من أجلك

خدمة وتنمية المرأة والأسرة العربية .

كتب: د. أحمد بشر

عقد المقارنة بينك وبين الأخرين على مواقع الشبكات الإجتماعية تؤدى إلى الإكتئاب والغيرة. لا أحد يزور مواقع الشبكات الإجتماعية يستطيع مقاومة إغراء التطفل على أصدقائه ومعارفهم وتحديثات صفحاتهم وصورهم أو أن يمنع نفسه من أن يسأل أيضا، فقد إخترعت مواقع الشبكات الإجتماعية لهذه الأغراض، لتبادل الأفكار والمعلومات عن الحياة وعرض صور من حياة المرء، حسنا ليس هناك ضرر في ذلك، ولكن المشكلة تبدأ عندما تعقدين مقارنة باستمرار بينك وبين الأخرين، أو بين حياتك وحياة الأخرين ويبدأ الشعور بالحزن والاكتئاب.
على سبيل المثال شاب عمرة 25 عاما يرى الصور والتحديثات من أصدقائه عبر الإنترنت. "أرى صورا لأصدقائى ومعارفى والحفلات في أماكن تناول الطعام في الخارج وأرى منازلهم والممتلكات الثمينة والأجازات مع أصدقائهن أو صديقاتهم يلهون فى كل وقت وأنا لا يمكننى أن أحظى بمثل هذه الحياة المثيرة نظرا لأنه لا يتوفر لدى حياة إجتماعية بسبب ساعات العمل الطويلة وأنا لست غنى لأحظى بأنشطة مماثلة ".
البشر بطبيعتهم التلصص:
يقول الدكتور ميلان بالاكريشنان إستشارى الطب النفسى "لقد أحدثت ثورة الغرائز لدينا التلصص من خلال مواقع الشبكات الإجتماعية حيث يمكن للناس أومجهول الدخول لمعرفة ما يجرى فى حياة أصدقائه ومعارفه دون الإضطرار لتعريف نفسه مما أدى إلى ما يسمى الأن إستراق النظر الإجتماعى الشامل ". وهو ما يفسر أيضا أن هذه الظاهرة شائعة بين أولئك الذين يعانون من نقص فى الثقة وهم الذين يريدون أن يعرفوا عن الآخرين دون الكشف عن معلومات عن أنفسهم، ويغذى فضولهم عن الناس ويسعون بإستمرار لمعرفة المزيد.
تداعيات المقارنة:
حقيقة أنك تنغمسين فى المقارنة يعنى أنك لست سعيدة فى حياتك "إذا كان تلك هى عقليتك، فإنك لا بد أن تكونى عاطفيا غير سعيدة، المقارنة تعنى عدم قبول الذات. البحث دائما لمعرفة من هو أفضل وأكثر ذكاء وأكثر ثراء قد يؤدى إلى كراهية الذات والإشمئزاز والشعور بالإكتئاب وتؤدى إلى السلوك الإنهزامى.
تجنب الوقوع فى الفخ:
كلما قللت توجيه اللوم لنفسك  كلما كنت أقل ميلا للمقارنة لأنك بإختصار راضية عن نفسك. من يهتم إذا ما كان هناك آخر يشعر بالسلام مع نفسه ومع ما لديه. بالتأكيد الناس دائما لديها أشياء مختلفة عنك، فمثلا تذهب إلى أماكن قد لا تكونى أنت قادرة على الذهاب إليها، أولديها الأشياء التي تحلمين بها. العمل على قبول الذات والتعاون مع نفسك لتكون لك. تذكرى دائما أن لا أحد أهم من نفسك، وإذا كنت لا تشعرين بالرضا عن نفسك فإنه لا أحد يستطيع أن يجعلك تشعرين بذلك.
إتبع هذه الخطوات التى قد تحميك من خطر الوقوع فى مقارنة نفسك مع الأخرين:
-    حددى وقتك الذى سوف تقضية على مواقع الشبكات الإجتماعية.
-    ذكرى نفسك أن كل شخص بما فيهم أنت لديك طابع خاص وشخصية مستقلة، ولك مهاراتك وتكوينك الشخصى وصفاتك الفريدة والمختلفة عن الأخرين.
-    قارنى نفسك بنفسك فقط، وحاولى تحسينها عن طريق تحديد أهداف معينة ومتابعة مدى تحقيق هذه الأهداف.
-    كونى على علم بأفكارك وإعتقاداتك وحاولى تصحيح وتحسين هذه الآراء والأفكار.
-    اشغلى نفسك عن طريق الإنغماس فى الأنشطة التى تحبينها، عندما تجدين نفسك ستبدأ فى المقارنة.
-    إكتبى آرائك وأفكارك السلبية أو شاركيها مع صديق مخلص.
-    إسألى نفسك "ما هو حجم مشكلتك الحقيقى مقارنة بحجم مشاكل الأخرين الذين يعانون من مشاكل مشابهة من حولك؟"
-    إذا لم تستطعى التغلب على مقارنة نفسك بالآخرين على مواقع الشبكات الإجتماعية بعد إتباع كل ما سبق فعليك بإزالة حسابك الشخصى.

المصدر: د. أحمد بشر - مجلة من أجلك

ساحة النقاش

من أجلك

menaglec
من أجل تنمية المرأة والأسرة العربية ومشاركتها اهتماماتها المختلفة. »

ابحث

تسجيل الدخول