نظرات

موقع اجتماعي سياسي و تربوي ونفسي يهتم بالطفل وتربيته وقصصه

 


نحن بالفعل  شعب طيب أليف يألف ويؤلف ويعشق دينه عشقالامثيل له   فقد  أحببنا الله فكثرت أسماء العبادله من  زمان أجدادنا الى نسلنا بل و ابتكرنا من حبنا اسماء لله ليست من اسمائه الحسنى  ابدا مثل الموجود  الستار   النعيم   الجواد  الراضي   وأحببنا نبيه صلى الله عليه وسلم فصارت أسماء المصريين كلها ال 80 مليون مصري  إلا قليلا لاتخلو من محمد واحمد   بنسبة 90% وتطرف الحب  في النبي وغلونا فيه حتى أطلقنا  اسم عبد النبي  وعبد الرسول على كثيرين يحملونه  بيننا والمفروض عبد رب النبي  إذ لسنا عبادا للنبي صلى الله عليه وسلم  بل عباد لربه سبحانه وتعالى 
وأحببنا بالطبع الأنبياء وطبيعيا هي من  كامل إيماننا فعدد إن شئت من بين الاسماء الكثر بين المصريين موسى وعيسى وابراهيم وصحيح أن حبنا لمحمد سيد الرسل فاق الجميع لأننا عشقنا الفطرة والسماحة والتوكل فاسمع إن شئت : صلي ع النبي بين المارة والباعة والعام والخاص حتى في الخناقات فلا تنفض واحدة منها  إلا بواحد من المارة  من هنا أوهناك  يصرخ في الخناقة قائلا : ما تصلو ع النبي يا جماعة وفضوها سيرة   !!
 ولتغلغل الطابع الديني في نفوسنا  تجد عند الغضب من يخرج من هذه العباءة  عباءة الدين فيتلفظ بالسب معبرا عن  قمة الغضب والسخط وقد أصاب حال سبه  حبا عميقا في النفس تقدسه وتوقره وتحترمه  فيجد في الحال من يوقفه عند حده  فإما أن يردعه أو يدخل معه في عراك وشجار

وهناك الشذوذ  والتطرف والغلو في هذا  الحب حيث تراه  في الموالد البدعية والاسراف فيها بشكل يحول  الحب الى غضب من الله  لأنه ببساطة ليس هو الحب الذي يقبله الله سبحانه وتعالى لكن ندلل به في مقام التأثير الذي يؤديه ديننا أو الدين في نفوسنا ناهيك عن الشعارات المطلقة المكتوبة بأحسن الخطوط  فوق السيارات مثل :  من شر حاسد اذا حسد حيث يأخذ طرفا من الآية مكتفيا بها شعارا  ومثل : يا مسهل  يا بركة دعاء الوالدين

وكذلك  مثل : اذكر الله    ورب اشرح لي صدري   أضف أيضا  الشعارات  المكتوبة  فوق المحلات التجارية خاصة في الأماكن الشعبية فتجد مثلا  : ( الله     كشري الأمانة   محمد )    و (الحمدلله  بويات حدايد) !!
وبعد  ذلك كله هل رأيت ولمست بنفسك أو غيرك شعارات حزبية  مما تسمع وأقوال  مشهورة مما تقال في أروقة الأحزاب السياسية تتردد  بين الناس ؟! لاأعتقد  فالكلمات البراقة لأصحاب الأحزاب لايحفظها مطلقا المصري العادي بقدر ما يحفظ   ( صلي ع النبي ) ( توكل على الله ) ( كل شيئ بارادته )  ( الفاتحة )  حتى المرشحون في الانتخابات أيا كان انتماؤهم لاتخلو لوحاتهم الدعائية من ذكر الله ( لااله الا الله ) فان تغلغل الدين في نفوسنا  لاتكبحه ارادة كاره أو ناقم أو متململ من المتدينين !! مهما بلغت علمانيته أوفكره وتوجهه وتخوفه فان اراد وحاول وخطط  لاغراء الناس فهو كالذي يحرث في الماء
ولو قاد من قاد  الجماهير تحت مسمى   أخوان أو وفد أو ناصري ربما يجنح بها الى متاهات لم  يألفها المصري أو يتعودها !فالمصري يتميز بطبيعة  سهلة هي أبسط مما يريده العلمانيون أو الحزبيون على اختلاف مشاربهم   يريد حاكما أيا كان صنفه يكون الدين منهجه وسلوكه  وخلقه فلا يذكر مثلا شعارات براقة  فلسفية  وايديلوجية معفدة !!ولكن يعامله بم قال الله وقال نبيه صلى الله عليه وسلم  في الوقت الذي لاينس فيه  خبرات الآخرين من الأمم والشعوب
ولن يكل الباحث كثيرا  أو أي باحث عند بحثه عن من هو قدوة المصري  ؟؟ حيث  سيجد قائده الحقيقي شيخ الجامع الذي يبجله ويأمن جانبه ويأنس لشخصه  ويحكي له أسراره ويسأله ليفتيه ويطيب خاطره عند حزنه ويشاركه فرحته ويتصدق عليه إن احتاج فالجامع هو من يتكفل تجهيز الموتى في مناطق ليست قليلة ورئيس الجمعية الخيرية غالبا  هو  شيخ الجامع أو مؤسس أو بان للمسجد وتصريح الشيخ  للناس كالبلسم اذا نطق ونصح وأشار وصحح ووجه والشيخ غالبا  ليس عضوا في الحزب الفلاني أو عضو ا في الجماعة الفلانية بل كل يعمل على شاكلته وطوعا في  حب الخير والسماحة والكرم  المعروف , ولو تعددت الصنوف آلان بين سلفية واخوان  حيث لايتعدى كونها مجرد اسماء , والخطأ  فقط أن يتعصب صاحب الفكر  ويرفض المناقشة أو الحوار وهنا مربط الفرس والقاعدة العامة في ديننا هي أن الدين المعاملة , والناس في مصر تتجمع حول الخيرية والعمل الخيري والذي هو بالأصل عمل سياسي قريب  جدا من الحفاظ على الصحة وتوزيع الأموال والزكاة والوقوف مع الأسر الفقيرة   ,                    
وعليه ربما يتضح أن الحزب الذي نراه على هذه الشاكلة  ليس له مقر قيادة ولا رئيس ولا أعضاء ولا مشهر في لجنة الأحزاب وانما  تجد مقاره في كل مكان على علاتها في مسجد القرية  والحي أو جامع المحافظة أو المدينة وتجده في الزاوية والمصلية داخل أروقة المباني وثكنات العمل وقياداته الشيخ الطيب الوقور الذي لايخافه الناس تجده جالسا معهم ويلتفون حوله في دفء  يستمع اليهم  يسألونه فيجيب ويلتفون حوله بعد الصلاة  , ثم قس ما سبق ما استطعت على اخواننا في الوطن من المسيحيين داخل كنائسهم وهكذا

 سوف تجد في نهاية البحث أن المصري لايعرف عملا سياسيا فعالا  وحقيقيا إلا في مايؤديه المسجد من رسالة اجتماعية يومية رائعة هذا هو حزبنا الحقيقي  مع دور المسجد  في الاسلام  بداية من  أداء الصلاة  الى التوعية والارشاد والخيرية وبالتالي فهو  حزب سياسي  قديم جدا  لكنه غير معلن
   
فان كان ولي الأمر  أو الرئيس المرتقب قريبا من أهل الحي والحارة والقرية والنجع والكفر والمدينة  الى المحافظة فبشرى ومرحبافيعلي ويقدرشيخ المسجد وامام الجامع وعالم الدين  ويمنحهم  قدرهم  المستحق ويستمع لمشورتهم ورأيهم ويجلس بعد الصلاة مع المواطنين مستمعا للشيخ وكلمته ؟ !  يكون بذلك قد فاز بقلب المصري والمصريين ,
إذن هل آن للساسة أن يفهموا هذه الطبيعة  إذ لاأعلم هذا الحزع الذي يتربص بالجميع عند سماع كلمة الدين , فاتركوا أو دعكم من مصطلحات  كالسلفية وغيرها فالمسلمون ليسوا ممن يمسكون بالسيوف ويتربصون لقطع الأيدي والرقاب ! لاسمح الله فالخائفون  هم من حصروا خوفهم وجزعهم في قطع البد وقطع الرقبة وحجاب المرأة ,

بينما وعلى قدر أهمية هذه الحدود على الاطلاق فهي تقع بين اجتهادات فقهية منها الراجح ومنها غير الراجح وهكذا , , ولاأجد  من ثم مبررا لهذا الرعب الذي يلبس الغالبية  ولايتعدى عن كونه محصور في هذه الحدود خلاف ان الاسلام يدعم الاخلاقيات الفطرية والطبيعية  والتي لاتحتاج لدستور دعما مطلقا الأمر الذي يسبب حرجا لأصحاب النفاق والهوى والاباحية ,  ويفوت عليهم مكاسب خبيثة  مثل انتشار بيع الخمر مثلا وصالات الرقص بالحانات الليلية فهونوا على أنفسكم يا أصحاب السياسة  وكفاكم رعبا وجزعا     

المصدر: بقلم محمد مسعد البرديسي
  • Currently 43/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
13 تصويتات / 637 مشاهدة
نشرت فى 3 إبريل 2011 بواسطة nazrat

ساحة النقاش

DrNabihaGaber

السلام و التحيه
مقاله مفيده جدا مجهود تشكر عليه تمنياتى لك بمزيد من العطاء

mohammad2000

جزاك الله خيراٌ على هذا المقال الرائع
وهذا ما قد قاله الامام ابن القيم ان سألوك عن جماعتك فقل هو سماكم المسلمين وان سألوك عن شيخك فقل شيخى رسول الله وان سألوك عن منهجك فقل القران والسنة بفهم سلف الامة

محمدمسعدالبرديسي

nazrat
( نظرات ) موقع إجتماعي يشغله هم المجتمع سياسيا وتربويا بداية من الاسرة الى الارحام من جد وعم وخال الى آخره , الاهتمام السياسي أساسه الدين النصيحة و يهتم بالثقافةبألوانها ويعد الجانب النفسي والاهتمام به محور هام في الموقع كذلك الاهتمام بالطفل ثقافة وصحة »

ماذا تود البحث عنه ؟

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

618,800

مصر بخير

                         
* الشكر واجب للسيد العقيد هشام سمير  بجوازات التحرير , متميز في معاملة الجمهور على أي شاكلة ..

* تحية للمهندس المصري محمد محمد عبدالنبي بشركة المياه