جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
الحلم الواعي
—————
ما بين النّومِ واليقظة
ينقرُ صوتي بابَ حلمٍ
تعوَّدَ أن يباتَ
تحتَ طيّاتِ الجفون
كأنّي في حقلِ الظّنون
أغرسُ نظراتك
في قلبي
ليتّسعَ أكثرَ … لينبضَ أكثر
ترتوي عيناكَ من نبعِ الحبّ
قبلَ الموسمِ تزهرُ الغرسات
بورودِ الشّموس.
قد تشبهني
في كلّي
لكنّي لا أشبهُ جزءًا منك
أنثرُ على تفكيري ثرثرةً مجفّفة
وأسيرُ وسطَ مدينةِ السّكون
تعوّدتْ على مرورِ النّجوم ،
ذاتَ ساعةٍ منحنيةِ العقارب
يبادر إلى ذهني
أنّ ظلّي سيطفر السّياجَ مرعوبًا
هذه المرّةِ بلا سيقان
ولا يستعين بالكفين،
كنْ أنتَ الوجع
في زمنِ السّرور
أنا المسافرُ بلا قطار
تتجاوزُ سكّتي الحضور
بألفِ ميل
وبمدنٍ من قفار
أستعيدُ وعي ملامحي
دونَ وجهِ المرايا
فوقَ عارضةِ الحدود،
مسطّحةٌ هي عيناي
لا يفرقٌ عندي البصر
القاصي والدّاني
القريبُ والبعيد
الواعدُ والموعود
الواحدُ والمعدود
إن تعثّرتُ مضّرجًا
بحروفِ الجنون
سأسحبُ لي قرصًا
من أطرافِ السّكوت
كي يستقرَ رأسي
على طيفكَ ليؤنسني
ويهديني سبيلَ المعروف…
يبدو الفعلُ ليس بالتّمنّي
بل برمي السّنّارة
في بحرِ العمر
آخرَ غصّةٍ، قربَ أصغرِ موجةٍ ،
غسلتٌ ثيابَ اليّأسِ برغوةِ الأمل،
صرختٌ بالمتبقّي منّي
متى تجدُ للحلمِ حفيفًا
هل تنتظرُ ظلَالُ الأشجار
قدومَ الغزال
تتسلّقُ على تفرّعاتِ أشعاري
تهدهدُ طولَ القوافي بالخيال …
لا أريدٌ حلمًا كالنّدى
إذا طلعتْ عليه الشّمسُ يذوب
ثم ينسابُ من شرعيّةِ الأهداب..
——————
عبدالزهرة خالد
البصرة / ٦-١١-٢٠١٨
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية