دائماً أفتقد للحس الاجتماعي وما عندي مهارات تواصل مع الناس أبقى صامتة حتى مع زميلاتي وهم يتكلمون أشياء بسيطة جداً وتخص البنات لكن لا أقدر أن أشارك.
لأنه لما اشارك وأتكلم أحس ما في أحد ينجذب لحديثي ولا تعبير ولا تعليق عليه.. وما أعرف كيف أرجع أنقل خبر قصة أو أي شي ثاني أنقله بشكل ممل وما أوصل الفكرة بشكل صح.. شو الحل؟
**********************************************
الأخت العزيزة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع الذي تحدثتي عنه ظاهرة شائعة فيها تعبير عن الخجل والذي غالباً منشؤه من البيت والتربية المتشددة، وهو قابل للعلاج إنطلاقاً من النفس ومن ثم مع الآخرين ويحتاج إلى التدريب والمران.
أولاً: عليك أن تعيدي تقدير نفسك وإعزازها وتدليلها.. أن تفكري في نعم الله عليك وما أفاض عليك من صفات حميدة وملكات جميلة.. خذي ورقة وقلماً واكتبي قائمة بهذه النعم والإمكانات والإنجازات التي حققتيها وضعي القائمة في مكان لكي تقرأيها كل يوم، وتبدأي يومك بالصلاة والشكر لله تعالى ولتزدادي فخراً بنفسك وعبوديتك لله الذي شرّفك على كل مخلوقاته وسخّرك الشمس والقمر والأرض والكواكب وكل شيء من حولك لإسعادك.
تذكري القول المأثور عن الإمام علي كرم الله وجهه: "قيمة كل امرئ ما يحسنه"، فقيمتك بذاتك وبشخصيتك وبما تحسنين من علم وعمل وما تحملين من إيمان وفضيلة وأخلاق وما تقدمين لمجتمعك ومَن حولك خصوصاً الأقربين من نفع وفائدة.
إذن، نقطة البداية أن تقتنعي بنفسك وأن تثقي بها وتنظري لذاتك بإحترام وتتنفسي بالجمال والجلال الذي وهبه الله لك في شخصيتك، لا المال الذي يفنى، أو الجسم الذي يبلى.
واعملي على تدليل نفسك وإراحتها وترويحها بحسن الفعال والطيب من الأقوال، بالصلاة والدعاء وقراءة القرآن وحُسن الخلق، قال تعالى: (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) (فاطر/ 10)، والتنعُّم بالطبيعة وجمالها، وممارسة الرياضة، ومشاهدة البرامج المفيدة المسلية.. واختصي لنفسك في البيت وقتاً خاصاً بك للإستراحة والمطالعة والإستجمام.. فكل ذلك يؤكد ذاتك ويجعلك مطمئنة راضية مرضية.. وهذا بدوره يشع على الآخرين من حولك لأنهم سيجدون في وجهك بريقاً ولمعاناً وهدوءاً وسكينة في آن واحد فينجذبون إلى حديثك إذا كنت ابتداءً معتزة بنفسك واثقة من قولك مطمئنة في قلبك.
ثانياً: التهيؤ والتمرين بأن تختاري لحديثك طيب الأقوال والمفيد من المعلومات والمجتمع من الكلام.. أن تختاري بعض ما تريدين قوله مسبقاً، وتنتخبي نقطة البدء التي تجلب الإنتباه بخبر جديد أو عبارة جميلة، ومن ثم تنطلقي في الحديث بعفوية لا تكلف، ولا تأبهي كثيراً للنظرات من حولك، بل اعملي بالعكس من ذلك بأن توزعي النظرات على الآخرين وكأنك أنت التي تريدين إختبارهم، لا هم، وأنت الواثقة من كلامك، لا تبحثين عن كسب الثقة منهم، وتبسمي في الحديث ولا تستعجلي في الكلام ولا تطيلي به أيضاً خصوصاً في البداية. ولا تفكري كثيراً في مشاعرهم تجاههم، بقدر ما تفكري بمشاعرك الإيجابية عن نفسك واحترامك لهم.
ينبغي التأكيد على حُسن الإستماع والإصغاء إلى مَن حولك ومشاركتهم الحديث ولو بكلمات تشعرهم بالتواصل، مثل: نعم، ثم ماذا، كيف حدث هذا، زدني وضوحاً أو تفصيلاً، جيد، هذا خبر هام.. وبالتالي، فإن هذا التواصل الذي نهبه للآخرين سيقابلوننا به حين يأتي دورنا للحديث، وحيثما كان هناك مجال للمشاركة الإيجابية اشتركنا ولو بتعليقة أو إضافة.
ولا يهم أن تخطأي أحياناً، فالإنسان خطّاء بطبعه والآخرون يخطأون أيضاً، وأكثر الناس في شغل عنّا، فلا نظن أنهم متربصون بنا ويحصون عنا أخطاءنا.. فلنعمل على مسامحة الآخرين ولا نغلّظ على أنفسنا.
ساحة النقاش