دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

((((((((شاعر وناقد )))))))))
(((((( شاعرنا سوري الاصل من الطراز الاول يصول ويجول في اللغة 
مبدع في مجاله شعرا وصرفا رافضا اي مديح له او تسمية ان قلت شاعرا رفض 
وان قلت استاذا رفضهامتمكن مبدع جرول بن أوس ))))
((ناقدنا الاستاذ المبدع صالح احمد فلسطيني الاصل مبدع جزاهما الله خيرا )))
(((قراءة وتحليل قصيدة )))
((((ضحكت خناسُ .)))بقلم جرول بن أوس ..
///
نص القصيدة:
ضحكتْ خُناسُ فهاجَ ذلك مدمعي 
من بعد أن أشجى بكاها مسمعي
دهراً طويلاً ما عرفت لغيرها 
سحاً لدمعٍ ، كان هيّض أضلعي
أمضتْ خُناسُ الدهرَ تبكي صخرَها 
واليومَ تضحكُ ، ذاك أمرُ المُفزَعِ
لوكنت أعلم يا خُناسُ طريقةً
أرقا بها نزفاً لذاك المَدمعِ
لسفحتُ دمعاً طالما أرجأتُهُ 
في سِرِّ نفسٍ ما هَناها مَرتعي
ولرحت أبكي الدهرَ عَلَّ حزينةً 
رأفتْ بها الأيامُ رأفة مُولَع
فتردّ ضحكتها ولو لهُنيةٍ 
وتعيدُ أيامي التي لم ترجعِ
لو كنت أعلمُ يا خناسُ لأدمعٍ 
نفعاً لعشتُ الدهرَ أسفحُ أدمعي
كيما يعودُ لذي الشفاهِ توهجٌ 
من بسمةٍ أو ضحْكةٍ كمُشعشعِ
إن كنتَ يوماً قد بكيتَ لصخرها
ها نحنُ نبكي فقدَ كلِّ سَمَيْدَعِ
قد كنتُ أذكرها إذا ذُكرَ البكا 
واليوم أذكرها لضحِكٍ يَدّعي
أنْ كلَّ حُزنٍ قد تبدّدَ فجأةً 
مذْ أنْ رأتْ نَوحي وفيضَ توجُّعي
قالت : لَصِنْوي أنتَ في هتّانةٍ 
فاجمعْ شجونكَ ، و لْتَجِي تبكي معي !
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
قراءة وتحليل القصيدة ((( بقلم الاستاذ صالح احمد
قصيدة راقية تتكئ بمدلولها على الرمز التراثي (التاريخي) ليشحنها بدلالة موحية ومؤثرة بعمق.. وقد أبدع الشاعر إذ بدأها بمطلع يحمل إشارة إلى الرمز المعتمد كمتلازمة دالة موحية مشحونة بالبعد النفسي والوجداني والشعوري المقصود.. هذا الرمز الذي زاد جمالا وعمقا وتأثيرا .. حين حمّله وكساه ثوب المفارقة الراقية .. (ضحكت خناس) ، مفارقة راقية.. تستوقف القارئ وتشده بقوة .. خناس... رمز البكاء.. والرثاء.. والعويل في وعي القارئ العربي.. تضحك!
وليرفع من وتيرة الدهشة.. دهشة المفارقة... جعل ضحكها يزيد بكاءه.. ويثير دموعه.. 
ضحكتْ خُناسُ فهاجَ ذلك مدمعي 
من بعد أن أشجى بكاها مسمعي
دهراً طويلاً ما عرفت لغيرها 
سحاً لدمعٍ ، كان هيّض أضلعي
...
فخناس التي ارتبط اسمها وذكرها بالبكاء والحزن ولدهور خلت.. ها هو شاعرنا يجعلها تضحك.. بل وتثير بضحكها دموعه.. وتذكي حزنه!
هنا يبدأ الرمز بالتجلي التعبيري.. إنها لفتة تحسب للشاعر.. بأن بدأ الرمز من نقطة الاستثارة.. والاستنارة (التنوير الذهني لإدراك معنى الرمز) في ذات اللمحة التعبيرية.. وهي لفتة قوية مؤثرة إبداعية راقية.. يشكر عليها شاعرنا.. إذ يحمل إشارة (تضمينا رامزًا) لبيت المتنبي الذي ذهب مذهب الأمثال (الطير يرقص مذبوحا من الألم) تثير ذهن القارئ وإحساسه.. وتنير له قبسا لإدراك ما وراء الرمز من معنى قصده الشاعر..
خنساء تاريخنا ملأت الدنيا بكاءً لموت شخص واحد اسمه صخر هو اخ لها.. ولكنها حتما ستضحك اليوم إذا رات ما حل بخنساوات أيامنا وقد ذهبت الحرب بكل أخ وابن وقريب وحبيب .. ما يذكرنا بفيض الخواطر لأحمد أمين الذي قال فيه (هذه الحرب أرخصت الحياة ففي كل يوم تحصد الأرواح من فعل الطائرات والغواصات وسائر المدمرات.. حتى بات الإنسان يضحك ألما.. فهو يرى حوادث الدنيا الكبيرة من خلال دنياه الصغيرة) 
أمضتْ خُناسُ الدهرَ تبكي صخرَها 
واليومَ تضحكُ ، ذاك أمرُ المُفزَعِ
نعم ... مفزع أن يجعل الدهر باكيا يضحك... ومُبكِيا مُفزِعًا يُضحِك ... ففي واقعنا .. حيث رخصت حياة البشر.. لم يعد موت فرد... مات عزيزًا حرًا .. يملك أمر نفسه كصخر أخي خناس.. مبكيا.. بل مضحكا! 
إن كنتَ يوماً قد بكيتَ لصخرها
ها نحنُ نبكي فقدَ كلِّ سَمَيْدَعِ
فإذا كنا نتأثر لشعر خناس.. ويثيرنا بكاؤها صخرا... فما حالنا اليوم.. ونحن نبكي كل حرٍ .. وكل أصيل.. وكل كريم (سميدع = صميدع) 
وإن كانت خناس قد وجدت سلوى بموت أخيها.. فكيف أجد ما أرقا (المخففة من "أرقأ" بمعنى أقطع وأوقف وأمنع) النزف والدمع.. الذي بات عامًّا شاملا لا يبرح أحدا .. ولا يستثني مخلوقا؟!
وإمعانا بالمفارقة التي تثير القارئ.. وتزيد شحنة الدهشة والتأثر : يعود ليذكرنا بضحك خناس.. ويلتفت (خاصية الالتفات في البلاغة والتعبير) ليشرح لنا .. أو ليمنحنا قبسًا يجعلنا ندرك سر ضحكها فيقول:
قد كنتُ أذكرها إذا ذُكرَ البكا 
واليوم أذكرها لضحِكٍ يَدّعي
أنْ كلَّ حُزنٍ قد تبدّدَ فجأةً 
مذْ أنْ رأتْ نَوحي وفيضَ توجُّعي
كنت أذكرها كلما ذكر البكاء (ولولا كثرة الباكين حولي).. وهذا كان، أو اصبح ماضيا! أما اليوم.. وأنا أراها تضحك.. هذا الضحك الذي يدّعي أن الحزن (حزنها وحزن أمثالها) تبدد وتلاشى أمام ما يحدث اليوم .. يومي الذي أصبح يحمل صفتي ويشرح حالي ومصابي وبكائي..
حالي وبكائي كإنسان هذا العصر.. وهذا الجزء من العالم المبتلى برخص الانسان.. جعلها (خناس) تقول:
قالت : لَصِنْوي أنتَ في هتّانةٍ 
فاجمعْ شجونكَ ، و لْتَجِي تبكي معي !
أنت مثلي فعينك هتانة (كغيمة هطلها متواصل) فتعال لتبكي معي.. 
(من عرف مصيبة غيره.. هانت مصيبة نفسه عليه..)
وختاما: 
أوجه تحية تليق بشاعرنا المبدع..
باحترام: صالح أحمد (كناعنة)

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 114 مشاهدة
نشرت فى 10 نوفمبر 2018 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

557,101