ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ 23) - 35 ﻫـ / -643 655ﻡ ( ﺟﻌﻞ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ - ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻗﺒﻞ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺷﻮﺭﻯ ﻓﻲ ﺳﺘﺔ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ، ﻫﻢ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ، ﻭﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﻃﺎﻟﺐ، ﻭﻃﻠﺤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ، ﻭﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻮﻑ، ﻭﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﻭﻗﺎﺹ - ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ- ، ﻭﺟﻌﻞ ﺍﺑﻨﻪ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﺸﻴﺮًﺍ ﻭﻻ ﻳﺤﻖ ﻟﻬﻢ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻩ، ﻭﻗﺪ ﻭﻗﻊ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ ﺳﻨﺔ 24 ﻫـ ﻟﺘﻮﻟﻰ ﺧﻼﻓﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ. ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺃ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻋﻬﺪﻩ ﺑﺄﻥ ﻛﺘﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻻﺓ ﻭﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺨﺮﺍﺝ ﻳﻨﺼﺤﻬﻢ ﺑﺎﻟﺴﻴﺮ ﻓﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺯﺍﺩ ﻓﻰ ﺃﻋﻄﻴﺎﺕ ﺟﻴﺸﻪ. ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ: ﻋﻤﻞ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻃﻴﺪ ﻧﻔﻮﺫ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻢ ﻓﺘﺤﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، ﻛﻤﺎ ﻧﺠﺢ ﻭﻻﺗﻪ ﻓﻰ ﺿﻢ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﺣﻮﺯﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻓﻔﻰ ﺳﻨﺔ 24 ﻫـ، ﺟﺮﻯ ﻏﺰﻭ "ﺃﺫﺭﺑﻴﺠﺎﻥ " ﻭ "ﺃﺭﻣﻴﻨﻴﺔ " ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻣﺘﻨﻊ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻋﻦ ﺩﻓﻊ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﺻﺎﻟﺤﻮﺍ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻓﻰ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺻﻞ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻟﺼﺪ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺤﺮﻛﺖ ﻟﻐﺰﻭ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻓﺄﺭﺳﻞ ﺟﻴﺸًﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺭﺑﻴﻌﺔ ﺍﻟﺒﺎﻫﻠﻰ ﻓﻰ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺁﻻﻑ ﺭﺟﻞ، ﻭﺗﻮﻟﻰ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺣﺒﻴﺐ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﺍﻟﻔﻬﺮﻯ، ﻓﺸﻨﻮﺍ ﺍﻟﻐﺎﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻭﻡ، ﻭﺃﻭﻗﻌﻮﺍ ﺑﻬﻢ، ﻭﺗﻮﺍﻟﺖ ﺍﻟﻔﺘﻮﺣﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻓﻌﺎﻭﺩ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻏﺰﻭ ﺍﻟﺮﻭﻡ، ﻭﺗﻮﻏﻞ ﻓﻰ ﺃﺭﺿﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ " ﻋﻤﻮﺭﻳﺔ "، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻳﻬﺪﻑ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺷﻐﻞ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﺑﺎﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﻤﺘﺎﺧﻤﺔ ﻟﻠﻘﺴﻄﻨﻄﻴﻨﻴﺔ ﻓﻴﺴﻬﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺘﺢ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﻼﻉ ﻭﺣﺼﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﻞ ﺍﻟﺸﺎﻡ، ﻭﻗﺪ ﻧﺠﺢ ﻓﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﻔﺘﺢ ﻗﻨﺴﺮﻳﻦ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ . ﻭﻓﻰ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺑﻠﻎ "ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ" ﺃﺭﺽ ﻛﺎﺑﻞ ) ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ .( ﻭﻓﻰ ﺳﻨﺔ 27 ﻫـ ﺟﻬﺰ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺟﻴﺸًﺎ ﻟﻔﺘﺢ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ) ﺗﻮﻧﺲ ﺣﺎﻟﻴّﺎ ( ﻭﻓﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻰ ﺃﻣﺪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺑﻘﻮﺍﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻓﻰ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻛﻌﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ، ﻭﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻭﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ، ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺪ ﻋﺮﻓﻮﺍ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﻟﺔ. ﻭﺍﻧﺘﺼﺮ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻰ ﻭﺳﻤﻴﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺑﻐﺰﻭﺓ "ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﻟﺔ " ، ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻰ ﺟُﺮْﺟﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ، ﻭﺍﺳﺘﻮﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺗﻮﻧﺲ ﺳﻨﺔ 27 ﻫـ. ﻭﻓﻰ ﺳﻨﺔ 28 ﻫـ ﻋﻤﻞ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻨﻮﺍﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻸﺳﻄﻮﻝ ﺍﻹﺳﻼﻣﻰ، ﻓﺎﺳﺘﺄﺫﻥ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻓﻰ ﺫﻟﻚ، ﻓﺄﺫﻥ ﻟﻪ ﻓﺒﺪﺃ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﻄﻮﻝ، ﻛﺬﻟﻚ ﺳﻠﻚ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻚ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﺳﺮﺡ ﻭﺍﻟﻰ ﻣﺼﺮ، ﻭﻟﻤﺎ ﺃﺗﻢ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺗﺠﻬﻴﺰ ﺃﻭﻝ ﺃﺳﻄﻮﻝ ﺇﺳﻼﻣﻰ ﺍﺗﺠﻪ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﻏﺰﻭ ﻗﺒﺮﺹ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺪ ﻣﺤﻄﺔ ﺗﻤﻮﻳﻦ ﻟﻸﺳﻄﻮﻝ ﺍﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻰ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻯ ﺍﻋﺘﺎﺩ ﻣﻬﺎﺟﻤﺔ ﺍﻟﺸﻮﺍﻃﺊ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻭﺗﻢ ﻟﻤﻌﺎﻭﻳﺔ ﻓﺘﺤﻬﺎ ﺳﻨﺔ 28 ﻫـ. ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﻮﺍﺭﻯ: ﻭﻟﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﻫﺮﻗﻞ ﺇﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﺧﺒﺮ ﺍﺳﺘﻴﻼﺀ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺑﻼﺩﻩ ﻓﻰ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺟﻬﺰ ﺃﺳﻄﻮﻻً ﻛﺒﻴﺮًﺍ ﻣﺆﻟﻔﺎ ﻣﻦ 600 ﻣﺮﻛﺐ، ﻭﺍﺗﺠﻪ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺴﻄﻨﻄﻴﻨﻴﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺇﻟﻰ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺗﻮﻧﺲ ﻫﺎﺩﻓًﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ، ﻓﺨﺮﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺳﻄﻮﻝ ﺍﻹﺳﻼﻣﻰ ﺑﺸﻘﻴﻪ ﺍﻟﺸﺎﻣﻰ ﻭﺍﻟﻤﺼﺮﻯ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﺳﺮﺡ، ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﺍ ﺑﻤﺮﺍﻛﺐ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺷﻮﺍﻃﺊ "ﻛﻴﻠﻴﻜﻴﺎ " ﻓﺎﻧﻬﺰﻡ ﺍﻷﺳﻄﻮﻝ ﺍﻟﺮﻭﻣﻰ، ﻭﻓﺮ ﻗﺎﺋﺪﻩ ﺑﻤﺎ ﺑﻘﻰ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﻛﺒﻪ ﻓﻰ ﻣﻮﻗﻌﺔ "ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﻮﺍﺭﻯ " ﺳﻨﺔ 31 ﻫـ . ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻔﺘﻮﺣﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻭﺍﺳﻌﺔ ﺇﺫ ﺃﺿﺎﻓﺖ ﺑﻼﺩًﺍ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻓﻰ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻭﻗﺒﺮﺹ ﻭﺃﺭﻣﻴﻨﻴﺎ، ﻭﺃﺟﺒﺮﺕ ﻣﻦ ﻧﻘﺾ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻠﺢ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻰ ﻓﺎﺭﺱ ﻭﺧﺮﺍﺳﺎﻥ ﻭﺑﺎﺏ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ . ﻭﺿﻤﺖ ﻓﺘﻮﺣﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻓﻰ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺴﻨﺪ ﻭﻛﺎﺑﻞ ﻭﻓﺮﻏﺎﻧﺔ، ﻭﺭﻏﻢ ﻫﺬﺍ ﻓﻘﺪ ﺣﺪﺛﺖ ﻓﺘﻨﺔ ﻓﻰ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﻋﻬﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ، ﻓﻘﺪ ﺍﺗﻬﻤﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻘﺮﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻨﻰ ﺃﻣﻴﺔ ﻭﻳﺴﺘﺸﻴﺮﻫﻢ ﻓﻰ ﺃﻣﻮﺭﻩ، ﻭﻳﺴﻨﺪ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﺍﻟﻬﺎﻣﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﻭﻇﻬﺮﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﺻﺎﺭﺕ ﺗﺒﺚ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺴﺨﻂ ﻭﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ﻓﻰ ﻧﻔﻮﺱ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻗﺎﻡ ﺑﻪ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺳﺒﺄ )ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺑﺎﺑﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ( ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻬﻮﺩﻳّﺎ ﻳُﻈﻬﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﺣﻴﺚ ﺗﻨَّﻘﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﺤﺎﻭﻻ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺿﺪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ، ﻭﻟﻢ ﻳﻤﺾِ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ ﺣﺘﻰ ﺃﻗﺒﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻰ ﺷﻮﺍﻝ ﺳﻨﺔ 35 ﻫـ ﻭﻓﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻦ ﻓﻰ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﻭﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﻭﻣﻌﻬﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﺰﻝ ﺍﻟﻮﻻﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺳﺎﺀﻭﺍ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﻣﺎﺯﺍﻟﻮﺍ ﺑﺎﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺣﺘﻰ ﻗﺒﻞ ﺑﻌﺾ ﻣﻄﺎﻟﺒﻬﻢ، ﻭﺳﺎﻓﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﺛﻢ ﻣﺎﻟﺒﺜﻮﺍ ﺃﻥ ﻋﺎﺩﻭﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻓﻰ ﻳﺪﻫﻢ ﻛﺘﺎﺏ ﺑﺨﺘﻢ ﻋﺜﻤﺎﻥ، ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇﻧﻬﻢ ﻭﺟﺪﻭﻩ ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻭﻻﺗﻪ ﻳﺄﻣﺮ ﻓﻴﻪ ﺑﺤﺒﺴﻬﻢ ﻭﺗﻌﺬﻳﺒﻬﻢ، ﻓﺤﻠﻒ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﺘﺐ ﺫﻟﻚ، ﺛﻢ ﺯﻋﻢ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺑﺨﻂ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻄﻠﺒﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺟﻪ ﻟﻬﻢ ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺒﻞ ﻟﻜﺬﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻋﻢ ﻭﻟﺨﺸﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﻠﻮﻩ ﻇﻠﻤًﺎ، ﻓﺎﺷﺘﺪﺕ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻭﺣﺮَّﺽ ﺍﻟﻤﺤﺮﺿﻮﻥ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ، ﻭﺿﺮﺏ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮﻭﻥ ﺣﺼﺎﺭًﺍ ﺣﻮﻝ ﺩﺍﺭ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ، ﻭﻟﻤﺎ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻭﻻﺓ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻓﻰ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻋﺪﻭﺍ ﺍﻟﺠﻨﺪ ﻹﺭﺳﺎﻟﻬﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﺷﺪﺩﻭﺍ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥ، ﻭﺃﺳﺎﺀﻭﺍ ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻪ، ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻤﺮﻭﺍ ﻓﻰ ﻣﺤﺎﺻﺮﺗﻪ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻳﻮﻣًﺎ، ﻫﺠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻭﻗﺘﻠﻮﻩ، ﻓﻘﺘﻞ ﻣﻈﻠﻮﻣًﺎ - ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻓﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺫﻯ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﺳﻨﺔ35 ﻫـ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﻳﻮﻧﻴﻪ ﺳﻨﺔ 656ﻡ، ﻭﻓُﺘِﺢَ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﺎﺏ ﻋﻈﻴﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻭﺍﻻﺑﺘﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ.
بوابة معلمى الغالى
موقع الأستاذ سامح يرحب بكم"نؤمن بالله , ونتبع نبيه محمدا " صلى الله عليه وسلم", نجل العلم والعلماء,ندعو إلى الاتحاد ونبذ الفرقة والعنف,نضىء شمعة من الحب فى طريق كل طالب وطالبة بل كل إنسان,نؤكد على أهمية الأخلاق الكريمة والسلوكيات الرشيدة,والله الموفق. »
أقسام الموقع
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
386,994
ساحة النقاش