نشأت كغيرها من الأبناء تلعب وتمرح كما يلعب الأطفال، وكانت منذ نعومة أظفارها من المتفوقات في الدراسة والصحافة والاذاعة المدرسية، تقوم بإجراء حورات مع زملائها واخواتها على شرائط و تقدم دور المذيعة وتستمتع بذلك كثيرا، وحين وصلت إلى الثانوية العامة حققت دينا عبد الباسط المركز الاول على منطقة شرق القاهرة للتربية الخاصة ودخلت كلية الاعلام. وكانت هذه هى الخطوة الاولى لتحقيق حلمها الكبير فى السنة الثالثة من الكلية . تخصصت في الاذاعة والتلفزيون وبعد تخرجها التحقت بالعمل في الاذاعة سنة 1996 . عقبات في بداية الحياة العملية : وكعادة الكثير من الناس دائما ما تصادفهم بعض المشكلات وهم يبدئون حياتهم العملية فلا شك ان حياة الدراسة شيء والاحتكاك بالحياة العملية شيء آخر . دخلت استوديوهات الاذاعة وافوجأت بأنه مطلوب منهاوهى كفيفة البصر أن تستجيب لإشارات المخرج ومهندسة الصوت والعاملين بالستوديو من خلف الحاجز الزجاجي، ،كما ان عليها ان تنتبه لإشارات المصباح والمفاتيح المضيئة قبل بداية البث المباشر على الهواء وما يشبه ذلك، لكنها أصرت وصممت على ان ترفع ستائر الظلام وأن تبث النور والامل إلى الملايين من المستمعين في كل مكان. اتفقت مع زملائها والعاملين بالأستوديو على إشارات معينة وبدأت ممارسة عملها بالحاح، تطلبت طبيعة عملها كمقدمة برامج ان تعتمد على الأسلوب الحوارى الذى يقتضي مهارات خاصة مثل التركيز الشديد ووضوح الصوت واللباقة فى الحديث ومتابعة الجديد من اخبار الندوات والمؤتمرات والفاعليات وقد قامت بذلك بكفاءة واقتدار .
من مقومات النجاح : عندما تخطط أو تحلم بشيء فلا تفكر في التفاصيل وقتها و لا بد أن يكون الامل والحلم منطققيا وقابلا للتحقيق. لا بد أن تختار ما يناسبك فرغم ان دينا التحقت بمعهد الموسيقى وتفوقت على أقرانها في هذا المجال إلا ان اهتمامها بالكتابة والاذاعة والتلفزيون والتفاعل مع الاحداث كان أكثر مناسبة لها ولذلك اتجهت إليه وتفوقت فيه . العزيمة والاصرار وعند التنفيذ ستعرض عليك وستفتح أمامك الكثير من الحلول فتختار من بينها ما يناسبك وتنفذه . اتقان مهارات العمل الذى تقوم به فالعمل بالإذاعة يحتاج إلى التركيز الشديد ربما على عكس التلفاز حيث يستقبل الإنسان المثيرات عن طريق الرؤية والسمع أما فى الاذاعة فهو يركز على السماع بانتباه وغيرها من المهارات التي سبق الأشارة إليها التفاعل والتكامل والتعاون فالإنسان رغم أنه يؤدي عمله بكفاءة واقتدار فعليه أن يدرب نفسه على ان يتعاون ويتكامل مع زملائه والمحيطين به حتى يخرج العمل على أفضل وجه ممكن . وإذا كان المثل السائر يقول: وراءكل رجل عظيم امرأة: فإنني اعتقد أن وراء كل امرأة عظيمة امرأة ورجل:أم عظيمة ترعاها وتحنو عليها وزوج كريم يقف إلى جوارها ويعضضها،وقد اجتمع للأستاذة دينا فيما أحسب ثلاثية النجاح تلك.
