أنا شاب متزوج منذ 10 سنين ولدي طفلين. قبل هذه قد تزوجت من فتاة أحبها كثيراً ولكن بضغوط أهلها انفصلنا ولكي أسدّ الفراغ تزوجت للمرة الثانية ولكن مع الأسف خلال هذه المدة (10 سنين) لم أستطع أن أحب زوجتي وكل يوم يزيد كرهي لها وقد صارحتها بعدم حبي لها مع العلم أنها لا ينقصها شيء (متوسطة الجمال، خدومة، صريحه) وأخيراً إنها تحبني كثيراً.
في الفترة الأخيرة لم أستطع أن أتكلم مع زوجتي وأطفالي إلا نادراً، فماذا أفعل؟
الرجاء ساعدوني
**** *** *** *** *** *** ** **** *** *** ***
الأخ الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الزواج مشروع حياة, وهو يختلف عن الحب وإن كان الحب أحد مقدماته أو من نتاجاته ولكن كثيراً من الأزواج الذين عاشوا سابقاً أو يعيشون في عالمنا المعاصر .. كثيراً منهم سعداء وإن لم يرتبطوا على أساس من الحب المسبق، وحتى أن بعضهم لم يجد في زواجه حبّه المنشود، ولكنه يعتبره ناجحاً بلحاظ مسائل أخرى، كما إن كثيراً من الزيجات التي قامت على أساس من الحب فشلت و لم تكن ناجحة.
الزواج مشروع حياة لذا تدخل في حساباته عوامل كثيرة أهمها القبول بالتعايش المشترك، وعندما تمر سنوات على الزواج ويكون هناك أولاد فإن الانسان عندها يعيش لغيره، من أجل سعادة أولاده، وقد يضحي براحته وملذاته من أجلهم.
أما العلاقة القلبية, فإن للنفس إقبال وإدبار ومن الممكن أن تتولد الكراهية والنفرة لأسباب حقيقية أو وهمية ومن ثم يمكن معالجة الأمر بازالة بعض الأسباب، وبإعادة النظر في مجمل العلاقة ا لزوجية وتذكر حسنات الزوجة وفضلها، وقد ذكرت جملة من حسناتها، ويمكن لكل واحدة منها أن تكون سبباً لإدامة زواجك معها وردّ الجميل إليها، وهي التي تودك وتخدمك وتحبك، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.
ويمكن في معظم الأحيان تحسين العلاقة وتدعيمها بتوفير بعض الأجواء الحميمية الخاصة بين الزوجين والخروج معاً وتوطيد الأنس بينهما بما يقرب بين أفكارهما ونفسيتهما.
(وقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن أن لا تلاقيا).
ومن مفروض سؤالك فأنت تتحمل قسطاً من المسؤولية تجاه زوجتك وأولادك، فحتى إذا كنت لا تحبهم فما ذنبهم وأنت اخترت زوجتك دون إجبار وولّدت الأولاد دون إكراه، لذا سارع إلى ردم هذه الهوة واستعذ من الشيطان الذي يزرع الوساوس وتوكل على الرحمن المؤلف بين القلوب وعوّض أهلك ما فقدوه في الفترة السابقة من ود ورحمة، وستجد الله تعالى يبارك فيك وفيهم، قال رسول الله (ص): (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي).
أما الحب السابق فانساه، فالقضاء والقدر لم يشأ أن يجمع بينكما وقد افترقتما بعد تلاق، واسعد بحياتك الجديدة، ومن الله التوفيق.
ساحة النقاش