جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
سيّدَةُ نِسَاء الطُفُوف
صاحب الغرابي...العراق
وَسطَ الأنْوَاءِ الثائِرة
ألْقٌ مَلَكُوتي
لَبُؤةٌ طالِبيَّة
ولِدَت في مَعقِلِ العِصْمَة امرأةٌ
في أرْفَعِ بَيت وأسْماه
هي الأكْثَرُ رفعةً بَيْنَ النِساء
تَنَفَّسَت روحَ حَيدَرة...
بَلاغَةُ حكَمَةٍ تَتَفجَّر مِنْ جَوَانِبُها
تَوَقَّفَ التَأريخ يُصْغِي إلى كلماتِ عَليّ
تَنْبَعث مِنْ جَدِيدٍ
اُوتِيَت صَبْراً دونَهُ صَبْرُ أيُّوب!
يا مَنَ حَمَلَت رٍسَالَةَ ثَوْرةٍ حَمْراءَ
كَشَفَت أستارَ الزَيْف، وأحَابيلَ الشَرّ
بَذرت بَذْرَةَ الثَّوْرَةِ في الصُّدُورِ
سِهَامَاً في نُحُورِِ الظَّالمِيِنَ
أّخَذَ الْبُكَاء يَشُقّ طَّريقَهُ في حِصَارِ اللَّيْل...
يَتَسْلّل خِلَال الظَّلام
جَثَت أمَامَ جَسَدٍ تخطّفتهُ سُّيُوفُ الْقَبَائِل
كانَ مشتجراً للرماحِِ*
مازالَ دوّي كَلِمات في أُذْن التَّأريخ
كُتِبَ لَها الخُلُود
تَمْتَمَت بُحرْقَة
((اللَّهُمَّ تَقَبَّل مِنَّا هذَا الْقُرْبان..))**
رُمُوز تَرْسم كَلِمات بِلون الضَوْء
اِسْتقْرَاءُ لِمسْتَقْبلِ قَرِيب
اِسْتلْهام لَمْ يَشِذّ قَيّدَ أنْمُلَة
سَيُنْصَبُ بِذَاكَ الْطَفِّ علمٌ لايُدْرَس أَثَرَهُ
في الضَمَائِر ِقَبْلَ الأرْض
ولَمْ يزِدْهُ كُرُور اللَّيالِي***
والأيَّام إلاّ رُسوخ رَسْمه
نَهَضَت تُلْمِلمَ آلامها
جُرْحاً يَنْزِفُ بالْصَبْر
سيِّدة نِسَاء الْطُفُوف
دُموع حرّى كَخَرَز العَقِيق
نَاطِقَة بِالْحُزْنِ
لكأنَّها نَشِيجُ المَيازِيبُ في مَواسِم ِالْمَطَر
مآسٍ خالِدَة في دُنيا الأحْزَان
آلَم... ذَلِكَ الحُسَيْن
الشَّمْسُ الَّتي لاتُهْزَم
تُنادِيك أيَّها الخاتِم
هَلُمَّ لِتَرى مايَفْعَلُ الطُلَقَاء
إنَّهُمْ يَطْعَنون المُزَن في السَّماءِ
فيا أرْض اعْطَشي...
يُطْفِئُون وَهجَ الْضِيَاء
فيا شَمَس ارْحَلي...
وهَاهَي زَيْنَب تُشِيرُ بِيَدِها نَحْو الدَّرْب...
ذاكَ الَّذي خَطّه الحُسَيْن
هْوَ ذا الطَرِيقُ
كأنَّ صَهِيل الخَيْل يذُّكر بِمَلْحَمَة
ستَشْتَعِل المَعْرَكة مِنْ جَدِيدِ...
في كُلّ أرْض مَظْلُومَةٍ
وفي كُلّ زَمان جائِر
ستَغْدُو كلّ بُقْعَة مِنْ دُّنيا الله
كَرْبَلاءَ
آن للِقَافِلَةِ أن تَرْحَل !
هَل رَأَيْت النَّخِيلَ يَنْحَني؟
............................................
*اشْتَجَرَ الشيءُ : تداخلَ بعضُه في بعض.
**كلام للسيدة زينب (ع).
***والكَرُّ : الرجوع على الشيء ، ومنه التَّكْرارُ.
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية