<!-- @page { margin: 2cm } P { margin-bottom: 0.21cm } -->
مع الطبيبة الرؤوم نواصل الحديث
في رسالة سابقة تساءلت إحدى الطبيبات حول دمج ابنها الكفيف الذي يبلغ من العمر 4 سنوات :
هل تقدم له في روضة بإحدى المدارس العادية تمشيا مع فلسفة الدمج، أم ترسله إلى روضة خاصة بالمكفوفين؟
ومع الطبيبة الرؤوم نواصل حديثنا:
هناك ثلاثة اتجاهات رئيسية نحو تجربة الدمج وهي كالتالي:
الأول: ويعارض أصحابه بشدة فكرة الدمج ويعتبرون تعليم الأطفال ذوي الإعاقة في مدارس خاصة بهم أكثر فعالية ويحقق الفائدة المرجوة من البرامج التدريبية المقدمة لهم
أما الثاني: فأصحابه يؤيدون فكرة الدمج لما له من أثر في تعديل اتجاهات المجتمع السلبية نحو ذوي الإعاقة والتي تنعكس على الطفل ذاته وطموحه ودافعيته وعلى الأسرة والمدرسة والمجتمع بشكل عام.
أما الاتجاه الثالث: فيميل أصحابه نحو الاعتدال حيث لا يفضل برنامج عن
الآخر، بل يرون أن هناك بعض التلاميذ يفضل دمجهم مع أقرانهم العاديين، وهناك فئات ليس من السهل دمجهم بل يفضل تقديم الخدمات المتعلقة بهم
من خلال مؤسسات متخصصة، وهذا الرأي هو ما نميل إليه، فليس من الصواب أن تصدر حكما عاما بأنك مع الدمج أو ضد الدمج على طول الخط وإنما الأمر- من وجهة نظرنا يتوقف على مجموعة اعتبارات أساسية هي: حالة الطفل، ظروف الأسرة، البيئة التعليمية التي سيتم فيها الدمج، وإمكانات المجتمع واستعداده لموضوع الدمج،وبناءً على ذلك يتم اتخاذ القرار لعملية الدمج أم لا، ولهذا الطفل أو لهذه المجموعة أو في هذا القطاع من المدارس....الخ.
وحول سؤال الطبيبة -التي نحييها لحرصها على اختيار نوع التعليم المناسب لأبناءها-
فإننا نرى أن دمج ابنها في روضة بمدرسة عادية غير مناسب له الآن، والأفضل التقديم له في روضة متخصصة للأطفال المكفوفين:
- فالطفل لم يتهيئ بعد لموضوع الدمج.
- وما تزال سنه صغيرة حتى يكتسب المفاهيم الاجتماعية المراد ترسيخها من خلال الدمج.
- ومعلمات الروضات العادية في معظمهن غير مدربات على التعامل مع الطفل صاحب الإعاقة في السن الصغيرة وإكسابه المهارات الأساسية كالقراءة بطريقة برايل وتعلم الحساب ونحوها
- وعادة لا تجهز هذه الروضات بالوسائل التعليمية المطلوبة لذلك
-كما أن زملاءه الصغار والبيئة التعليمية من حوله غير مهيئة هي الأخرى بالقدر الكافي.
مع خالص أمنياتي لهذا الطفل ولأبنائنا جميعا بمستقبل مشرق وحياة هانئة.
ساحة النقاش