جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
تــَــنْــويه ..... تنبيه!
يشيع في كتابات الناس لهذا العصر - من الناشئة وغيرهم - استخدام الفعل ( نَوَّهَ ) بمعنى ( أشار / نبّهَ ) ، فتطالعك كلمة ( تنويه ) في كل ما يُراد به التنبيه على أمر ما أو الإشارة إليه ، وليس ذاك بشيء ؛ فأصل الكلمة من " ناهَ الشيءُ ، يَنوهُ نَوْهاً : ارتفع ، فهو نائهٌ .... ومنه ناه النباتُ ..... ونَوَّهَهُ ونَوَّهَ به : دعاهُ برفع الصوت . ومنه حديث عمر : أنا أول مَن نَوَّهَ بالعرب ..... وأيضاً رفعه وطَيَّرَ به وقَوّاهُ وشَهَرهُ وعَرّفَهُ "(1) . كما يأتي الفعل بمعنى الإباء والتَّرك والانتهاء عن الشيء (2). وقال الزمخشري : " نَوَّهْتُ به تنويهاً : رفعتُ ذِكرَهُ وشَهَرْتُهُ . وأردتُ بذلك التنويه به . وإذا رفعتَ صوتَكَ فدعوتَ إنساناً ، قلت : نوَّهْتُ به . ونَوَّهْتُ بالحديث : أشَدْتُ به وأظهرْتُهُ "(3) . وقال أبو نخيلة :
ونَوَّهْتَ لي ذِكري،وما كانَ خاملاً
ولكنَّ بعضَ الذِّكرِ أنْبَهُ من بعضِ (4).
ولمّا قال بشامة بن الغدير قصيدته المفضلية في الحرب التي دارت بين أحياء مرّة وذبيان :
فإمّا هلكتُ ولم آتكم
فأبلغ أماثلَ سَهْمٍ رسولا
بأنَّ التي سامكم قومُكم
لقد جعلوها عليكم عُدولا
هوان الحياة وضيم الممات
وكُلاً أراه طعاماً وبيلا
فإن لم يكن غير إحداهما
فسيروا إلى الموت سيراً جميلا
ولا تقعدوا وبكم منة
كفى بالحوادث للمرء غُولا
وردت الأبيات عليهم و تكفل بالحرب الحصين بن الحمام المري أحد بني سهم ، وقال : إليّ كتب وبي نوَّهَ ؛ خاطب أماثل سهم ، وأنا من أماثلهم ، فأبلى في تلك الحروب بلاء شديداً ، وقال الحصين بن الحمام في ذلك من قصيدة طويلة له :
يطأنَ من القتلى ومن قِصَدِ القنا
خَباراً فما يَنهضنَ إلا تقحما (5).
ومن هنا ، فالأولى استخدام ( تنبيه / إشارة ) بدلاً من ( تنويه ).
وإلى حديث آخر بحول الله .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) التاج ( نوه ). وينظر اللسان .
(2) التاج ( نوه ).
(3) أساس البلاغة ( نوه ).
(4) التاج ( نوه ).
(5) الأغاني : وفيه نسبت الأبيات إلى عقيل بن علّفة ، وليس بشيء .
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية