وردت رسالة من طبيبة تقول: (لي ابن هو الأن في الرابعة من عمره شاءت إرادة الله سبحانه أن يولد كفيف البصر، وأنا في حيرة من أمري:
هل أدخله الروضة مع العاديين ليندمج معهم كماينادي بعض الناس هذه الأيام وهل هناك روضات خاصة بالأبناء المكفوفين وأيهما أفضل أرجو نصيحتكم؟)
أحيي هذه الطبيبة الرؤوم لحرصها على الاهتمام برعاية أبنائها وحسن توجيههم ،وفيما يتعلق بأشكال الرعاية المقدمة لأبناءنا من المكفوفين في سن الروضة فيوجد ثلاثة أشكال من هذه الرعاية:
- بعض الناس يقومون بوضع أبنائهم من المكفوفين في الروضات العادية ونحن لا نفضل ذلك ،لأنه في العادة لا توجد معلمات مؤهلات للتعامل مع الأطفال المكفوفين في هذه السن في الروضات العادية ولا توجد أمكانات لذلك ( إلا في ما يعرف بنظام الفصل الشامل وهو موجود في بعض الدول الغربية وغير متوافر في بلادنا) .
- وفريق ثانٍ يضع أبناءه في فصول خاصة بالأطفال المكفوفين داخل المدارس العادية وفي هذه الحالة لا يجد الطفل الكفيف الاهتمام الكافي ويعامل وكأنه مواطن من الدرجة الثانية، ولا حاجة ماسة للدمج المدرسي في هذه السن لأن تصور الطفل للاندماج مع الآخرين وفهمه للصداقة ومثل هذه المفاهيم الاجتماعية لا تتبلور وتنضج قبل سن السابعة ، فهو يلعب مع صاحبه كما يلعب مع حصانه أو دميتها …الخ.
- والنوع الثالث يتمثل في الروضات الخاصة بالمكفوفين وهذا النوع هو ما نحبذه في هذه السن ؛ حتى يتعلم الطفل المهارات الأساسية كالكتابة بطريقة برايل والحساب والاعتماد على نفسه ومهارات التوجه والحركة ونحو ذلك وهذا من الصعب أن يحصل باقتدار في النوعين السابقين.
وأرجو ألا يفهم من كلامنا أننا لسنا مع الدمج لكننا نريده في السن المناسبة وبالطريقة المناسبة،
والحقيقة أن موضوع الدمج موضوع كبير ويحتاج إلى شيئ من التفصيل لذا أستميحك عذرا أيتها الأم الرؤوم وأيها القارئ الكريم أن نفصل الحديث عنه في مقال تالٍ
مع أطيب أمنياتنا لأبنائنا بطفولة سعيدة ومستقبل مشرق.
ساحة النقاش