مع الزوجة والأم الكفيفة داخل بيته: وأثناء عملها ومن خلال الإذاعة تعرفت على أحد مستمعيها الذين أعجبوا بشخصيتها -وكان يعمل مهندس زراعة- وكما يقول الشاعر (والاذن تعشق قبل العين أحيانا)تقدم لطلب يدها من أسرتها، وبعد ان تمت الخطوبة سألته: هل فكرت فى طبيعة المشاكل التى يمكن ان تواجهنا، وهل بإمكاننا أن نستوعبها فأجاب على الفور بأنه لم يفكر فى هذا الموضوع ولم يشغله ، لأنه حين تعامل معها لم يشعر بأنها ذات ظروف خاصة والانسان الذى تعلم والتحق بالعمل بعزيمة واصرار ونجح فى ذلك لاشك انه سينجح فى حياته الزوجية ، وبعد فترة تزوج العروسان واستمتعا بحياة زوجية سعيدة ورزقهما الله بابنة صغيرة (علياء) ثم بمشيرة ثم بديما اللائي أنرن عليهما حياتهما كما انارت المذيعة اللامعة دينا عبد الباسط حياة الكثيرين من المستمعين عن طريق برنامجها الشهير الذى تشارك فى تقديمه باذاعة القاهرة الكبرى (نادي الأمل) وهو موجه لأصحاب الظروف الخاصة وأسرهم والمتعاملين معهم والمهتمين بهم. أسئلة حرجة: سألتها بعض الأسئلة التي ربما تدور بخلد القارئين لقصتها ومنها: -كيف تتعاملين مع النيران؟ وكيف تتعرفين درجة نضج الطعام؟ فأجابت: إن أمي قد دربتني على استخدام مواقد الغاز ومعظمها الآن بإشعال ذاتي، وأقوم بتعرف درجة نضج الطعام بجسه بملعقة الطعام لقد دربت حواسي على ذلك. -أيضا سألتها: كيف تتعرفين ألوان ملابس أبنائك؟ فأجابت مبتسمة: بملمسها وشكلها واختلاف أنواعها، والآن يوجد جهاز يساعدالكفيف على تعرف الألوان لكني لا أحتاج إليه. -كذلك سألتها: كيف تتعرفين دواء أبنائك؟ أجابت على الفور: بشكل العلبة وحجمها وشكل الشريط، وفي بعض الدول المتقدمة يكتبون على علب الدواء بطريقة برايل لكني لا أضطر إلى ذلك.
نصائح غالية: وتنصح دينا عبد الباسط المقبلين على الزواج بعد أن خاضت تجربة زوجية ناجحة :بعدم اضاعة الوقت والتردد مع الحرص عند الاختيار فإن ذلك من شأنه أن يضيع علينا وقتاً كثيراً حلواً سعيداً يمكن أن استمتع به. لكن لا بد من الاطمئنان والراحة النفسية والاقتناع بشريك الحياة. -وفيما يتعلق بفقد البصر فعلى الإنسان ألا يجعل ظروفه الخاصة في بؤرة تفكيره ويجعلها هي المسيطرة عليه فعندما يمارس الانسان حياته الطبيعية فلن يشعر بهذا الامر وسيتجاوز ما ترتب عليه من آثار فهى تقول انها لم تشعر يوم انها كفيفة سواء في المنزل أو في النزهة أو العمل. -كان للاهل فضل كبير فى التغلب على اى عقبة كانت تواجهها أو تقف أمامها فجزاهم الله خيرا.
وعندما يؤدي الأنسان ما عليه يجد تيسير من الله سبحانه وتعالى فأي شيء كنت أظن أنه سيكون صعبا علي بعد وقت قصير و أجد ان الله يكون معي وييسرها بطريقة غير عادية الحمد لله على ذلك. وتتمنى دينا عبد الباسط أن يوفقها الله في أن توفر لزوجها وبناتها الثلاثة حياة سعيدة وأن تحسن تربيتهن، وتتمنى الإجادة لعملها بحيث يكون عملا مفيدا للآخرين وهو كذلك. وأن يوفر برنامجها الضياء والأمان لفاقدي البصر وأصحاب الظروف الخاصة في شتى بقاع الأرض.
ساحة النقاش