دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

الأنثى عند
"سلوى الخزرجي"
البوح بحاجاتنا/بما نريده يريحنا، وفي ذات الوقت يقربنا من الآخر، لكن شكل وطريقة إظهار هذا البوح مهمة، كمهمة المضمون الذي يحمله البوح، غالبا ما يأتي فعل الأمر ثقيل الوقع على المتلقي/القارئ، لكن الشاعرة استطاعت أن تخفف من حدة هذا الوقع من خلال ما اتبعه من تفاصيل، فهي تريده قربها "قربي"، وهذه اشارة إلى المودة التي تكنها له، وثانيا "قالت سأغتسل"، وهنا تقدم لنا أكثر من معنى، منها: دخولها في حالة صفاء جديدة بعيدا عن الماضي، وأيضا اقامة علاقة حميمة مستقبلا، وفي كلتا الحالتين هناك إنسان جديد سيكون بعد الاغتسال.
الفراغ قبل "بمطرك" له دلالة جسدية، لكنها تم اخفائها أو التخفيف منها من خلال "سأغتسل" مما جعل فعل المطر ـ نسبيا ـ يأخذ صفة الماء النازل من المطر وليس ماءه هو.
وقبل الفراغ الذي يليه قالت "قد" والتي تهيء لفعل قادم مستقبلا/تاليا، وهذا ما وجدناه عندما قالت "فتحت أبوابي" لكنها لم تكتفي بهذه الاشارة التي يمكن أن نفهمها بمعنها الرمزي، فتوضح أكثر فتقول: "لنمتزج معا" وكأنها بهذا التوضيح تريده أن يقترب بسرعة، وأنها شغفة لهذا الاغتسال وهذا الامتزاج، بعدها تصف الحالة/الشكل الذي تريد أن يكون فيها المزج فتصفه "اشراقة" وهنا تأخذ القصيدة منحى جديد، بعيدا عن الاغتسال والمزج الجسدي إلى عالم جديد ناصع روحيا وجميل بعيدا عن العلاقة الجسدية، تقول:
"الحب ..
تهرب بي ..
بعيدا ..
يا حبيبي ..
لألتقيك 
ولا اعود لشيء 
غيرك ..
فالخلود 
يناديني" 
تتحول العلاقة من إيحاءات العلاقة جسدية إلى علاقة حب عذري، تكفي الشاعرة بكلمة "الحب" التي ستأخذها بعيدا وتخفيها معه، بحيث يتوحدا معا وإلى الأبد.
نتوقف هنا عند البداية والنهاية، وهي باعتقادي كانت موفقة تماما، فبعد الاغتسال والذي يعني بطريقة أو بأخرى الانتقال/التحول إلى حالة جديد، كان لا بد من هذا التحول، فجاء من خلال الحب والعزلة عن الأخرين، وهنا تقربنا الشاعرة من الحالة الصوفية، للتوحد مع حبيبها وإلى الأبد، وهذا ما يغير/يبدل فكرة الاغتسال بماء الجسد إلى الاغتسال بماء المطر، فهي تحولت فكريا من خلال "الحب"، وسلوكيا فانعزلت، ومن ثم توحدت وإلى الأبد، وكل هذا الافعال تخدم الفكرة التماهي مع الحبيب التي تعبر عن ذروة التماهي مع الحبيب. 
هذا جانب يمكن أن نأخذه، وهناك جانب آخر عكس ما جاء في الأول وهو يعتبر الاغتسال بماء الجسد هو العلاقة البارزة في هذا التحول، فبعد أن اغتسلت بماءه شعرت أو عرفت معنى "الحب" فانعزلت وتوحدت معه وإلى الأبد، وهذا المعنى هو الأقرب إلى ما جاء في النص.
وهنا نتوقف عند الطريقة والشكل الذي قدمت فيه "سلوى الخزرجي" نصها، فهو شكل متقن فرغم أنه جاء قصير، لكن التكثيف والاختزال وطريقة التقطيع وصف الكلمات اضفى على القصيدة هالة جمالية وتأملية، تجعل من كل لكلمة فيها وقفة خاصة واستثنائية، من هنا نقول أننا أمام نص مثير وسلس وشيق وجميل وممتع، وهذا ما يريده القارئ في أي نص أدبي.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعرة على الفيس.
الفراغ قبل "بمطرك" له دلالة جسدية، لكنها تم اخفائها أو التخفيف منها من خلال "سأغتسل" مما جعل فعل المطر ـ نسبيا ـ يأخذ صفة الماء النازل من المطر وليس ماءه هو.
وقبل الفراغ الذي يليه قالت "قد" والتي تهيء لفعل قادم مستقبلا/تاليا، وهذا ما وجدناه عندما قالت "فتحت أبوابي" لكنها لم تكتفي بهذه الاشارة التي يمكن أن نفهمها بمعنها الرمزي، فتوضح أكثر فتقول: "لنمتزج معا" وكأنها بهذا التوضيح تريده أن يقترب بسرعة، وأنها شغفة لهذا الاغتسال وهذا الامتزاج، بعدها تصف الحالة/الشكل الذي تريد أن يكون فيها المزج فتصفه "اشراقة" وهنا تأخذ القصيدة منحى جديد، بعيدا عن الاغتسال والمزج الجسدي إلى عالم جديد ناصع روحيا وجميل بعيدا عن العلاقة الجسدية، تقول:
"الحب ..
تهرب بي ..
بعيدا ..
يا حبيبي ..
لألتقيك 
ولا اعود لشيء 
غيرك ..
فالخلود 
يناديني" 
تتحول العلاقة من إيحاءات العلاقة جسدية إلى علاقة حب عذري، تكفي الشاعرة بكلمة "الحب" التي ستأخذها بعيدا وتخفيها معه، بحيث يتوحدا معا وإلى الأبد.
نتوقف هنا عند البداية والنهاية، وهي باعتقادي كانت موفقة تماما، فبعد الاغتسال والذي يعني بطريقة أو بأخرى الانتقال/التحول إلى حالة جديد، كان لا بد من هذا التحول، فجاء من خلال الحب والعزلة عن الأخرين، وهنا تقربنا الشاعرة من الحالة الصوفية، للتوحد مع حبيبها وإلى الأبد، وهذا ما يغير/يبدل فكرة الاغتسال بماء الجسد إلى الاغتسال بماء المطر، فهي تحولت فكريا من خلال "الحب"، وسلوكيا فانعزلت، ومن ثم توحدت وإلى الأبد، وكل هذا الافعال تخدم الفكرة التماهي مع الحبيب التي تعبر عن ذروة التماهي مع الحبيب. 
هذا جانب يمكن أن نأخذه، وهناك جانب آخر عكس ما جاء في الأول وهو يعتبر الاغتسال بماء الجسد هو العلاقة البارزة في هذا التحول، فبعد أن اغتسلت بماءه شعرت أو عرفت معنى "الحب" فانعزلت وتوحدت معه وإلى الأبد، وهذا المعنى هو الأقرب إلى ما جاء في النص.
وهنا نتوقف عند الطريقة والشكل الذي قدمت فيه "سلوى الخزرجي" نصها، فهو شكل متقن فرغم أنه جاء قصير، لكن التكثيف والاختزال وطريقة التقطيع وصف الكلمات اضفى على القصيدة هالة جمالية وتأملية، تجعل من كل لكلمة فيها وقفة خاصة واستثنائية، من هنا نقول أننا أمام نص مثير وسلس وشيق وجميل وممتع، وهذا ما يريده القارئ في أي نص أدبي.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعرة على الفيس.

تعال .".
قربي 
سأغتسل 
بمطرك ..
قد ..
فتحت ابوابي ..
لنمتزج معا ..
اشراقة 
الحب ..
تهرب بي ..
بعيدا ..
يا حبيبي ..
لألتقيك 
ولا اعود لشيء 
غيرك ..
فالخلود 
يناديني ...
سلوى الخزرج"

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 152 مشاهدة
نشرت فى 23 أكتوبر 2018 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

578,061