دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

موسوعة شعراء العربية
المجلد العاشر - الجزء الاول
.
بقلم .د . فالح الكيلانـــي
.
( الشاعرعبد العزيز صالح المقالح ))
.
عبد العزيز بن صالح المقالح اديب شاعر وناقد وكاتب من اليمن
ولد في سنة \ 1937 وفي رواية اخرى \ 1939 بقرية ( المقالح ) في منطقة ( الشعر) بمحافظة (إب) في اليمن. فهو ينتمي الى أسرة فلاحية تمارس مهنة المشيخة عرفاً وتقليداً، فوالده الشيخ صالح المقالح احد اكبر مشايخ ( الضمان ) بالمنطقة، وكان- رحمه الله – على مستوى لا باس به من الثقافة والتقليدية .
انتقل إلى صنعاء في السادسة من العمر ودخل بمدرسة الإرشاد الابتدائية في الكائنة في حي ( الزمر)- حي من إحياء صنعاء القديمة-، وتعلم بها، فحفظ الكثير من سور القران الكريم، ووكثير من الاحاديث النبوية الشريفة، ومسائل في علوم الفقه والعبادات، وأصول النحو العربي، وعدداً غير قليل من الأناشيد، وبعض المحفوظات وبخاصة أثناء ما كان في الصف الرابع والخامس والسادس الابتدائي ، حيث كان يقدم لزملائه التلاميذ ابياتا من القصائد القديمة والمعاصرة لشعراء لحافظ إبراهيم، وأحمد شوقي، وأحمد المروني الشاعراليمني وابن الرومي.
وبدأ يشعر برغبة في التعبير عن مشاعره شعراً، وبدون توجيه من أحد، وكان في سن الثالثة عشرة ، وكان قد قرا كتاب ألف ليلة وليلة، والسير الشعبية مثل سيرة( سيف بن ذي يزن، وسيرة عنترة بن شداد، وسيرةابي زيد الهلالي،) والتي كان والده قد اقتناها أثناء عودته من عدن، ومصر، والعراق والتي كانت فيها ثروة شعرية كبيرة .
سافر عبد العزيز من صنعاء قاصدا مكة المكرمة لاداء فريضة الحج وبعدها الاعتمار وهو في الثانية عشرة منعمره وليكون بالقرب من والده الذي كان قد سجن بتهمة التعاون مع الثوار الذين زج بهم الإمام أحمد حميد الدين في غياهب السجون بعد فشل ثورتهم الكبرى سنة 1948م على أبيه الإمام يحيى حميد الدين، وقد شارك في هذه الثورة عدد كبير من العلماء، والقادة، والمفكرين أمثال: عبد الله الوزير، وحسين الكبسي، والفضيل الورتلاني والشاعر أحمد المروني، والأستاذ أحمد محمد نعمان ، والشاعر محمد محمود الزبيري وغيرهم.
وكان قد توفي اخوه الصغير فحزن عليه شاعرنا حزناً شديداً، وترجم عواطفه اثر ذلك في قصيدة رثائه شارك في تقويم اعوجاجها العروضي الشاعران أحمد المروني والقاضي عبد الله الشماحي.
ونشر أول قصيدة رثاء ايضا نظمها في الذكرى الثانية لوفاة صديق عزيز له، فقده في بداية شبابه، وكانت وفاته تمثل كارثة له ،وقد نشرها في صحيفة النصر التي كانت تصدر بمدينة ( تعز ) ونشرها باسم مستعار ( ابن الشاطئ ).وجمعت اشعار للشاعر، أثناء تواجده بحجه بديوان شعر أسماهُ: (دموع في الظلام).
ونشر اول قصيدة بعنوان (من اجل فلسطين ) وأذيعت من راديو صنعاء بعد افتتاح الإذاعة في العام الأول لميلادها سنة\ 1956م، ثم تلتها قصيدة: ( شكوى الغريب) والتي كانت قد نشرت في صحيفة ( الرياضة) التي كان يعدها الشاعر مع زملائه خطياً في حجه، ثم نقلتها عنها جريدة النصر سنة \1957م.
انتقل الشاعر إلى مصر سنة\ 1958م وكانت أول رحلة يغادر فيها بعيداً عن الوطن للدراسة، فقد حاول الدراسة في جامعة القاهرة لكن ظروفاً حالت دون ذلك فعاد إلى اليمن.
الا انه اعاد الكر الى القاهرة لمزاولة دراسته بجامعة القاهرة نفسها سنة\ 1960م، وكن محاولته فشلت بسبب قيام ( ثورة 26 سبتمبر 1962م) و لم يتمكن من استكمال دراسته جدياً إلا في سنة 1967م. حيث التحق في جامعة القاهرة وحصل على الإجازة في اللغة العربية وآدابها سنة\ 1971م، ثم حاز على درجة الماجستير في الأدب العربي عن موضوع رسالته: ( الأبعاد الموضوعية والفنية لحركة الشعر المعاصر في اليمن)، من جامعة عين شمس، سنة 1974م، ثم نال شهادة الدكتوراه ايضا من جامعة ( عين شمس ) وبدرجة ممتاز جداً و موضوع رسالته: ( شعر العامية في اليمن- دراسة تاريخية ونقدية) .
وفي أثناء دراسته في مصر كان يعاني من ضيق في الانفاق لوجود وجود الأطفال والزوجة، بالإضافة إلى التقلبات الصحية، الاانه كان على على اتصال وثيق بأغلب رموز الحركة الثقافية والادبية في اليمن. وينشد لليمن بلده الغالي فيقول :
وطــن الـنـهـار ومـعـبـد الـزمــن
أنـــا عـائــدٌ لأراك يـــا وطــنــي
" صنعـاء " تدعونـي مواسمـهـا
وعواصـف الأشــواق تعصـرنـي
حـمـلـتـك أشــجــاراً وأضــرحــةَ
عيـنـي فـلـم تهـجـع ولـــم تـهــنِ
ورحـلـتَ فــي الأجـفـان سـاهـرةً
هـل أنـت فـي الأحـلام تذكرنـي ؟
أبحـرتُ فـي دمعـي ، مــا قــدرت
أمواجـه ، وغرقـتُ فــي شجـنـي
وركبـتُ مـوج البحـر ، فاحترقـت
خيـلـي وفـــي أعقـابـهـا سـفـنـي
وبـعـثــتُ أشــعــاري لتغـسـلـهـا
مــن حزنـهـا الـدامـي فتغسـلـنـي
ووقـفـتُ تـحـت اللـيـل منـطـرحـاً
أدعــوك مذبـوحـاً ، أتسمعـنـي ؟
عـيـنـاي فـــي عيـنـيـك سُـمّـرتـا
تـتـسـاءلان مــتــى ستـرجـعـنـي
ومـتــى أُقّـبــل تــربــة نــزحــت
وأخيـط مــن أشجـارهـا كفـنـي ؟
عــادت طـيـور الأرض صـادحـة
فمـتـى يـعـود الطـائـر اليـمـنـي ؟
*******************************
وطـــن الـنـهـار وقـبـلــة الأبــــدِ
أنـــا عـائــدٌ لأراك يــــا بــلــدي
" عــدن " تنـاديـنـي وتسـألـنـي
أمـواجُـهــا مـحـمـومــة الــزبـــدِ
لِــمَ لاتـعـود ؟ غسـلـتُ شاطـئـهـا
ومسـحـت وجــه اللـيـل والـرمــدِ
أكـلــت مـيـاهـي كـــل عـاصـفــة
سـفـنُ الغـريـب سحقتـهـا بـيـدي
والأرض مـنـذ رحـلــت واجـمــةٌ
تدعـوك فــي شــوق وفــي كـمـدِ
أتعـود يـا طفـلـي ؟ كـفـى سـفـراً
أكل النوى شمسي ، طوى جلدي
أتـظــلُّ مـرتـحــلاً بــــلا وطــــنٍ
وتـسـيـر مـنـبــوذاً بــــلا ســنــدِ
تبـنـي قـصــور الـوهــم مغـتـربـاً
وتــبــدد الأيــــام فـــــي حـــــردِ
وأنــا بــلا مــأوى ، أتسمعـنـي ؟
أُمٌّ أنــــا ، لــكـــن بـــــلا ولـــــد
ينسـاب صــوت الأرض محتـرقـاً
في لهفتي ، ويضيع فـي صهـدي
وتـهـزنـي فـــي الـلـيـل أغـنـيــةٌ
عبـر النجـوم ، تـرش فـي كبـدي
" ياعين ألا يـا عيـن " يشعلنـي
مـوالـهــا ، ويــضـــجُّ بـالــمــددِ
" يا عين ألا يا عين " كم هطلت
عيناي عنـد سمـاع " وابلـدي "
أشـتـاقــهــا بــيــتــاً ومــقــبــرةً
أشـتـاق يـومـي فوقـهـا وغـــدي
وأريــدهــا ديــنــاً ، وأعـبــدهــا
ولـهـا صــلاةُ الــروح والـجـسـدِ
عاد الى اليمن ليعمل أستاذاً مساعداً في جامعة صنعاء في أواسط \ 1970م، ثم أستاذاً، وكان بجانب تدريسه بالجامعة يرأس إدارتها، ثم عين مستشاراً ثقافياً لرئيس الجمهورية، ورئيساً لمركز الدراسات والبحوث اليمني. يقول في قصيدة وطنية له :
آه ... يا وطني
الشعراء في ذرى "الأوليمب" عند قوس النصر
يغرقون في الكؤوس
يفتشون عن أغاني الحب
عن "فينوس"
وأنت مصلوب وليلك العبوس
ينام في العيون
أشباحه المدى
تداعب الأعناق تحصد الرؤوس
تحترق النجوم في سماك ، تطفى الشموس
والشعراء صامتون
على مشانق الحروف ميتون
لمرمر السيقان
لليهود الجائعات ينشدون
تركتهم
هجرت شعرهم
وجئت في ليالي الفرح المكذوب
أحدث الناس عن المكتوب
أقرأ ما قد أخفت الأسفار عن أيوب
أيوبنا ...ياشعبنا المصلوب
الشاعر عبد العزيز المقالح هو :
1. أستاذا للأدب والنقد الحديث في كلية الآداب - جامعة صنعاء.
2. رئيس جامعة صنعاء من 1982وحتى 2001.
3. رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني.
4. عضو في مجمع اللغة العربية في القاهرة.
5. عضو مؤسس للأكاديمية الدولية للشعر في إيطاليا.
6. عضو في مجمع اللغة العربية في دمشق.
7. عضو مجلس مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت.
8- المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية اليمنية .
9- مستشار مشروع كتاب في جريدة الصادر عن منظمة اليونسكو، بيروت.
10 -، ثم اختياره رجل العالم لعام 91- 1992 من قبل مركز الترجمة الذاتية العالمي بجامعة كمبردج بلندن عن طريق مجلس خبراء الترجمة الذاتية العالمي.
الشاعرعبد العزيز المقالح حصل على الجوائز الاتية :
1. حصل على جائزة اللوتس عام 1986م.
2. حصل على وسام الفنون والآداب – عدن 1980م.
3 . حصل على وسام الفنون والآداب من عدن سنة 1980م،
4 . حصل على وسام الأدب والفنون من صنعاء سنة 1981م
5. حصل على وسام الفنون والآداب - صنعاء 1982م.
6. حصل على جائزة الثقافة العربية من الشارقة في 2001م
7. حصل على جائزة الثقافة العربية، اليونسكو، باريس 2002م.
8. حصل على جائزة الفارس من الدرجة الأولى في الآداب والفنون من الحكومة الفرنسية، 2003م.
9. حصل على جائزة الثقافة العربية من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (أليكسو)، 2004م.
10. حصل على جائزة الشعر من مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية 2010م
يعيش حالياً في صنعاء العاصمة، ولا يغادرها للسفر أو للرحلات، فهي بالنسبة له مركز الكون. ترجمت الكثير من قصائده إلى اللغات الانجليزية والفرنسية والألمانية. وفيها يقول :
للـحـب فــوق رمالـهـا طـلـل مـن حولهـا نبـكـي ونحتـفـل
نقشته كف الشوق فـي دمنـا وطوتـه فـي أعماقنـا المـقـل
هـو حلمنـا البـاقـي ومعبـدنـا وصلاتـنـا والـحـب والـغـزل
مـن أجلـهـا تصـفـو مودتـنـا ولحـبـهـا نـشـقـى ونـقـتـتـل
شـابـت مآسـيـنـا وفرحـتـنـا وتمزقـت فـي دربهـا الــدول
وشبابهـا الريـان مـا برحـت أزهـــاره تـنــدى وتـكـتـمـل
صنعـاء يـا أنشـودة عبـقـت وأجــاد فــي إنشـادهـا الأزل
إن أبعدتنـي عـنـك عاصـفـة وفـرقـت مــا بينـنـا الـسـبـل
فأنـا علـى حبـي وفـي خجـل روحـي إلـى عينيـك تبتـهـل
ألـقـاك منتـصـرا ومنكـسـرا وعلى جنـاح الشعـر أرتحـل
يجتاحنـي شـوق ويسحقـنـي شـوق وفـي التذكـار أشتعـل
مـا نجمـة فـي الأفـق عابـرة إلا هتفـت بهـا مـتـى نـصـل
إنـي إلــى صنـعـاء يحملـنـي وجه النهـار وترحـل الأصـل
فـمـتــى تظـلـلـنـي مـآذنـهــا ويضيء في أحضانها الجبـل
لم يبقى في الأيـام مـن سعـة حـان الرحيـل ونـوٌر الأجــل
أ أموت يا( صنعاي ) مغتربا لا الدمـع يدنيـن ولا القبـل ؟
أوراق أيــامـــي أبـعـثـرهــا وأعـيـش لا يــأس ولا أمــل
ويقول في صنعاء ايضا :
هي عاصمــــةُ الروح
أبوابُها سبعةٌ
- والفراديسُ
أبوابها سبعةٌ –
كل باب يحقق أمنيةً
للغريب
ومن أي باب دخلتَ
سلام عليكَ،
سلامٌ على بلدةٍ
طيبٌ ماؤها طيبٌ
في الشتاءات صحوٌ خفيف
على وابل الضوء
تصحو
وتخرج من غسق الوقت
سيدة
في اكتمال الأنوثةِ
هل هطلت من كتاب الأساطير؟
أم طلعتْ من غناءِ البنفسج؟
أم حملتها المواويلُ
من نبعِ حُلمْ
قديم؟ !
* * *
مكة عاصمة القرآن،
باريس عاصمة الفن،
لندن عاصمة الاقتصاد،
واشنطن عاصمة القوة،
القاهرة عاصمة التاريخ،
بغداد عاصمة الشعر،
دمشق عاصمة الورد،
وصنعاء عاصمة الروح.
في أعماقها كنزٌ مخبوءٌ
للحلم
وفي رحابها تقام الأعراس البهية
وتولد من الحجارة أشكالٌ وترانيم
ويكتب اللون الأبيض
قصائده الباذخة
ويدوّن الليل أساطيره المثقلة
بعناقيد الشجن
ومجامر الأطياب
على الجدار الداخلي الأملس
لباب اليمن
كتب شاعرٌ يماني:
هي صنعاء حانةُ الضوء فادخلْ
بسلامٍ، وقبِّلِ الأرض عشرا
واعتصر من جمالها الفاتن البكر
رحيقاً يضيف للعمر عمرا).
اما مؤلفاته فتشمل دواوينه الشعرية وكتبه الثقافية والادبية فمنها مايلي :
أ- المؤلفات الشعرية
1. لا بد من صنعاء، 1971م
2. مأرب يتكلّم، بالاشتراك مع السفير عبده عثمان، 1972م
3. رسالة إلى سيف بن ذي يزن، 1973م
4. هوامش يمانية على تغريبة ابن زريق البغدادي، 1974م
5. عودة وضاح اليمن، 1976م
6. الكتابة بسيف الثائر علي بن الفضل، 1978م
7. الخروج من دوائر الساعة السليمانيّة، 1981م
8. وراق الجسد العائد من الموت، 1986م
9. أبجدية الروح، 1998م
10. كتاب صنعاء، 1999م
11. كتاب القرية، 2000م
12. كتاب الأصدقاء، 2002م
13. كتاب بلقيس وقصائد لمياه الأحزان، 2004م
14. كتاب المدن، 2005م
وقد ترجمت الكثير من قصائده إلى اللغات الاجنبية ومنها : الانجليزية والفرنسية والألمانية.
ب- المؤلفات الثقافية و الأدبية :
1. الأبعاد الموضوعية والفنية لحركة الشعر المعاصر في اليمن.
2. شعر العامية في اليمن.
3. قراءة في أدب اليمن المعاصر.
4. أصوات من الزمن الجديد.
5. الزبيري ضمير اليمن الوطني والثقافي.
6. يوميات يمانية في الأدب والفن.
7. قراءات في الأدب والفن.
8. أزمة القصيدة الجديدة.
9. قراءة في كتب الزيدية والمعتزلة.
10. عبد الناصر واليمن.
11. تلاقي الأطراف.
12. الحورش الشهيد المربي.
13. عمالقة عند مطلع القرن.
14. الوجه الضائع، دراسات عن الأدب والطفل العربي.
15. شعراء من اليمن.
16- الشعر بين الرؤيا والتشكيل .
17- من البيت إلى القصيدة .
18- علي أحمد باكثير، .
19- البداية الجنوبية، قراءة في كتابات الشعراء اليمنيين الشبان
20- ثرثرات في شتاء الأدب العربي، 
21- الزبيري ضمير اليمن الثقافي والوطني 
22- أوليات النقد الأدبي في اليمن .
23- من أغوار الخفاء إلى مشارف التجلي .
24- صدمة الحجارة، دراسة في قصيدة الانتفاضة
25- زيد الموشكي 
26- تلاقي الأطراف، قراءة أولى في نماذج من أدب المغرب الكبير
يعيش حالياً في صنعاء العاصمة، ولا يغادرهاحتى للسفر أو للرحلات، اذ يعتبر صنعاء مركز الكون. فيغنيها قصيدة يقول:
يوماً تغنـي فـي منـافينـا القـدر:
( لا بد مـن صنعاء وإن طال السفر )
لا بد منهـا .. حـبنـا .. أشواقهـا:
تدوي حـوالينا : إلـى أيـن المفـر؟
إنـا حملنـا حزنـهـا وجراحـهـا
تحـت الجفون فأورقت وازكى الثمـر
وبكـل مقهـى قـد شربنـا دمعهـا
الله مــا أحلـى الدمـوع ومـا أمـر
وعلــى المواويل الحزينة كـم بكـت
أعماقنـا وتمزقـت فـوق الــوتـر
ولكم رقصنـا فـي ليالــي بؤسنـا
رقـص الطيور تخلعت عنها الشجـر
صنـعاء وإن أغفت علـى أحزانهـا
حيناً وطـال بهـا التبلـد والخــدر
سيثور في وجـه الظـلام صباحهـا
حتما ويغسل جـدبهـا يومـاً مطـر
يعتبر النقاد الشاعرعبد العزيز المقالح رائداً للقصيدة اليمنية المعاصرة في اليمن ويعد مرجعا للشعراء الشباب على وجه التحديد فما من أديب شاب إلا ويدين له بالأبوة الرمزية.فهو له تجربته الشعرية من حيث الشكل والمضمون في القصيدة العربية عامة وفي اليمن خاصة .
واختم بحثي بهذه القصيدة لشاعرنا عبد العزيز المقالح فيقول :
حزين أنا .. والنهار
وشباك نافذتي .. والجدار
وصورتها .. يوشك الحزن يذبح قلب الإطار
كتابي حزين .. وهذا القلم
وعصفورة خلف بابي تنث الألم
وأشجار حارتنا والكلاب حزينة
ووجه المدينة
وفي الأفق غيمةُ حزن ترش الفضاء
تعد مشانقها للنجوم
تنقر وجه الضياء
نهارا - يقولون - ولكنه كالمساء
***
هناك على شارع الشمس حيث الظلام الصدى
يداعب قطتنا
يحفر الليل في الحائط الأرمد
لتدفن في ظله الأسود
بنيها .. وتأكلهم ساعة المولد
هناك
قلوب كسيرة
عيون كثيرة
تحدق في ثورة عاصفة
ولكنها واقفة
وأقدامها راجفة
تريد لتمشي
لتصنع شيئا ولكنها خائفة
*********
وفي حينا ..
يرتدي الناس أحزانهم ثم لا يهجرون البيوت
يظلون فيها عرايا كما العنكبوت
لتغزل أحزانهم نسجها الدائري
وتهدمه في انفجار صموت
موائدهم مثقلات ولكنهم دون قوت
لأن الصباح على كل عين
وفي كل باب يموت
***
كرهتك نفسي
كرهت الحروف التي غرقت في الدماء
كرهت الجبال ،
كرهت السهول ووجه السماء
كرهت الحناجر تهتف ظامئة للظما
كرهت البصيرة مفتوحة
وكرهت العمى
أنأكل أنفسنا في المدينة
ومن حول أسوارها تتمطى العيون اللعينة؟
أنشحذ للأقربين الحناجر؟
ونزرع فوق البيوت المقابر
ونصلب أحلامنا في سكينة
وأعداؤنا يسلبون الديار
شموع النهار
أقول لكم إننا تافهون
وإن مدافعنا كالقلوب جبانة
نوجهها حيث يحتشد الظالمون
فترجع خائبة ومهانه
لتحصدنا ..
لتسد العيون
.
امير البيـــــــــــان العربي
د. فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق - ديالى - بلـــــــد روز
***************************

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 325 مشاهدة
نشرت فى 1 نوفمبر 2018 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

578,611