ياله من كرنفال رائع تختلط فيها الأعصاب المؤججة مع الأعصاب الثائرة مع الأعصاب الباردة والأكثر برودة , إنه كرنفال الثورة ؟ نحن المصريون أدق مراحل تاريخنا على الاطلاق , ربما من وقت دخول الحملة الفرنسية الى ثورة 1919 , تلك الأوقات التي حددت مسارات الحياة السياسية في مصر وأطلقت بدايتها فمن بعد الحملة ظهر محمد كريم القائد الغيور الى عمر مكرم الى جمال الدين الأفغاني ومن بعده الكواكبي الى أن غزت البلاد الحملة البريطانية وعقب الحملة الفرنسية بنحو قرن من الزمان
أما الصورة آلان وفي أعقاب هذه الثورة الشعبية الفريدة والتي قادها الشعب بكل معنى الكلمة فلا قائد أمامها ولا جيش ولا كتائب ولاحتى وجوه غالبة ذات طابع بين محدد نقول عنه أنها صورة الثورة الحقيقية
إنها ثورة جامعة شاملة مانعة , تلك صورة اي كرنفال احتفالي يضم كافة الفئات والأطياف , يدعو اي مخلوق مصري أن يشارك , والكرنفال مليئ بالمبهج والمفرح والمحزن والمقرف والمقزز ومن لم يفكر قبلها أن يشارك يمكنه المشاركة دون عنـاء أو تعب
يمكن ولا أمزح ولاأسفه أو أسخر , يمكن لبائع البطاطا أن يقنع زملاؤه من بائعي البطاطا أن يتجمعوا في احتجاج على غلو سعر البطاطا حتى يستطيعوا أن يرزقوا !! وكذلك بائعي الترمس والذرة !! وليرتدي كل إنسان اللي نفسه فيه معبرا عن نفسه !!
لقد صار الكرنفال مزعجا مجلبا للصخب , فوقت الفرح حين يمتد حتى الصباح وشروق الشمس يصير أمرا يبعث على العبث والارهاق والسأم وبعد فلابد من رجال تجمعهم الحكمة والروية مع الحزم , وليخلع من ارتدى الأقنعة واعتقد أنه في حفلة تنكرية ولن يكشفه أحد من الحضورأن يظهرلنا ويبدي لنا ما رؤيته قبل نهاية الحفل ؟ أي قبل الانتخابات ؟
كاد الكرنفال أن يسدل الستار , وآن لأصحاب الأحزاب الحقيقية أن يقدموا أنفسهم أو كأنهم قدموا لأنفسهم طيلة حفل الكرنفال , وعلى الشعب والجمهور الحاضر أن يعلن ولو من آلان من يختار , لدينا فرصة رائعة لانشاء وإرساء مركز قياس الرأي العام المصري والذي يمكن أن يعمل بكفاءة وحرية بالغين ليتابع نبض الجماهير أولا بأول ويعطينا الأرقام الحقيقية والدالة الى من تشير أصابع الجماهير الى من من الأحزاب أو الشخصيات , ولا نكتف باحصاءات الفيس وأخيه التويتر
ساحة النقاش