جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
العرض الخامس في مهرجان فلسطيني الوطني للمسرح
مسرحية زمن الخيول البيضاء
العمل على تحويل عمل روائي إلى مسرحية ليس بالأمر السهل، لكن "فتحي عبد الرحمن" استطاع أن يقدم عرض يتجاوز فيه الصعاب، ويقدم عمل ملحمي بكل معنى الكلمة، فالرواية فيها العديد من الشاهد التي يعجز المسرح على احتوائها، خصة تلك التي يكون فيها "خالد والحمامة" معا، أو مشهد الصراع بين "الهباب والأدهم" لكن عبقرية المخرج جعلته يستخدم تقنية السينما، بحيث جاءت كل تلك المشاهد التي لا يمكن أن تقام على خشبة المسرح من خلال عرض سينمائي، وبنفس الممثلين، فيشعر المشاهد أن العرضين السينمائي والمسرحي هما عرض واحد، يخدما المسرحية، هذا من جانب، ومن جانب آخر، يشعر المشاهد بضرورة تحويل "زمن الخيول البيضاء" لعمل سينمائي، وكأن العرض الذي قدم يفتح شهية المشاهد إلى مشاهدة العمل سينمائيا كاملا وليس من خلال مقتطفات
وإذا ما أخذنا عدد الممثلين والممثلات، وطريقة تقديمهم بلباس يتناسب وتاريخ المرحة، نهاية العهد التركي وبداية الاحتلال الانجليزي، وتركيز المخرج على دور المرأة، أم خالد، وزوجته ياسمين، وزوجة عبد الحميد التي تعرض زوجها فيما يقوم به من أعمال لا تتوافق وطبيعية المصلحة الوطنية الفلسطينية، وريحانة التي ترفض الزواج بالهباب، رغم مكانته وما يملكه من منال وجاه ومركز" والنسوة اللواتي يطالبن المختار أن يقوم بدوره في تأمين المياه للقرية" كل هذا يشعرنا بأن للمرأة دور مهم وحيوي في عملية التحرر والمقاومة، وهذا يحسب للمخرج الذي ركز على هذا الجانب، وإذا ما اضفنا بعض المقاطع الغنائية التراثية إلى ما سبق، نكون أمام عمل يستحق التوقف عنده، وهناك أيضا الديكور والتقنية الضوئية والصوتية التي كان بمستوى عمل "زمن الخيول البيضاء".
الرواية لإبراهيم نصر الله واعدها للمسرح فتحي عبد الرحمن.
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية