ذكرياتي مع عبدالله بن سعيدان باقية في ضميري(<!--)
سلام على الدنيا سلامُ مودع *** وارحل فقد نوديت بالترحال
الموت يفرق من نحب اجتماعه، ومن نأنس بوجوده وحضوره، ولكنها الدنيا لا يدوم لها سرور، تنقضي أيام ساكنيها ما بين أفراح وأتراح، وحلاوة ومرارة حتى يؤذن لأصحابها بالرحيل الأبدي إلى الدار الآخرة، فمنذ فترة من الزمن أي في 10/5/1415هـ انتقل إلى جوار ربه الرجل العصامي عبدالله بن ابراهيم بن سعيدان بعد أن قضى شطراً من عمره مكافحا في طلب المعيشة والكسب الحلال، محاولا سد حاجاته وإبعاد شبح الفقر عنه وعن أسرته، واستمر يكد ويكدح ليلاً ونهاراً في طلب الرزق مرورا بالعمل الوظيفي كمراسل بأول مدرسة ابتدائية افتتحت بحريملاء عام 1369هـ مع العمل خارج الدوام، وفي الإجازات بأعمال حرفية في تشييد المباني بالطين والحجارة، وطلاء الغرف داخل البيوت بالجص والإسمنت، وقد اشتهر -رحمه الله – بالإخلاص وإتقان العمل والصدق في تعامله مع الاَخرين، فما كان من أبناء عمه وفي طليعتهم الشيخ حمد بن محمد بن سعيدان إلا أن كتب لي رسالة خطية – ما زلت محتفظاً بها – تتضمن طلب السماح له بأن يتوجه لهم بالرياض لمدة وجيزة – مع تأمين من يقوم بعمله في تلك الفترة القصيرة وقت طفرة البيع والشراء للأراضي في شمال الرياض لأجل أن يعمل ترسيما وتحديدا بالبلوك والإسمنت لتلك المخططات الواسعة العقارية التي تخص شركتهم مع الشيخيين الكريمين محمد بن ناصر الجماز، وعبدالله بن ابراهيم الراشد – رحمه الله – المسماة "مؤسسة بدر العقارية" التي تعتبر من كبريات المؤسسات العقارية، فأعطوه أو أشركوه بدل أعماله وأتعابه قطعا كبيرة جدا من تلك الأراضي البعيدة عن وسط المدينة بمسافات شاسعة رخيصة الثمن، فكانوا سببا سريعا ومباركا في ثرائه، حيث تحسنت أسعارها في مدة قصيرة، فأصبح في مصاف الأثرياء عقاريا، فأبناء عمه وشريكاهما كلهم خير وبركة، ولله در قول الشاعر حيث يقول:
مابين غمضة عين وانتباهتها *** يغير الله من حال إلى حال
وكان -رحمه الله – كلما يقابلني يقبل ما بين عيني بالقوة قائلاً: أنت سبب تجارتي، فأرد عليه: هذا من فضل الله عليك ثم من أسباب صدقك وإخلاصك في أداء أعمالك. وكان محبوبا ومعرضا عن مساوئ الناس لا يتدخل في شؤون أحد منهم، ورغم أنه لم يأخذ قسطا من العلوم بالدراسة الليلية، فتعليمه محدود جدا إلا أنه سريع البديهة، ويحسن الرد السريع المسكت، يقال إن شخصاً قال له في جمع من الحضور بعدما تحسنت حاله المادية مستكثراً نعمة الله عليه: نسيت يا "عبيد" أيام كنت تشتغل بالطين، وبالأعمال الحرفية فقال على الفور: ما نسيت، ولا نسيتك وأنت تطوف "بمخرفك" أي الزنبيل على بعض الفلاحين في مواسم جذاذ النخيل علهم يمنحوك شيئا من التمر يسد رمقك وجوعك، وكأنه يردد قول الأستاذ الشاعر علي الجندي:
وكن بلبلا تحلو الحياة بسجعه *** ولا تك مثل البوم ينعب بالردى
فخجل ذاك الرجل، وعجب من سرعة بديهته ورده اللاذع الحار، ويقال إن أبا إبراهيم – رحمه الله – بعدما أفاء الله عليه بالخير العميم أخذ يمنح قطعا كثيرة من الأراضي في أحد الأرياف المتاخمة لمدينة الرياض بعض الأسر المحتاجه والمساكين، وذوي الحاجات، ابتغاء مرضاة الله المنعم عليه بفضله وكرمه، ورجاء المثوبة يوم الحساب، وكان – يرحمه الله – حسن السيرة والأخلاق أثناء عمله معنا ومع زملائه بالمدرسة، وكان من لطفه أثناء التعقيب على بعض التلاميذ في مزارعهم، وفي بيوتهم لإحضارهم إلى المدرسة أنه يردفهم ويحملهم على الدراجة "السيكل" الذي فرح بتأميننا له ليختصر المسافات بين المدرسة وبعض المزارع النائية فلم تلبث تلك الفرحة طويلاً حيث إن أحد المعلمين المكنى بأبي طارق – رحمه الله – استعاره منه ليذهب به في مشوار قصير فقضى عليه تماما في أثناء سيره بأرض رمليه لثقل جسمه، وعدم إتقانه القيادة ! ، فتأثر عبدالله لذلك كثيراً قائلاً: وما آفة إعارة الأشياء إلا خرابها، ولم يعد صالحاً للاستعمال حيث لا يوجد ورش لإصلاحه في تلك الحقبة الزمنية، وهذا جزء من الذكريات معه ومع (أبو طارق) رحمهما الله. ومن الأشياء اللطيفة التي تدل على حسن تصرفه أنه في أثناء قيام بعض المعلمين برحلة في غابات شعيب حريملاء في ليلة من أبرد ليالي الشتاء، فما كان منه عندما فكر في النوم ولم يكن معه فراش ولا بطانيات يلتحف بها إلا أن عمد إلى مشب النار فأطفأ الجمر بالماء، وبقي مكانه دافئا، ثم أحضر قطعا من أكياس الخيش فوضعها مكان المشب ثم نام نوما هانئا ملتحفا بما تيسر له من لحاف، فتصرفه هذا وقاه من شدة البرد القارس، فالذكريات الجميلة مع (أبو ابراهيم) لا تنس أبد الليالي – رحمه الله – فالداعي لكتابة هذه الأسطر عن سيرته وعن أعماله الخيرية أن إحدى بناته الأستاذة جواهر (أم يزيد) ترغب في إعداد كتاب عن سيرة والدها الراحل، فهي تعلم أنه قد عمل معنا بالمدرسة وبمعهد المعلمين بحريملاء، وتود مشاركتنا لها في ذلك مع ذكر طرف من ذكرياته معنا، فهذه العجالة تعد ضربا من الوفاء معه جعله الله من الآمنيين يوم القيامة.
عبدالله بن محمد المشعل وذكريات الطفولة(<!--)
وكل خليل يُخلِق النأي حبه *** وحبك مايزداد إلا تجددا
كل الذكريات قد تمكث في طوايا النفس وفي خلجاتها فترة من الزمن، ثم ما تلبث أن تنمحي من صفحاتها شيئا فشيئا إلا ذكريات الطفولة وأيامها ولياليها الجميلة، وما يتخللها من سويعات لهو ومرح، فإنها ستظل خالدة في أرجائها مدى العمر. فأبو مشعل:عبدالله بن محمد بن عبدالله المشعل صديق ود، وزميل صغر بإحدى مدارس الكتاب لتعلم الخط والإملاء وتلاوة القرآن الكريم وحفظ ماتيسر من سوره وآياته الكريمة عن ظهر قلب على يد المعلم (المطوع) ، فله مكانة غالية بأقصى قلبي وبين جوانحي، فكم عشنا متجاورين على تلك المقاعد الطينية، وأحيانا نفترش الأرض بداخل المسجد المجاور لتلك الأرض الفضاء التي قضينا فيها أحلى أيامنا، التي تحيط بجوانبها أسوار عالية وبقايا قلاع وأبراج، وبعض الدور السكنية الواقعة على حافات ذاك المكان الذي نتفيأ ظلاله صيفا فننتقل من جانب لآخر اتقاء حرارة الشمس ووهج سمومها، والابتعاد عن صقيع الأرض ولوافح الهواء البارد، لأن معظم الطلاب في تلك الحقبة الزمنية لايملك ولايلبس سوى ثوب أو ثوبين في الغالب من الثياب السميكة تلبس صيفا وشتاءا يسمى ثوب (مريكاني) ولانسمع اسمًا للفنايل ولا السراويل إلا نادرا لشح الموارد وقلة العملة الفضية والذهبية آنذاك، ومع ذلك كله مشت أمورالناس وأحوالهم بيسر وسهولة ولم يحسوا بقسوة الحياة ومتاعبها، وكان التعاون بين المواطنين سائدا يتعاونون في إقامة مساكنهم وفي شؤون فلائحهم ومزارعهم بدون مقابل سوى مايقدم لهم من وجبات الطعام، فالحمد الله الذي غير من حال الفقر إلى حال غنى ورفاهية، فما أحلى أيام الصغر على أي حال والشمل جامع لنا، فحياتنا مع صديق العمر (أبو مشعل) استمرت حتى غيبته عنا أطباق الثرى حميدة أيامه ولياليه – رحمه الله -، وقد تخلل تلك الأيام والسنين رتل طويل من الذكريات الحبيبة إلى قلوبنا معه، فكنت أقضي معه الساعات الطوال في تلاوة القرآن الكريم والتنافس في الحفظ خارج مكان الدراسة، وإذا دب الملل في نفوسنا عمدنا إلى مزاولة بعض الألعاب الشعبية المألوفة لدينا من خامات البيئة، فإن لم يتيسر شيء من تلك الألعاب ملنا إلى المصارعة والمطارحات الحبيبة إلى نفوسنا لاختبار عضلاتنا الجسمية فنجد في ذلك متعة وحلاوة الانتصار، وهذه طبيعة جيلنا في ذاك الزمن، وعندما كبرنا استبدلناها بمزاولة أنواع من الهوايات الأخرى كالجري والتسابق مسافات معينة، كذلك نتمارى في إصابة الأهداف في الرماية مستخدمين البنادق القديمة مثل (المقمع والفتيل) ولاسيما في أيام الأعياد، وأنشطة أخرى كالسباحة في البرك وفي مواسم الأمطار بمسارب الأودية وبعض الحفر متوسطة العمق وهكذا نقضي ساعات الفراغ، أما الآن فقد ذهب بساعات الشباب وأوقاته ولم يبق منها سوى رنين الذكريات.
ألا ليت ريعان الشباب جديدُ *** ودهر تولى (يا صحابي) يعودُ !
وهكذا حياتنا الأولى نقضيها بين جد ومرح، وبعد ما بلغ (أبو مشعل) سن الخامسة عشرة تقريبا رحل إلى مدينة الرياض، ثم إلى ضرماء برفقة عمه سليمان بن عبدالعزيز المشعل المشرف على نخيل ومزارع أحد الأمراء هناك، حيث وكل إليه إحضار بعض متطلبات البيت اليومية من محلات البيع والشراء بسوق البلد لثقته التامة بأمانته وفهمه للأشياء رغم حداثة سنه، وبعد مضي سبع سنوات تقريبا طلبه العم عبدالرحمن بن سليمان المشعل المسؤول عن إدارة وقف الإمام عبدالرحمن بن فيصل آل سعود بالخرج في نخيل ومزارع السهباء رحبة الجوانب، ولجلب المياه عبر قنوات الري من عيون الخرج لسقايتها، فأعجب به العم عبدالرحمن على نشاطه وإتقانة العمل المستمر، فزوجه إحدى بناته طمعا في أخلاقه واستقامته وأمانته، وترغيبا ليستمر لديهم في إدارة أعماله فتم له الزواج المبارك، فمكث لديهم برهة من الزمن، ثم انتقل إلى الرياض ليكون على مقربة من والديه فعمل في متجر ابن عمه عبدالرحمن بن عبدالعزيز المشعل أحد تجار الرياض آنذاك، فاستغل فرصة وجود المدرسة الليلية فالتحق بها حتى نال الشهادة التي أهلته إلى تعيينه برئاسة تعليم البنات مدة طويلة حتى انتقل إلى دار المقام في 15/2/1418هـ، وكان محبا لتسريح النظر في بطون الكتب ودواوين الشعر مما أثرى حصيلته الأدبية والشعرية، ويعتبر من شعراء المناسبات – المقلين – ولكن شعره جيد ومؤثر ولاسيما في باب الرثاء، وخشية الإطالة في سرد شيء عن كفاحه وعن حياته نكتفي بما تيسر والعزاء في ذلك كله أنه ترك سمعة طيبة وذكرا حسنا، وخلف ذرية صالحة بنين وبنات منهم الدكتور مشعل استشاري القلب والباطنة والمهندسين عبدالإله وأحمد وشقيقاتهم الفضليات، ولئن غاب أبو مشعل عن نواظرنا فإن ذكره الطيب وذكرياتنا معه باقية وماكثة في خواطرنا مدى الأيام، تغمده الله بواسع رحمته.
رحمك الله يا أم عبدالرحمن(<!--)
(سارة بنت محمد بن ناصر العمراني رحمها الله)
تعز فلا إلفين بالعيش متعا *** ولكن لوراد المنون تتابعا
صفاء الدنيا قليل وأكدارها كثيرة، يتعاقبان على بني البشر، وهذه حال الدنيا وأهلها منذ أن خلقهم وأوجدهم رب العباد؛ يسيرون على أديم هذه الأرض والتقلب في مناكبها سعيا في طلب معايشهم، وقضاء حوائجهم، وتسريح نواظرهم في آفاقها، والتأمل في ملكوت السموات والارضين ليزداد إيمان من كتبت له الهداية وحسن الختام، وفي النهاية يتعقبهم هادم اللذات ليرحلوا إلى عالم الأموات جماعات وفرادى أجيال بعد أجيال إلى يوم النشور يوم يبعث الله جميع الخلائق للمناقشات والحساب، فمنهم شقي وسعيد، فآجالهم مغطاة في ضمير الغيب لا يعلمها إلا خالقهم خالق السموات والأرضين.
ففي الصباح الباكر من يوم الأربعاء 4/7/1431هـ لحقت أم عبدالرحمن ببعلها شقيقي الأخ ناصر الذي سبقها إلى مراقد الراحلين منذ وقت قريب. رحمهما الله ليتزامن شروق وطلوع شمس ذاك اليوم على أرجاء الكون الفسيح مع طلوع روح زوجة أخي سارة بنت محمد بن ناصر العمراني، ومغادرتها جسمها الطاهر بعد معاناة طويلة الأمد مع عدد من الأمراض المتنوعة -تغمدها الله بواسع رحمته -ولقد انطفأت شمعة مضيئة في أرجاء منزلها، فعلت أصوات الأطفال حزنا وتأسفا على فراقها وبعدها عنهم، وعم الحزن والبكاء أبناءها وبناتها، وأخواتها وإخوانها، بل ومحبيها لمكانتها العالية في قلوبهم وبين جوانحهم، ولقد عاشت ابنة خالتي في بيئة صالحة تزرع الود والوئام بين الأسر والأقارب، والعطف على الأطفال والأيتام والأرامل، والتواصل بين الأرحام والأقارب والجيران، كما كان لرحيل زوجها وغيابه عن ناظريها بالغ الحزن والأسى ساورها طيلة فقدها له حتى لحقت به – كما أسلفنا – ولقد أجاد الشاعر حيث يقول:
فكل قرينة لابد يوما *** سيشعب إلفها عنها شعوب
ولقد خلَّفت ذرية صالحة محبة للبذل في أوجه البر والإحسان، بنين وبنات تجدد ذكر والديهما بحسن التعامل مع أسرهم ومع بني وطنهم، وبإخلاص الأبناء في أداء رسالتهم العملية والوظيفية التي تسنَّموها عن مقدرة، وما من شك أن القدوة الحسنة والتربية الصالحة للأبناء والبنات تؤتي ثمارها يانعة وتأخذ بأيديهما الى بر الأمان والفلاح ليكونا لبنات صالحة في بناء مجتمعاتهم، كما لا أنسى أفضال أم عبدالرحمن ورعايتها لخالتها والدتي لطيفة بنت عبدالرحمن العمراني -رحمها الله -حيث استأذنت هي وشقيقي الأخ ناصر مني ومن عقيلتي أم محمد بأخذها إلى منزلهما بالرياض لتكون على مقربة من المصحات المتخصصة عند اللزوم، ولتقوم بخدمتها ورعايتها في آخر حياتها داخل المنزل، من غير تقصير من زوجتي أم محمد التي ظلت تخدمها منذ تربعها على عش الزوجية بمنزلنا في حريملاء أعواماً مديدة متعها الله بالصحة والعافية فهي بجانب رعايتها أي -أم عبدالرحمن – تقدم لها بعض الأدوية الشعبية مأمونة العاقبة، وقد اشتهرت -رحمها الله -في الأوساط العائلية ولدى جيرانها بالمهارة في الطب الشعبي الذي ورثته هي وبعض إخوتها وأخواتها من والدها الشيخ محمد بن ناصر العمراني الشهير بطب العيون وبعض الأمراض التي قد تستعصي على مهرة الأطباء! ، ومن الطريف أنه قد ذهب بـ (أبوناصر) الى الولايات المتحدة لكي يكوي بالنار شخصا من علية القوم حينما حار بعض أطباء ولاية بوستن الأمريكية، وعندما عاد ذاك الشخص الحبيب قابلته في مناسبة من المناسبات فسألته: هل استفدت من كي أبوناصر العمراني فأجاب : استفدت كثيرا، وعاش بعد ذلك مدة طويلة، رحم الله الجميع، ولقد جرنا الحديث الى التطرق للطب الشعبي ليعلم أنه رافد قوي للطب الحديث، ولاسيما في بعض الأمراض كمرض العيون، والعنكبوت، وما تسمى (الحبة أو النفرة) في عرف أهل نجد، وهي تنشأ في أحد أجزاء الرأس داخل الأذن أو الحنجرة أو الخياشيم، وتنتهي غالبا بالوفاة إذا لم يٌبادر بكي صاحبها في مجمع عروق الرقبة الملاصقة للرأس مع التقيد بالحمية التي ينصح ويوصي بها الطبيب الشعبي، ولقد عانت أم عبدالرحمن من الأمراض ما الله به عليم، حيث ترددت على كثير من المصحات والعيادات الطبية عل الله يمنحها فسحة في عمرها، ولكن المقدر لها في اللوح المحفوظ من أيام الدنيا قد انتهى تماما الساعة السادسة والنصف من صباح يوم الأربعاء 4/7/1431هـ حيث فرت روحها الطاهرة إلى بارئها، وقد أجاد الشاعر حيث يقول:
وإذا المنية أنشبت أظفارها *** ألفيت كل (وسيلة) لاتنفع
ومما آلمني وزاد تراكم الأحزان في نفسي وعلى قلبي ماشهدته من تأثر شديد في أبنائها، وبكاء مر من بنياتها في أثناء تعزيتهن ومواساتهن، ولك أن تتصور حالهم جميعا وما بداخلهم من لوعات الفراق حينما يتوالى دخولهم ذلك المحضن الذي ألفوه وقضوا فيه أحلى أيامهم وذكرياتهم، وقد خلا من أنيسه ونوره (والديهم) كان الله في عونهم.
ووحشته حتى كأن لم يكن به *** أنيس ولم تحسن لعين مناظره
تغمدها الله بواسع رحمته وألهم ذويها وأبناءها وبناتها وإخوتها وأخواتها ومحبيها الصبر والسلوان (إنا لله وإنا إليه راجعون).
<!--[if !supportFootnotes]--><!--[endif]-->
(<!--) نشرت في صحيفة الجزيرة، يوم الجمعة 13 رجب 1431هـ الموافق 25 يونيه 2010م.
(<!--) نشرت في صحيفة الجزيرة، يوم السبت 28 رجب 1431هـ الموافق 10 يوليه 2010م.
(<!--) نشرت في صحيفة الجزيرة، يوم الأربعاء 9 شعبان 1431هـ الموافق 21 يوليه 2010م.