغ
Al-Resalah

الرسالة للتدريب والاستشارات.. ((عملاؤنا هم مصدر قوتنا، لذلك نسعى دائماً إلى إبداع ما هو جديد لأن جودة العمل من أهم مصادر تميزنا المهني)). www.alresalah.co

  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 7505 مشاهدة
نشرت فى 26 إبريل 2011 بواسطة Al-Resalah

ساحة النقاش

الرسـالة للتدريب والاستشارات

Al-Resalah
مؤسسة مهنية متخصصة في مجالات التدريب والإستشارات والبحوث والدراسات، وتُعتبر أحد بيوت الخبرة متعددة التخصصات في العالم العربي.. ومقر الرسالة بالقاهرة.. إن الرسالة بمراكزها المتخصصة يُسعدها التعاون مع الجميع.. فأهلاً ومرحبا بكم.. www.alresalah.co - للتواصل والإستفسارات: 00201022958171 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,028,937