عبد العزيز بن عبد الرحمن الخريف ( فقد ورثاء )

فقد ورثاء

كان الله في عونك أيها الصبي المفجوع(<!--)

(الصبي خالد بن وليد الهويشل)

 

عندما هممت بدخول جامع الملك خالد بأم الحمام في الرياض قادماً من محافظة حريملاء لأداء صلاة الميت على أحد الراحلين بعد صلاة عصر يوم السبت الموافق 5/8/1431هـ إذ وقع نظري على عدد من المعزين في ناحية من أرجاء المسجد، فقربت منهم فإذا برجل يحتضن صبياً لم يتجاوز عمره العاشرة خشية سقوطه على الأرض من شدة وقع مصيبته، وهو مجهش بالبكاء المر على فقد أحب الناس إليه والده الذي عجلت عليه يد المنون وهو ما زال  في مقتبل العمر وريعان الشباب، وكل واحد من أولئك يقبله ويمسح على رأسه مواسياً له، ومحاولاً التهدئة من روعه  وإطفاء سورة الحزن التي يشتعل أوارها بين أضلاعه وفي أرجاء نفسه من هول مصيبته فهو منظر مؤثر جداً ذرفت منه أعين الكثير من جماعة المسجد رأفة ورحمة بذلك الصبي الذي أمطرت جفونه خديه وجيب ثوبه بوابل من دموع حرىّ – كان الله في عونه وجبر مصيبته – و يقال إنه وحيد والده من الذكور، وله شقيقة صغرى، ولقد أجاد الشيخ الأستاذ/عبدالله بن خميس حيث قال في موقف مثل هذا:

حناناً لكم فيما طويتم جوانحاً ***  عليه وعطفي يا ( وحيد ) ورحمتي ..!

ويعلم الله أني قد تأثرت كثيراً وكفكفت عبرة مستكنة في خاطري وبين جوانحي متصوراً حاله، وما بداخله من براكين لوعات الفراق، ومن ثم وقوفه على حافات قبر والده قبل أن يهال التراب عليه، وهو يتابع ذاك المشهد بنظرات ملؤها الحزن والأسى، فيلحظ رصف لبنات اللحد التي سرعان ما أخفت جثمانه عن ناظريه إلى المدى الأقصى، ولسان حاله  في تلك اللحظات الحرجة الحاسمة الموجعة لقلبه يردد قول الشاعر الأديب الأستاذ / محمد بن سليمان الشبل الذي كثيراً ما أستشهد به في بعض المواقف المؤثرة في نفسي:

يوم الوداع وهل أبقيت في خلدي ***  إلا الأسى في حنايا القلب يستعر

فما أقسى لحظات الوداع وأمرها على النفوس البشرية بصفة عامة، ولا سيما الوداع النهائي، وهذا حال الدنيا مع ساكنيها إلى اليوم الموعود وقيام الساعة، ونهوض جميع الخلائق من أجداثهم سراعاً ليوم الحساب و نصب الموازين القسط  ليجازى كل بما كسب.. فريق في الجنة وفريق في السعير، فالأجمل بالمسلم عندما يفقد حبيباً له أو صديقاً حميماً أن يسترجع ويترحم عليه، ويصبر ويحتسب الأجر من الله قال الله في محكم كتابه العزيز (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون). وما من شك  أن الطفل السوي عندما يصاب بشيء من مصائب الدنيا كفقد والديه أو أحدهما، أو أية إساءة إليه من أحد فإنه لا يقوى على تحمل ذلك، فسلاحه البكاء وإسبال العبرات تعبيراً عما يجيش بخاطره، ويفوح بقلبه، وليس له حيلة  في الغالب أن يدافع عن نفسه ما حل بها، فالواجب الإنساني نحو الأطفال، والضعفة حسن معاملتهم والرفق بهم، وإدخال السرور عليهم، وتحقيق مطالبهم – إن أمكن – ولا سيما الأيتام الذين فقدوا أباءهم أو أحدهما..، كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم باليتيم في قوله (أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين) فإن الأجر مضاعف لمن يرعاهم ويجبر خواطرهم، ويراقب سلوكهم في صغرهم، ويساويهم بأبنائه إن كانوا جيرانا لهم..، قال الله سبحانه وتعالى "إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا.." الآية. سورة الكهف. ولك أيها القارئ الكريم أن تتصور حال ذلك الصبي اليتيم الذي ودع جثمان والده بنظراته عندما يعود إلى البيت وقد خلا من صاحبه، ولم يبق سوى والدته المفجوعة بإلفها وشريك حياتها، وشقيقته الصغيرة الذين سيكابدون لوعات الفراق الأبدي متذكرين شخص أبيهم في كل زاوية من جوانب البيت الذي أظلم بعد رحيل راعيه مضمرين هذا البيت:

يعز علي حين أدير عيني    ***    أفتش في مكانك لا أراك

فهذه الكلمة الوجيزة وليدة تأثري الشديد في ذلك المشهد المحزن  الذي جرت فيه أقدار الله برحيل والد ذلك الصبي، فالله سبحانه خلف عن كل فائت – تغمد الله الفقيد بواسع رحمته، وألهم ذويه و ذريته وزوجته أم خالد الصبر والسلوان. "إنا لله وإنا إليه راجعون"

 

 

 

 

 

 

 

 

 


الفايع : أهاج لي الذكريات مع زميلي محمد الفواز (<!--)

 

جميل منك أيها الأستاذ الفاضل الوفي محمد بن ابراهيم فايع، فبينما كنت أتصفح صحيفة الجزيرة بالصفحة رقم 43 الصادرة يوم الأربعاء 9/8/1431هـ شدني عنوان الكلمة التي أفاض الكاتب في ثناياها ثناء عطرا معددا بعض مناقب زميلي وصديقي الراحل الأستاذ الفاضل محمد بن صالح الفواز مدير عام منطقة الجنوب التعليمية – آنذاك -رحمه الله، الذي سبق أن رحل عنا إلى جوار ربنا علام الغيوب جل ذكره في عام 1403هـ فسرعان ما تحرك شريط ذكريات الدراسة معه، والشمل جامع لنا معشر طلاب كلية اللغة العربية بالرياض حتى تخرجنا وودعنا ذاك المحضن فصلنا الدراسي 1378هـ، ونعتبر الدفعة الثانية من تلك الكلية، ثم مضى كل منا لسبيله ليكون عضوا عاملا في  خدمة وطنه والنهوض بشبابه إلى بر الفلاح، وليكونوا قدوة حسنة للأجيال الصاعدة التي تنهل من حلو رضاب العلوم تحت إشرافهم وتوجيهاتهم الأبوية التربوية كي يصبحوا لبنات صالحة في بناء مجتمعهم الذي ينتظرهم، وهو الهدف الأسمى لولاة أمر هذا الوطن -أعزهم الله بطاعته -ولقد تسنم الزميل محمد (أبو ابراهيم) أول عمل له مدرسا بالمعهد العلمي بالرياض عام 1379هـ، ثم مديرا للمعهد العلمي بأبها بضع سنين، وفي عام 1385هـ عين مديرا عاما لمنطقة الجنوب التعليمية – آنذاك -حتى انتقل إلى جوار ربه 1403هـ إثر مرض لم يمهله -رحمه الله -، ولقد أشرت إلى ذكر بعض الذكريات معه على ظهر إحدى صفحات هذه الجريدة في مقال سابق تحت عنوان: (أبها قبلة المصطافين) في يوم الجمعة 5 شعبان 1426هـ وتحته هذا البيت من الشعر:

إذا زرت أرضا بعد طول اجتنابها *** فقدت صديقي والبلاد كما هي

متأسفا على رحيله مبكراً، ومتذكراً أيام الدراسة الجميلة التي عشناها معاً تحت سقف واحد متآلفين ومنصتين لما تتلفظ به أفواه مشايخنا الأجلاء، فمعظمهم من أبناء النيل ومن فطاحل علماء الأزهر الذين أفاضوا علينا من رحيق علومهم النافعة ومن حياض ثقافاتهم الأدبية واللغوية، فهم نخبة ممتازة من الرعيل الأول أمثال: المشايخ/عبداللطيف سرحان وأخويه محمد وعبدالسلام، وعبدالمنعم النمر، ومحمود العقدة، ومحمد رفعت ومحمد نائل، وغير هؤلاء العلماء الأفاضل:

قم في فم الدنيا وحي الأزهرا *** وانثر على سمع الزمان الجوهرا

فذكرياتنا مع (أبو ابراهيم) ومن رحل من الزملاء، ومع أساتذتنا الأجلاء الذين غابوا عن الوجود جميعهم فأضمرتهم الأرض - رحمهم الله - وجزاهم عنا خير الجزاء، فإن ذكراهم باقية وخالدة في طوايا نفوسنا أبد الليالي والأيام، فهي أجمل مراحل العمر وأقربها إلى قلوبنا، ولكنها الأيام حبل سرورها قصير، وعوادي الزمن تفرق منا من نحب اجتماعه وهذه سنة الحياة، وكأن قائلا يذكر بقول المتنبي:

نحن بنو الموتى فما بالنا *** نعاف ما لابد من شربه

فزميلنا محمد يرحمه الله منذ كان طالبا يتصف بصفات حميدة، وبالرزانة ورحابة الصدر ودماثة الخلق، لا تسمع منه إلا ما تلذ له الأسماع من جيد الأسلوب والحكم والأمثال، فهو ثبت الجنان، قوي الملكة حينما يطلب منه معلمنا التحدث في حصة التعبير فإنه يستوعب شطرا منها في ترسل مركز عن الموضوع مما يدل أن لديه مخزونا جما من الثقافة الواسعة حيث إنه كثير تسريح النظر في بطون الكتب المفيدة التي تثري حصيلة طالب العلم، وتجعل العبارات العذبة تفيض بيسر عبر شفتيه، وأما عن حياته الوظيفية فقد وصف بالحنكة وبالجد وتسيير أعماله بكل دقة وإخلاص، وتفاني في خدمة وطنه واحترام من تحت يديه من موظفين وطلاب، وقد يقوم ببعض الأعمال المشرفة التي تتطلب السرعة وكسب الوقت لصالح الطلاب، منها ما ذكره الأستاذ الأديب/ محمد فايع أثناء كلمته عن زميلنا الراحل سعادة الأستاذ/ محمد بن صالح الفواز الذي ضرب المثل الأعلى في التواضع الجم وما يثلج الصدر حيث عمل عملا إنسانيا لن ينساه طلابه، ولم يسبق على مثله في عصرنا الحاضر؛ يقال إنه قد حضر إلى إحدى مدراس القرى متواضعة البنيان ليطمئن على حسن سير الاختبارات بها ففوجيء أن فصولها تعيش في ظلام دامس في ذاك البيت الشعبي المتهالك فلم يقل شيئا سوى أن غادر المكان على عجل ليأتي بعد ذلك بوقت وجيز وهو يحمل فوق كتفه محركا كهربائيا – ماطور- مشيا على قدميه مع أحد الأودية حتى وصل إلى مبنى المدرسة، فأمر مديرها بتشغيله لينير فصول الطلبة -أنار الله جدثه -وهكذا يعمل العظماء المخلصين، فعمله هذا يذكرنا بعمل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه -مع العجوز المسكينة الضعيفة حيث اكتشف حاجتها إلى طعام يسد رمقها في أثناء تفقده أحوال رعيته في إحدى الليالي، فما كان منه إلا أن ذهب إلى منزله ثم عاد إلى تلك المرأة وهو يحمل معه كيسا من دقيق الحنطة، فأخذ يوقد النار وينفخ بفيه الطاهر تحت القدر ليقدم لها الطعام إذا نضج، فما كان منها إلا أن قالت وهي لا تعرف من هو: أنت خير لي من عمر  فبكى رضي الله عنه بكاء شديدا لعلمه أنه ملزم بتفقد أحوال رعيته وأنهم في عنقه، فالذكريات مع الزميل الكريم يطول مداها أذكر أنه أثناء الدراسة بالمرحلة الثانوية بالمعهد قد وجه لنا دعوة عشاء بالخرج مهوى رأسه يرحمه الله شملت مجموعة من الزملاء منهم على سبيل المثال: عبدالعزيز الرويس، صالح القاضي، عبدالله بن حمد الحقيل ، عبدالرحمن بن شعيل ، عبدالعزيز الخراشي - رحمه الله -  وغيرهم من الزملاء، وكانت تلك الرحلة في ليلة جميلة مقمرة زاولنا فيها بعض الألعاب، وتبادل النكات والطرائف التي أتحفنا بها الزميل اللطيف عبدالعزيز الرويس (أبو محمد) وبالمساجلات الشعرية فوق هاتيك الكثبان الرملية التي ظلت حلاوة أصدائها أزمانا في خواطرنا، هذا ولا يفوتني إلا أن أكرر شكري للأستاذ الأديب/ محمد إبراهيم فايع الذي أتاح لي فرصة التطرق إلى سيرة زميلي العطرة وأعماله المشرفة مرددا هذا البيت:

هذا ثنائي بما أوليت من حسن  ***  لازلت عَوْضََ قرير العين محمودا

 

 


ورحل ذو الوزارات وفارس القوافي(<!--)

(الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي رحمه الله)

 

مضى غير مذموم وأصبح ذكره *** حلي القوافي بين راث ومادح

إن بعض الناس إذا شعر بدنو أجله ونزوحه عن الدنيا الفانية إلى عالم البقاء دار المقام، فإنه يحاول أن يترك شيئا ما، فإن كان ذا مال رغب وجد في بذل شطر منه لمن حوله من أقارب ومساكين، أو عمل بعض المشاريع الخيرية كبناء مساجد ودور علم ومساكن أخرى يصرف ريعها على ما يوصي به في أوجه البر والإحسان، ولرعاية الأيتام والأرامل ((مثلا)) ليبقى أجر ذلك زادا له ليوم الحساب والمناقشات، وبعضهم الآخر يودع أحبابه ومعارفه بقصيدة أو بديوان شعر يترنم به من بعده من الأجيال داعين له بطيب الإقامة في مرقده الى أن يأذن الله لجميع الخلائق بالنهوض من مراقدهم ليوم الحساب، وقد رثى نفسه الكثير من القدماء قبل موتهم ورحيلهم أمثال مالك بن الريب بقصيدته المشهوره والشاعر الإبيوردي بثلاثة أبيات مؤثرة، وحديثا الأستاذ الراحل/ عبدالعزيز الرفاعي بقصيدة طويلة، والزميل الفاضل الدكتور صالح بن عبدالله المالك (أبوهشام) نظم له ديوانا وهو على السرير الأبيض قبل رحيله عن أسرته وأحبابه (رحم الله) الجميع. ففي يوم الأحد 5/9/1431هـ فجعنا برحيل علم بارز من رجال الدولة له مكانة عالية في المجتمع السعودي والعربي عموما، إنه ابن الوطن المخلص الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي (أبو سهيل) بعد طول معاناة مع المرض الذي أعي مهرة الأطباء ، فأجله مقدره علام الغيوب قبل طلوعه على نور شمس الدنيا، قال سبحانه وتعالى (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) "الآية 61 سورة النحل". ولقد حرص أبو سهيل قبل رحيله وهو يكابد المرض أن يفرغ بعض ما يجول بخاطره من لوعات الفراق الأبدي، والتحسر على بعده عن أحبابه ومعارفه، وقد ترك ثلاثة دواوين حديثة وهو على سرير الموت لتبقى ذكرى خالدة له بعدما يتوارى عن الوجود، مع ما تركه من أعمال جليلة يحفظها له التأريح، ولقد تسنم عددا من المناصب الحكومية العالية ورأس الكثير من المؤسسات والجمعيات وساسها بحكمة ودراية، ونال إعجاب الدولة -أعزها الله -فعين وزيرا للصناعة والكهرباء خلال الفترة 1975-1982م، وقد تطورت الكهرباء بشكل سريع بتشجيع ودعم سخي من الدولة -وفقها الله -والشاهد على ذلك زراعة سهول وآكام وجبال وطننا الحبيب إلى قلوبنا بآلاف الأبراج وأعمدة الكهرباء العملاقة التي غطت مساحات شاسعة. ثم عين وزيرا للصحة خلال 1982-1984م فاشتهر بالإخلاص والنشاط المستمر في ظل حكومتنا الجليلة التي أعطته كامل الصلاحيات في تطوير المصحات على مستوى المملكة مدنا وأريافا، وقد جمع (يرحمه الله) بين قوة الشخصية والهيبة لدى موظفي وزارته، فهو يقوم بجولات تفقدية وبزيارات مفاجئة في أي وقت يشاء وخاصة في أواخر الليل أو بعد صلاة الفجر مثلا، فيذكر في أول الليل بجدة ثم يفاجىء أطباء القصيم ببريدة فجرا أو بوادي الدواسر في منتصف الليل، وهكذا يكون الحزم والإخلاص منه (رحمه الله)ـ ولذا ترى جميع المصحات على أتم اليقظة والنشاط المستمر والترقب:

كأن بلاد الله وهي عريضة *** على الخائف المذعور كفة حابل

فقرار إلغاء عقد المهمل فورا ولا هوادة فيه، ولذا سارت الأمور على ما يرام، ومن ضمن أعماله الجليلة أن قام بافتتاح الكثير من المستشفيات في أنحاء البلاد كما قام بافتتاح  مستشفى حريملاء العام في حفل بهيج بمقره بالحي الجديد في مبانٍ مستأجرة أو متبرع بها، ثم صرح باعتماد مبنى المستشفى الجديد بسعة مائة سرير، وها هو الآن قائم كأحد الصروح بالمحافظة، وبعد الانتهاء من الحفل وتناول طعام الغداء اتجه إلى الحي القديم بالبلد ليلقي نظرة على منزل آبائه وأجداده، وقد أثرت فيه عوامل التعرية وتهدمت بعض شرفاته وأركانه فوقف هنيهة متأملا موميا بمقدمة رأسه متذكرا من أقاموا فيه ردحا من الزمن من أجداده، ثم هجروه إلى حيث صاروا... ففاضت عيناه بدموع حرى وكأنه يردد في خاطره قول أبي الطيب المتنبي:

تتخلف الآثار عن أصحابها *** حينا ويدركها الفناء فتتبع

ثم انصرف وبخاطره ما به من تأثر وتذكر.. فعمله في كلا الوزارتين الكهرباء والصحة -خاصة -وسائر أعماله المشرفة محفوظة في ذاكرة أبناء الشعب السعودي مدى الأيام، كما أن له أعمالا جليلة يشكر عليها، فأثناء عمله سفيرا في بريطانيا، وسفيرا في البحرين ظل هناك يكافح ويقارع خصومه ضد بلادنا وينافح عن وطنه عبر وسائل الإعلام والصحف الغربية وفي بعض المحافل الدولية والعالمية لإعطاء الرأي العام صورة واضحة مشرفة عن المملكة العربية السعودية؛ لأنها دولة معتدلة محبة للسلام وأنها مهبط الوحي وتدعو إلى التحابب والتآلف بين شعوب الأرض، فهو رجل محنك لطيف ومحبوب لدى الكثير داخلياً وخارجياً، كما ان له باعاً طويلاً في الأدب والثقافة والشعر الرصين المؤثر، وله قلم طيع أنامله يمج ما توحي به خواطره ووجدانه ليمتع قراءه عبر الصحف، وبكتبه كثيرة العدد الذي عز عليهم بعده وغيابه.. وآخر عمله وزيراً للعمل، ومما يعرف عنه – يرحمه الله – حبه للبذل  في أوجه البر والإحسان، ويقال أنه يحول معظم راتبه لجمعيات الأيتام ودور الرعاية للمحتاجين، وكما إنه أول من أسس الجمعية السعودية لرعاية الأطفال المعاقين عام 1980م فأعماله المشرفة يصعب حصرها وعدها (يرحمه الله)؛ ولئن توارت تلك القامة العالية عن نواظر أحبابه فإن ذكره الجميل لا يبرح خواطرهم مختتما هذه العجالة بقول بن دريد:

وإنما المرء حديث بعده *** فكن حديثا حسناً لمن وعى

تغمدة الله بواسع رحمته وألهم ذوية وأسرته وأبناءه، وأبنته يارا، وزوجته، ومحبيه الصبر والسلوان "إنا لله وإنا إليه راجعون".

<!--[if !supportFootnotes]-->

<!--[endif]-->

(<!--) المقصود في هذه الكلمة  الصبي خالد بن وليد الهويشل، ونشرت في صحيفة الجزيرة، يوم الأحد 13 شعبان 1431هـ الموافق 25 يوليه 2010م.

(<!--) نشرت في صحيفة الجزيرة، يوم الجمعة 25 شعبان 1431هـ الموافق 6 أغسطس 2010م.

(<!--) نشرت في صحيفة الجزيرة، يوم الاربعاء 8 رمضان 1431هـ الموافق 18 أغسطس 2010م.

mager22

فقد ورثاء ( عبد العزيز بن عبد الرحمن الخريف )

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 188 مشاهدة
نشرت فى 30 سبتمبر 2013 بواسطة mager22

عبد العزيز بن عبد الرحمن الخريف

mager22
عبد العزيز بن عبد الرحمن الخريف **** ولد ونشأ في حريملاء , 80كم شمال غربي مدينة الرياض . درس في حلقات العلم على المشايخ بالرياض . بدأ الدراسة النظامية بدار التوحيد بالطائف 1371 - 1372 هـ . أنهى التعليم الثانوي بالمعهد العلمي بالرياض عام 1374 هـ . كلية اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,377