( في الأدغال )
قابَلتها ... والنَقمَةُ تَعتَلي وَجهها
وقَد بَدا التَأفٌُفُ بالسِحنَةِ تَشحَبُ
سَألتَها : ما بالَهُ الجَمال في الوَجهِ يَضطَرِبُ
قالَت : هَلِ النِفاقُ في الخَلقِ صارَ دَيدَناً ؟؟؟
أم أُنزِلَت شَرائِعُُ تُكتَبُ ؟؟؟
أجَبتُها : ... بَل لَعَلٌَهُم عَلى رغمِهِم غُلِبوا
.شَرائِعُُ منَ السماءِ أوقِفَت ... وإنٌَما يُنَزٌَلُ الغَضَبُ
قالَت : مَلَلتُ النِفاق ... كُلٌَما غادَرتُهُ يُقَرٌَبُ
خُذني إلى الأدغال عَلٌَها لِروحيَ أنسَبُ
فَبَينَ آجامِها بَلابِلُُ تُغَرٌِدُ وتُطرِبُ
وفي الجِوار ... أرنَبُ يَثِبُ
حينَ الوُصول ... والرَياحينُ من حَولِنا تُرَحٌِبُ
تَغَيٌَرَ مِنها المَذاج ... وأُرخِيَ العَصَبُ
جَلَسَت إلى جانِبي ... و وَجهها مُوَرٌَدُُ
والشِفاه شَفَقُُ لا يَغرُبُ
تَنَهٌَدَت ... وأسدَلَت كِلاهُما الجَفنان
كَأنٌَما الضِياءُ في وَجهِها لِلرَحمَةِ يَجلِبُ
مالَت لِصَوبي علٌَها ... تُريدُ بَعضَاً منَ حَنانٍ يوهَبُ
قَد شاقَني العَطاءُ ... فَيضَهُ يَكادُ يَنسَكِبُ
وبَعدَ ساعَةٍ سألتَها إن إكتَفَت ؟؟؟
فَتَمتَمَت ... وهل أمَلٌَهُ الحَنان مِنكَ لا يَنضَبُ ؟؟؟ !!!
لِما إذَاً ... أراكَ تَقتَضِبُ ؟؟؟
قُلتُ في خاطِري ... فَمَتى تَكتَفي غادَتي من الحَنان ؟؟؟
واللٌَيلُ من حَولَنا يَكادُ يَقتَرِبُ
سَألتَها : وهَل نَنامُ في دَغلِنا ؟
والذِئابُ من حَولِنا تَلعَبُ
أم أنٌَنا لِرَحلِنا ... من ساعِنا ... نَركَبُ ؟؟؟
رَدٌَت وقَد غالَبَ النُعاسُ مِنها جَفنَها
وَيحاً لَهُ نومنا حينَما يَغلِبُ
بَقيتُ ساهِراً طِوالَ لَيلَتي حارِساً لَها أُراقِبُ
وأنا لِلنُعاسِ ... أُغالِبُ
خَوفاً على غادَتي ... من غادِرٍ يَرقُبُ
أو رُبٌَما مَخالِبُُ تَثِبُ
فإستَيقَظَت نَخوَتي ... ألَقاً في الوَريدِ تُسكَبُ
رُجولَةُُ في طَبعِنا ... أبَداً لا تُكسَبُ
سُبحانَهُ رَبٌَتا ... إذ لا نَزال ... في خُلقِنا عَرَبُ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية