ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﻃﺎﻟﺐ 35) - 40 ﻫـ / -655 660ﻡ ( ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻮﺭﺓ ﺑﻌﺪ ﻣﻘﺘﻞ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺗﻘﺘﻀﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻗﻮﻯ ﻳﻌﻴﺪ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺇﻟﻰ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻰ ﺩﺍﺧﻞ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻟﺬﺍ ﺃﺳﺮﻉ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺒﺎﻳﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﻃﺎﻟﺐ ﺳﻨﺔ 35 ﻫـ ﻭﺃﻳﺪﻫﻢ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻭﺍﺿﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﻃﺎﻟﺐ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻣﻨﻌًﺎ ﻟﻠﺸﻘﺎﻕ ﻭﺧﺸﻴﺔ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ. ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ : ﺑﺪﺃ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﻃﺎﻟﺐ ﻋﻤﻠﻪ ﺑﻌﺰﻝ ﻭﻻﺓ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺳﺒﺒًﺎ ﻓﻰ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥ، ﻭﻋﻴﻦ ﺑﺪﻻ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻻﺓ ﺁﺧﺮﻳﻦ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻮﺍﻟﻰ ﺍﻟﺬﻯ ﺃﺭﺳﻠﻪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻼﻡ ﻋﻤﻠﻪ؛ ﺣﻴﺚ ﺗﺼﺪﻯ ﻟﻪ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﺳﻔﻴﺎﻥ - ﻭﺍﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻡ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﻭﺃﺧﺮﺟﻮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻭﺭﻓﺾ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻣﺒﺎﻳﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻠﺨﻼﻓﺔ، ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﺪﺓ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺷﻬﺮ، ﻓﺄﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﻃﺎﻟﺐ ﻳﻌﺪ ﺟﻴﺸًﺎ ﻗﻮﻳّﺎ ﻟﻐﺰﻭ ﺍﻟﺸﺎﻡ، ﻭﻋﺰﻝ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻋﻨﻬﺎ؛ ﺣﻴﺚ ﺭﺃﻯ ﺃﻥ ﻫﻴﺒﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺃﻥ ﻳﻌﺰﻝ ﻭﺍﻟﻴًﺎ ﻭﺃﻥ ﻳﻌﻴﻦ ﻏﻴﺮﻩ، ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ، ﻭﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺳﻮﻑ ﻳﺸﺠﻊ ﺍﻟﻌﺼﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﻨﺤﺮﻓﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺚ ﺑﻤﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ، ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﻌﺪﺓ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ، ﺇﺫ ﻇﻬﺮ ﺗﻤﺮﺩ ﺁﺧﺮ ﻧﺸﺄ ﻋﻦ ﻃﻠﺤﺔ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻭﻋﺎﺋﺸﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﻭﺍﺳﺘﻴﻼﺋﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﻨﺔ 36 ﻫـ ﻓﻌﺪﻝ " ﻋﻠﻰ" ﻋﻦ ﻏﺰﻭ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﺃﻋﺪ ﺍﻟﻌﺪﺓ ﻟﻠﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ﻭﺫﻫﺐ ﻣﻌﻪ ﻋﺪﺩ ﻏﻴﺮ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﺣﻴﺚ ﺩﺍﺭﺕ ﻣﻮﻗﻌﺔ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﻓﻰ ﺟﻤﺎﺩﻯ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺳﻨﺔ 36 ﻫـ ﻭﺍﻟﺘﻰ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺑﺎﻧﺘﺼﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﻃﺎﻟﺐ. ﻭﻗُﺘﻞ ﻃﻠﺤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻗُﺘﻞ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ، ﻭﻗﺪ ﻧﻮﻯ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻙ ﻓﻴﻬﺎ. ﻭﺃﻋﻴﺪﺕ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻋﺎﺋﺸﺔ - ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ - ﻣﻜﺮﻣﺔ ﻣﻌﺰﺯﺓ، ﻭﺳﺎﺭ ﻣﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﻃﺎﻟﺐ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻳﺤﻤﻴﻬﺎ ﺛﻢ ﻭﻛﻞ ﺑﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺑﻨﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ، ﻓﺄﻗﺎﻣﺖ ﺣﺘﻰ ﻣﻮﺳﻢ ﺍﻟﺤﺞ. ﺑﻮﺍﺩﺭ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ: ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﺕ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻓﻰ " ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ" ﻋﻘﺐ ﺫﻟﻚ، ﻭﺃﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺛﻢ ﻭﺟﻪ ﺃﻧﻈﺎﺭﻩ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺣﻴﺚ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻯ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺃﺑﻰ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ﻟﻪ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﺜﺄﺭ ﻋﺜﻤﺎﻥ، ﻓﺒﻌﺚ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﺪﻋﻮﻩ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﻣﻘﺘﻞ ﻋﺜﻤﺎﻥ، ﻭﻟﻤﺎ ﺗﺤﻘﻖ ﻋﻠﻰّ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺘﻪ ﻟﺪﻋﻮﺗﻪ ﻭﺗﺄﻫﺒﻪ ﻟﻠﻘﺘﺎﻝ، ﺳﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﻟﺮﺩﻋﻪ ﻭﺍﻟﺘﻘﻰ ﺑﺠﻨﺪ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﻢ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺣﻴﺚ ﺩﺍﺭﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻣﻨﺎﻭﺷﺎﺕ ﻳﺴﻴﺮﺓ ﻓﻰ ﺳﻬﻞ "ﺻﻔﻴﻦ" ﻓﻰ ﺫﻯ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﺳﻨﺔ 36 ﻫـ، ﺛﻢ ﺍﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﻘﺎﻑ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻤﺤﺮﻡ ﻃﻤﻌًﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﺼﻠﺢ، ﻭﺗﺮﺩﺩﺕ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻟﻜﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻟﻰ ﺩﻡ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ ﻭﻃﺎﻟﺐ ﺑﺜﺄﺭﻩ ﻓﺄﺻﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﻭﻫﻮ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﻃﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻊ ﻗﺘﻠﺔ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺹ ﻣﻨﻬﻢ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﻋﻠﻰ ﺃﻥَّ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻦ ﻳﺘﻢ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻬﺪﺃ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻭﺗﺴﺘﻘﺮ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻓﻰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﻭﻟﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺼﻞ ﺍﻟﻄﺮﻓﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺣﻞ ﻳﺮﺿﻰ ﻛﻼ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻋﺎﺩﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻓﻰ ﺷﻬﺮ ﺻﻔﺮ ﺳﻨﺔ 37 ﻫـ. ﻣﻮﻗﻌﺔ ﺻﻔﻴﻦ : ﻭﺍﺷﺘﻌﻠﺖ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﻴﻦ ﺃﻳﺎﻣًﺎ ﻣﺘﻮﺍﻟﻴﺔ ﻭﺯﺣﻒ ﻋﻠﻰّ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﻃﺎﻟﺐ ﺑﺠﻨﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺪ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺭﻓﻌﻮﺍ ﺍﻟﻤﺼﺎﺣﻒ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﻨﺔ ﺍﻟﺮﻣﺎﺡ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: "ﻫﺬﺍ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻨﻜﻢ " ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺍﻟﻤﺼﺎﺣﻒ ﻣﺮﻓﻮﻋﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: "ﻧﺠﻴﺐ ﺇﻟﻰ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ" ﻭﻟﻘﻴﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻗﺒﻮﻻ ﻟﺪﻯ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺟﻨﺪ " ﻋﻠﻰ" ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳُﻌﺮﻓﻮﻥ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺀ؛ ﻷﻧﻬﻢ ﻳﺠﻴﺪﻭﻥ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻓﺮﻓﻀﻮﺍ ﺍﻟﻤﻀﻰ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻭﻭﺍﻓﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻢ، ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﻣﻮﻗﻌﺔ "ﺻﻔﻴﻦ "، ﻭﺣﻞ ﻣﺤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻢ، ﻭﺍﺗﻔﻖ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﻗِﺒَﻠﻪ، ﻓﺎﺧﺘﺎﺭ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ " ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ "، ﻭﺍﺧﺘﺎﺭ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﻋﻠﻰ " ﺃﺑﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻷﺷﻌﺮﻯ "، ﻟﻜﻦ ﻓﺌﺔ ﻣﻦ ﺃﻧﺼﺎﺭﻩ ﻋﺎﺩﻭﺍ ﻭﺭﻓﻀﻮﺍ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻢ ﻓﻰ ﻗﻀﻴﺔ ﺗﺒﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ، ﻭﺧﺮﺟﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﻃﺎﻟﺐ ﻭﺭﻓﻀﻮﺍ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻣﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﻭﻋﺮﻓﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺌﺔ "ﺑﺎﻟﺨﻮﺭﺍﺝ ." ﺍﺳﺘﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﻃﺎﻟﺐ ﻓﻰ ﻗﺒﻮﻝ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻢ ﻭﺃﺭﺳﻞ ﺃﺑﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻷﺷﻌﺮﻯ، ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ ﺑﻌﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ، ﻭﺍﺗﻔﻖ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻭﻣﻌﺎﻭﻳﺔ، ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻷﻣﺮ ﺷﻮﺭﻯ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﺨﺘﺎﺭﻭﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ، ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﻋﻠﻴّﺎ ﺧﺒﺮ ﺍﻟﺤﻜﻤﻴﻦ ﺃﻧﻜﺮ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻣﺎ ﺍﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﺤﻜﻤﻴﻦ ﻧﺒﺬﺍ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﺗﺒﻊ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻫﻮﺍﻩ، ﻭﺍﺧﺘﻠﻔﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﺎﺳﺘﻌﺪﻭﺍ ﻟﻠﺴﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ، ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺤﺮﺽ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﺏ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﺍﺷﺘﺪﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺏ " ﻋﻠﻰ" ﻭﻗﺘﻠﻮﺍ ﺑﻌﻀًﺎ ﻣﻨﻬﻢ، ﻓﺠﻬَّﺰ " ﻋﻠﻰ" ﺟﻴﺸًﺎ ﻟﻤﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻭﺍﻟﺘﻘﻰ ﺑﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﻬﺮﻭﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﻣﻴﻠﻴﻦ ﻣﻦ " ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ " ﻭﻫﺰﻣﻬﻢ ﺷﺮ ﻫﺰﻳﻤﺔ ﺛﻢ ﺃﺧﺬ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﻌﺪﺓ ﻟﻤﺤﺎﺭﺑﺔ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﺎﻟﺸﺎﻡ ﺳﻨﺔ 38 ﻫـ، ﻟﻜﻦ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻭﻳُﺪﻋﻰ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻣُﻠْﺠَﻢ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻗﺘﻞ ﻋﻠﻰ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺑﺎﻟﻜﻮﻓﺔ؛ ﺣﻴﺚ ﺿﺮﺑﻪ ﺑﺴﻴﻒ ﻣﺴﻤﻮﻡ ﻓﺘﻮﻓﻰ ﻓﻰ 17 ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺳﻨﺔ 40 ﻫـ . ﻭﺑﻮﻓﺎﺗﻪ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ.
بوابة معلمى الغالى
موقع الأستاذ سامح يرحب بكم"نؤمن بالله , ونتبع نبيه محمدا " صلى الله عليه وسلم", نجل العلم والعلماء,ندعو إلى الاتحاد ونبذ الفرقة والعنف,نضىء شمعة من الحب فى طريق كل طالب وطالبة بل كل إنسان,نؤكد على أهمية الأخلاق الكريمة والسلوكيات الرشيدة,والله الموفق. »
أقسام الموقع
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
387,036
ساحة النقاش