أنا من دولة خليجية وتقدّم لي شخص من دولة أخرى وهو متزوج ولديه 5 أطفال لكن عمره مناسب لي (28) سنة، هو يبرر زواجه الأول لأنه تقليدي وليس برغبته وقد تزوج بعمر 16 وكانت له علاقات ولكن ليست بالجريئة أو الحقيقية وتعرفت عليه ونشأت بيننا قصة حب جميلة ولكن أهلي رافضين وأنا أتردد، فما الحل؟
*** **** **** *** *** *** ***** *****
الأخت الفاضلة
السلام عليكِ ورحمة الله وبركاته
الزواج مشروع حياة ولا يكفي فيه الحب أو مجرد الإرتياح بين الطرفين وإنما يجب أن يقوم على أساس من التوافق المشترك والتفاهم المتبادل والظروف الإجتماعية المناسبة.
وإذا ما توفرت شرائط الزواج, فإن الحدود واختلاف اللغات لا يعيق ذلك، قال تعالى: (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
على أي حال، يجب دراسة الموضوع ملياً واستيعاب جوانبه لأنّ القرار يعود لك بالدرجة الأولى ولأنّ الطرف الآخر له تجربة زواج سابقة وتبريره له لا يعفيه من المسؤولية, بل ربما يؤشر إلى أنه يحتاج إلى مزيد من الوعي والواقعية في حياته حتى تكون خطواته أكثر دقة وأقرب إلى النجاح.
والزواج الثاني ينبغي أن تكون له مبرراته وإمكانياته. فإذا كان الزواج الأول لا يشفى غليله وليس موفقاً وهو يريد الحفاظ عليه وعلى سلامة أسرته وأطفاله ويتزوج ثانية برغبته، فهل له القدرة والإمكانية على الجمع بين زوجتين وتوفير الأجواء المناسبة لهما؟
وعلى أي حال, فإنّ الواقع يشير إلى وجود حالات زواج متعددة ناجحة أي لأكثر من زوجة، وأخرى متعثرة بحسب ظروف كل زواج، وليس كل زواج ثان فاشل أو خاطئ.
ومن جهتك, أنت أعلم بوضعك لأن قرار الزواج يختلف بحسب ظروف كل فرد، فقد تكون بعض النساء في غنىً عن الزواج أو لديهنّ فرص كثيرة مستقبلاً ويستطعن إرجاء الزواج واختيار فرصة أفضل. وقد تكون تفضل بعض النساء حياة العزوبة على تحمل ظروف زواج غير مناسبة بنظرهنّ. إلا أن الأصل في الرجل والمرأة الحاجة النفسية والجسدية للزواج وإذا ما ألحت هذه الحاجة، ربما كان تأخيرها مضراً ولابدّ حينئذ من عدم تفويت الفرصة المرضية، وقد يلجأ البعض إلى الزواج لمجرد تلبية الرغبة الملحة فيه دون إنشاء أسرة أو بيت وهو أمر عادي ولا ضير فيه شرعاً لأن للزواج غايات متعددة ولا يشترط اجتماعها جميعاً فيه فإذا ما توفرت في العلاقة الشروط الشرعية في عقد الزواج صح أياً كانت الدوافع له.
وأخيراً, فاننا نقترح عليك أولاً دراسة شرائط الزواج ومستقبله مع الخطيب ليجتمع فيه القلب مع العقل، ومن ثم إذا ما تمت القناعة يمكنك أن تقنعي أهلك بابراز الجوانب الايجابية في زواجك.
وقبل كل شيء وبعده الجأي إلى الله تعالى واطلبي منه أن يأخذ بيديك إلى ما فيه الصلاح.
ساحة النقاش