ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻷﻣﻮﻳﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﻘﺘﻞ ﻋﻠﻰ - ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﺳﻨﺔ 40 ﻫـ ﺗﻬﻴﺄﺕ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻟﻸﻣﻮﻳﻴﻦ ﻟﻜﻰ ﻳﺒﺴﻄﻮﺍ ﺳﻠﻄﺎﻧﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. ﺣﻘّﺎ ﺇﻧﻬﻢ ﺫَﻭُﻭ ﺣﺴﺐ ﻭﻧﺴﺐ، ﻓﻬﻢ ﺳﻼﻟﺔ " ﺃﻣﻴﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺷﻤﺲ" ﺃﺣﺪ ﺳﺎﺩﺍﺕ ﻗﺮﻳﺶ ﻭﺯﻋﻤﺎﺋﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ. ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﺮﺏ ﻭﺍﻟﺪ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺃﺣﺪ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻷﻣﻮﻯ ﻭﻣﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﺳﺎﺩﺍﺕ ﻗﺮﻳﺶ، ﻭﺇﻟﻴﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﻗﻮﺍﻓﻞ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ، ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﺷﺌﻮﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ، ﻭﻟﻢ ﻳﺴﻠﻢ ﺇﻻ ﻋﻨﺪ ﻓﺘﺢ ﻣﻜﺔ، ﻭﺭﻭﻯ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺃﻧﻪ ﺃﺳﻠﻢ ﻳﻮﻡ ﻋﻤﺮﺓ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﻛﺘﻢ ﺇﺳﻼﻣﻪ ﺣﺘﻰ ﻓَﺘْﺢ ﻣﻜﺔ، ﻭﻗﺪ ﻟﻘﻰ ﺃﺑﻮﺳﻔﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ) ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﺣﻴﺚ ﺃﻋﻠﻦ ﻋﻨﺪ ﻓﺘﺢ ﻣﻜﺔ ﺃﻥ "ﻣﻦ ﺩﺧﻞ ﺩﺍﺭ ﺃﺑﻰ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻓﻬﻮ ﺁﻣﻦ ." ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ) ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻛﺎﺗﺒًﺎ ﻟﻪ، ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﻥ ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻭﻥ ﺑﺄﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻷﻣﻮﻯ، ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺑﻌﺚ ﺑﻬﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ - ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﻟﻔﺘﺢ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺳﻨﺔ 11 ﻫـ 633/ ﻡ. ﻭﻗﺪ ﺣﺎﺭﺏ ﻳﺰﻳﺪ ﻭﺗﺤﺖ ﺇﻣﺮﺗﻪ ﺃﺧﻮﻩ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻓﻰ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﻤﺮ ﻓﻠﻤﺎ ﺗﻮﻓﻰ ﻳﺰﻳﺪ ﺳﻨﺔ 18 ﻫـ/ 639 ﻡ، ﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ " ﻋﻤﺮ " ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺩﻣﺸﻖ ﻭﻋﻠﻰ ﺧﺮﺍﺟﻬﺎ، ﺛﻢ ﺟﻤﻊ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻛﻠﻬﺎ . ﻋﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ: ﻭﻟﻘﺪ ﻣﻬﺪﺕ ﺍﻷﻗﺪﺍﺭ ﻟﻤﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻓﻰ ﺃﻥ ﻳﺨﻄﻮ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻟﻜﻰ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﻣﻨﺼﺐ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ، ﻭﺑﺎﻳﻌﻪ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻰ - ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﺍﻟﺬﻯ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺧﻠﻒ ﺃﺑﺎﻩ ﻭﺻﺎﺭ ﻣﻌﻪ ﻣﺎ ﻳﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﻭﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﺃﻟﻔًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺪ، ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻄﻤﺌﻦ ﺇﻟﻰ ﻭﻻﺀ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻣﻌﻪ. ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻋﺎﻡ 41 ﻫـ 662/ ﻡ، ﻭﻫﻮ ﻋﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻷﻭﻝ، ﻷﻥ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻧﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ﺑﺎﻟﺨﻼﻓﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻣﺼﺎﺭ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﺍﻟﺮﺳﻤﻰ ﻟﻘﻴﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻷﻣﻮﻳﺔ. ﻭﻟﻘﺪ ﺭﻭﻯ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺍﺳﺘﻘﺒﻞ - ﻭﺍﻟﻠﻪ - ﺍﻟﺤﺴﻦُ ﺑﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔَ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻜﺘﺎﺋﺐ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ، ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ: ﺇﻧﻰ ﻷﺭﻯ ﻛﺘﺎﺋﺐ ﻻ ﺗﺘﻮﻟﻰ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﺘﻞ ﺃﻗﺮﺍﻧﻬﺎ . ﻓﻘﺎﻝ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺮﺟﻠﻴﻦ ﺇﻥ ﻗﺘﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﻫﺆﻻﺀ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻫﺆﻻﺀ، ﻣﻦ ﻟﻰ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻣﻦ ﻟﻰ ﺑﻀﻌﻴﻔﻬﻢ؟ ﻣﻦ ﻟﻰ ﺑﻨﺴﺎﺋﻬﻢ؟ ﻭﺑﻌﺚ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻭﺣﻘﻦ ﺩﻣﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻣﻬﻴﺄ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ، ﻓﻤﺎ ﺃﻋﺰ ﺩﻣﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻨﺪﻩ. ﻭﺗﻨﺎﺯﻝ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻟﻤﻌﺎﻭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻌﻮﺩ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺑﻌﺪﻩ ﺷﻮﺭﻯ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ . ﻭﻟﻤﺎ ﻗﺪﻡ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﻗﺎﺑﻠﻪ ﺳﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻨﻴﻒ ﻭﺍﻟﻠﻮﻡ ﻟﺘﻨﺎﺯﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ، ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﺭًﺍ ﺭﺍﺷﺪّﺍ ﻻ ﻳﺠﺪ ﻓﻰ ﺻﺪﺭﻩ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺣﺮﺟًﺎ ﺃﻭ ﻧﺪﻣًﺎ، ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺭﺟﻞ ﺍﺳﻤﻪ ﻋﺎﻣﺮ : ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﻣﺬﻝ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ. ﻗﺎﻝ: ﻻ ﺗﻘﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﺎ ﻋﺎﻣﺮ، ﻟﺴﺖ ﺑﻤﺬﻝ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ، ﻭﻟﻜﻨﻰ ﻛﺮﻫﺖ ﺃﻥ ﺃﻗﺘﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻠْﻚ . ﻭﺗﺤﻘﻘﺖ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﻨﺒﻰ ) ﻓﻰ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻳﻮﻡ ﻗﺎﻝ: " ﺇﻥ ﺍﺑﻨﻰ ﻫﺬﺍ ﺳﻴﺪ، ﻭﺳﻴﺼﻠﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﺑﻴﻦ ﻓﺌﺘﻴﻦ ﻋﻈﻴﻤﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ." ] ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ
بوابة معلمى الغالى
موقع الأستاذ سامح يرحب بكم"نؤمن بالله , ونتبع نبيه محمدا " صلى الله عليه وسلم", نجل العلم والعلماء,ندعو إلى الاتحاد ونبذ الفرقة والعنف,نضىء شمعة من الحب فى طريق كل طالب وطالبة بل كل إنسان,نؤكد على أهمية الأخلاق الكريمة والسلوكيات الرشيدة,والله الموفق. »
أقسام الموقع
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
388,143
ساحة النقاش