الثورات المؤججة آلان على الساحة العربية جاءت مثل ريح عاتية كشفت مالم يكن في الحسبان أو خطر على قلب مواطن عربي  مسالم وصابر , جعلت من تسموا بالقادة والزعماء ومن تسموا بالاباء حتى أرتفعوا الى مراتب القديسيين !!جعلتهم وكأنهم قد تعروا من ملابسهم ! سبحان الله حين يأتي بالآيات والنذر لعل الناس بهذه الآيات يوقنون

فهاهم وقد تشابهت أقوالهم وعقولهم وقلوبهم  وكأنهم هم من يستنجدون أو يستغيثون بأخوانهم من شياطين الغرب , فبعد ما قال مبارك قبل تنحيه : سوف يتحكم الاخوان المسلمون وتشيع الفوضى وتذهب السلطة بيد الارهابيين وكأنه من قولته  يهتف بأخوانه من الغرب : أغيثوني !! فأنا من كنت حائلا بينهم وبينكم , وكذلك قال بن علي مثل قولته في تونس وكان يردد " إن الأحداث "قامت بها عصابات ملثمة أقدمت على الاعتداء ليلا على مؤسسات عمومية وحتى على مواطنين في منازلهم في عمل إرهابي لا يمكن السكوت عنه".

وهاهو آلان جاء من يكرر القول من أعمدة النظام السوري , والذي يأبى إلا أن يقتل ويذبح أبناء سوريا الشقيقة حيث قال رجل الأعمال السوري رامي مخلوف ابن خال الرئيس بشار الأسد وحليفه الذي شملته العقوبات الأوروبية والأميركية الأخيرة، وهو يحذر اخوانه من الغرب من عدم استقرار اسرائيل وياللعجب :

إنه لن يكون هناك استقرار في إسرائيل إذا لم يكن هناك استقرارفي سوريا"، مؤكدا أن النظام في بلاده قرر مواجهة الاحتجاجات "حتى النهاية"، محذراً من زيادة الضغوط على الأسد.

وفي مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية قال مخلوف (41 عاماً) "إذا لم يكن هناك استقرار هنا في سوريا فمن المستحيل أن يكون هناك استقرار في إسرائيل. ولا توجد طريقة ولا يوجد أحد ليضمن ما الذي سيحصل بعد، إذا لا سمح الله حصل أي شيء لهذا النظام".

تلك كانت دعوة مبارك أيضا  وما كان يتخذه من اجراءات لزيادة الخناق على غزة , وكذلك كرر القذافي نفس الأقوال : وأدعـى أنه يحذر من سقوط بعض المناطق الليبية بأيدي المتشددين الإسلامين من أتباع تنظيم القاعدة، وقال إن العالم وأمريكا لن "يسمحوا بإقامة إمارات إسلامية هنا، و"سيجلبون الاستعمار مرة أخرى إلى ليبيا. وكأنه يصرخ للغرب ويقول: أتركوني أفعل ما أريده من قتل وسفك !! ,ثم يردد بحماقة صريحة أمثلة القتل والسفك بالمتظاهرين في الصين وروسيا ثم استشهاد أكثر غرابة وحمقا بم فعلته القوات الامريكية بالفالوجا في العراق !!

وهناك فرق بين أن أؤيدك وأنت مستقر لايغلي شعبك وبين أن أؤيدك وشعبك يغلي , لقد كانوا هؤلاء ومن تسموا بالقادة والزعماء وقد أبانت الثورات عورهم وفضحت ما في قلوبهم يقولون لاخوانهم في أوربا وأمريكا :

هلا توقفتم عن النتقادنا ونحن من نحمي استقرار اسرائيل !! ونحميكم من الارهابييــن  , ونمنع عنكم الاسلاموفوبيا  !!

فما كان لاخوانهم إلا أن أداروا لهم ظهورهم , ونسى القادة الحمقى أن لاوربا وأمريكا  قياسات حقيقية للرأي العام يحترمونها جيدا ويقدرون الأمور وسياساتها من خلالها, فما أسرع أن وقعوا في فخ مهين , ومن لم يسلم بهذه التقديرات الواقعية فهي قدرة الله ولاشك الذي أراد أن يذل بعظمته من يشاء , ويرفع بعظمته من يشــاء

ولك أن تلاحظ الموقف الأمريكي إبان الثورة المصرية وكيف كان الضغط على مبارك رغما عن كونه أحد أهم رجالات أمريكا في المنطقة على الاطلاق , في الوقت الذي حاولوا فيه أيضا مساعدته بشكل أو بآخر ولو بالطرق الدبلوماسية , غير أن الضغط الشعبي فاق كل القياسات مما جعلهم بذكاء يؤيدون ثورة الشباب رغم أنوفهم

زلزال الثورات قوي فمهما تشابهت قلوبهم وتعددت مواجهاتهم مع الشعوب فالغضب الساطع آت وقوده الايمان الحق بالحرية والعيش الكريم