جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
موسوعة شعراء العربي
المجلد التاسع - الجزء الثاني
شعراء العصرالحديث
الصفحات (592- 598 )
.
بقلم فالح الكيلاني
.
الشاعر لطفـــــي اليــــــــــــــــــــــاســـيني
( شاعرالمقاومة الفلسطينية )
ولد الشاعر لطفي الياسيني في السادس والعشرين من تموز (يوليو ) سنة \1922 بمنطقة ( الشوف) في لبنان . ثم انتقل الى فلسطين منذ نعومة اظفاره وطفولته . من اسرة تنشد الشعر وتقرضه فقد كان جده لابيه شاعرا ووالده شاعرا ووالدته شاعرة وقد قال الشعر في طفولته وصباه .
.
تتلمذ في الكتّاب في جامع الشيخ ( لولو) في القدس المحتلة حيث لم تكن المدارس النظامية موجودة للتعليم وبعد تعلمه في الكتاب انتقل الى مدرسة القدس الابتدائية ثم اتم مرحلة دراسته الاعدادية والمرحلة الثانوية فيها والدراسة الجامعية في الخارج وكان ينظم الشعر ويعرضه على ابيه حيث كان ابوه شاعرا وموسيقيا محترفا في العزف الى الرباب .
.
احب في صباه وشبابه الرياضة اضافة الى قول الشعر وخاصة المصارعة وكرة القدم . فعين رئيسا لاتحاد المصارعة الحرة في فلسطين ونال الجوائز والشهادات التقديرية فيها .
.
حصل على شهادة الدكتوراه عدة مرات وفي اختصاصات مختلفة من عدة اقطار عربية و نشر اول قصيدة له بعد النكبة وجرائها في الصحف والمجلات الفلسطينية مثل صحيفة الجهاد وصحيفة الدفاع اللتان كانتا تصدران في مدينة ( حيفا ) المحتلة يقول
منها هذه الابيات :
.
فلسطين الحبيبة يا بلادي
اتوق الى رباك الى الجياد
يعذبني الحنين اليك دوما
فيغلبني الكرى قبل السهاد
اتوق لارض عكا ثم حيفا
الى يافا موشحة السواد
لناصرتي وبيارات جدي
الى صفد لايام العتاد
معار حبيبتي وضياء عيني
وترشيحا هواها خير زاد
وبيسان التي ناضلت فيها
دحا .... ناعور اخيار العباد
وفي قوصين لي ذكرى واني
اتوق الى الاهالي بازدياد
فلسطين الحبيبة كيف انسى
وروحي قد وهبتك مذ ميلادي
.
اصيب في المعركة مع العدو الصهيوني وهذه الاصابة وادت الى بتر ساقه اليسرى وشلل في الذراع الايسر بحيث اصبح يقضي معظم اوقاته على كرسي الاعاقة الابدية . وله سبعة اولاد في السجون الاسرائيلية بتهم امنية سجنوا من قبل الاحتلال الصهيوني.. وكان عدد من استشهد ما عائلته واقاربه 70 شهيدا على أيدي الصهاينة الغادرين .
.
صقلت موهبته الشعرية من قبل والده واساتذته ومن معاناته للاحتلال الصهيوني لبلده وكان يقرأ لشاعري فلسطين في طفولته وصباه الشاعر الكبير عبد الكريم الكرمي والشاعر عبد الرحيم محمود مع العلم انه كان يقرأ لكل شعراء العربية. فالشعر كان عنده المتنفس الوحيد لما يعتقده ويناضل في سبيل تحقيقه و يختلج في صدره من معاناة كل شعوب الارض المقهورة والمغلوبة والشعب العربي في فلسطين في مقدمتها لاحظه يقول :
.
اتيت احني جبيني.... من فلسطين
لكل قطر وشعب..... من محبيني
انا اليتيم ... بلا ام...... ولا ابت
عربي انتمائي.. الى اهلي الميامين
مصري عراقي سعودي من عناويني
سوري وليبي .. ولبناني كواشيني
من المغاربة الاحباب.... جئت انا
من الجزائر ... من بربر... ويكفيني
من ارض عمان من قطر ومن يمن
من ارض تونس... جنات الملايين
.
الياسيني رجل لا يشعر بالتعب رغم شيخوخته وكبر سنه فهو يتفاعل مع الحدث ويعيش الواقع الفلسطيني المرير ويكتب القصائد الشعرية في كل حدث يشاهده على شاشات الفضائيات والتلفزة العربية والعالمية او الصحف والمجلات وأقرَّ انه لن يعتزل الشعر ولن يتخلى عنه لانه يمثل شعره باولاده فهل يتخلى الوالد عن ابنائه وقوله هو الحق والصدق فالشاعر لا يستطيع التخلي عن شعره ابدا.
.
لطفي الياسيني شاعر مخضرم عاش كثيرا وانتج اكثر فله في مجال الشعر اكثر من ستين ديوانا شعريا وكذلك الكثير من الكتب الثقافية والادبية والتاريخية فهو يمثل موسوعة ثقافية شاملة وكان رئيسا للمجلس الأعلى للكتاب والاعلام في فلسطين.
وقد امتلك صحفا كثيرة عمل جادا تحريرها والكتابة فيها منها مايلي :
جريدة الصريح الفلسطينيه
جريدة المنتدى
جريدة الادباء
جريدة الشعر
جريدة الخلافة
جريدة البيرق
جريدة الطلائع
جريدة المصارعه الحره
جريدة الاقصى
جريدة الانتفاضة الفلسطينيه
.
فالشاعر الياسيني من رواد الشعر العربي المعروفين ، وهو أحد أعمدة الشعرالعربي وخاصة شعر المقاومة فتاريخه المضيء يشهد بتأثيره بشعراء المقاومة والرفض، وهذا لا يستطيع احد نكرانه على الإطلاق. كما تميز شعره بالصور الشعرية الرائعة والبداعة الجميلة. ويتميز بثقافة الحوارالثقافي .
.
قد تعرفت عليه من خلال التواصل الاجتماعي (الفيسبك) واصبحنا صديقين مقربين ومن خلال عضويتنا في الاتحاد العام للكتاب والمبدعين وقد اهداني احدى قصائده فيقول :
.
(على هامش الاتصال الهاتفي مع اخي الشاعر العراقي الكبير د. فالح ناصيف الكيلاني / د. لطفي الياسيني :
سمعت صوت ديالى بعد عشرين
مرت علي كلمح البصر تعنيني
وقفت ابكي عراق العز ذا وطني
وطن الاسود من الشعب الميامين
شعب العراق له في القلب منزلة
احببته مثل حبي اهل حطيـــــــن
بغداد كانت وما زالت تعانقني
مثل الكنائس في ( شعب ) وفي ( النين )
مثل المساجد والخلوات في وطني
حبي امتداد لها يا ارض خانقين
بلد السلام بها الجيلاني سيدنا
دوما ببيتي بزاويتي يناديني
اشتاق نيسان مع ميسان اعشقها
حب الرضيع لثدي الام يكفيني
اشتاق فلوجة الثوار قلعتنـــــــــا
صمدت امام عدو الله والدين
اشتاق بصرتنا والكرخ تشهد لي
اني المجاهد مذ ثورات عشرين
صوت الغزالي باذني لا يفارقني
وصوت سيابه عام الثلاثين
وللجواهري والنواب ياخذني
رفاق درب الصبا مذ عام خمسين
وعبد رزاقه مع فالح ولهم
مكانة في فؤادي في شراييني
انا نسيت هنا نهر الفرات به
لي ذكريات ودجلة عام سبعين
خضت الغمار غمار الحرب مع اهل
وما قبلت حصار الوغد ديك شيني
النصر اوشك ان الله بشـــــــرنا
سود العمائم قادمة لحطين
.
ويتميز شعره ايضا بالقوة والجزالة وعمق المعاني مع غزارة الإنتاج وجمال الجرس الموسيقي في البحور العربية الشعرية التي استخدمها ونظم فيها شعره . وقد نظم الشعر في اغلب الفنون الشعرية بما فيها الغزل والحكمة والوصف الا ان اغلبها واكثرها شعرالمقامة واختم بحثي بهذه الابيات من شعره :
.
( اذا طال الزمان ولم تروني
فهذي صورتي فتذكروني )
وقفت العمر للاقصى واني
على عهدي الى يوم المنون
الا يا زائرا للقدس خذ ني
الى الاقصى لكي احني جبيني
اصلي ركعة لله اني
اتوق الى الصلاة فباركوني
من المنفى سرجت الخيل ات
لعاصمتي الى الصدر الحنون
لحي الواد يحملني اشتياقي
لباب المجلس الغالي عيوني
لحوش الشاي للدرج المفدى
الى خبز العراق الى الطابون
الى حمام عين صار ذكرى
الى القرمي لجامعنا المصون
صلاح الدين شارعه ينادي
تعالوا يا رفاقي … انقذوني
بلى انا سنأتي وعد ربي
لتحرير البلاد من المجون
الى حيفا وعكا سوف نأتي
الى يافا … هنالك ادفنوني
وايم الله من قبري ساشدو
فلسطيني … اليها احملوني
ومنذ النكبة الاولى وجرحي
بقلبي …. يا رفاقي اسعفوني
.
( وبهذا ينتهي المجلد التاسع من موسوعتي ( شعراء العربية ) ويليه المجلد العاشر ( شعراء المعاصرة)
.
اميرالبيــــان العربي
د . فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق- ديالى - بلـــــد روز
***********************************
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية