دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

authentication required

المرأة والمجتمع في رواية 
"أوراق خريفية"
محمد عبد الله البيتاوي
هناك أدباء ينتمون لواقعهم، لمجتمعهم، فتجد اعمالهم صورة عن المجتمع، لكنها صورة أدبية، تجد أصوات الناس فيه، وتجد مشاكلهم، همومهم، ذكور وإناث، همومهم الشخصية والوطنية والقومية، وبما أن المجتمعات العربية ما زالت تخضع لواقعها المتخلف فبالتأكيد سيكون هناك حديث عن الفساد والانتهازية، وإذا علمنا أن الراوي يتحدث عن فلسطين فسيكون هناك تناول لأحوالها وحياة الناس فيها، وسيفاجأ القارئ من خارجها بحجم الخلل الأخلاقي والأمني فيها.
هذه الروية تتحدث "غادة"، الفتاة النشطة في جامعة "النجاح"، والتي تختار الانتماء لحركة فتح لأن حبيبها "شوقي" ينتمي لهذا التنظيم، لكن ما أن يأخذ حاجته الجسدية منها حتى يتركها دون مقدمات أو ابداء أية اسباب فيسافر إلى أمريكيا ليكمل دراسته، وهنا تقع "غادة" في مشكلة اجتماعية، فهي تعلم أن المجتمع يرفضها لأنها فقدت "بكارتها" من هنا ترفض كل من يتقدم لخطبتها، لأى تنكشف جريمتها، وتستمر في رفض المتقدمين إلى أن تصل إلى حالة شبهة العنوسة، هذا هو العمود الفقري للرواية وهي من تسرد الأحداث، وبما أن الكاتب هو "محمد عبد الله البيتاوي" والساردة هي "غادة" سيكون هناك دخول إلى العقل الباطن "لغادة" حتى نرى هل نجح "البيتاوي" في تحرير شخصية "غادة" من هيمنته ككاتب/كذكر أم أنه اعطاها حررتها وحررها من هيمنته ككاتب/كذكر للرواية؟.
"غادة"
محور الاحداث ومركزها، هذه الفتاة المنتمية للحب ولحبيبها، تسلك سلوك المنتمي للحب وللحبيب، لهذا نجدها تقدم على التخلي عن ميولها من الجبهة الشعبية إلى فتح فقط لأن الحبيب "شوقي" هو في هذا التنظيم: "رغم قربي من الجبهة الشعبية ... لقد ملك إحساسي ومشاعري وفكري، وقعت في هواه بسرعة أذهلتني ولما كان فتحاويا، اضطررت للانظمام إلى فتح" ص13، بهذا العطاء كانت غادة" فهي تنفي ذاتها في سبيل الحب والحبيب، وليتها توقفت عند هذا الحد، بل نجدها تقدم ذاتها على طبق من ذهب إلى الحب والحبيب: "...يرتوي مني بلا حساب، كنت متيقنة من أننا سوف نتزوج بعد أن نتخرج في الجامعة، فنسيت حرصي الغريزي، وتحذيرات أمي ... وأسلمت روحي وجسدي له، ولكنه اختفى فجأة بعد أن أمضينا معا يوما في قمة السعادة والحب وهو يمشط تضاريسي بشغف وازهرت له روحي" 14، إذا ما توقفنا عند الفقرة السابقة سنجد هناك حديث عن المتعة الروحية/الحب والمتعة الجسدية، وسنجد أيضا حديث (شبه حيادي) عن الخطأ الذي اقترفته "غادة وشوقي" وكأن الساردة تبرر لنا ما حدث، فالمتع واللذة التي أخذتها في تلك الجلسة لم تكن لتنسى من ذاكرتها لأنها حصلت على النشوة، ليست الجسدية فحسب بل العاطفية، فمن تقيم معه العلاقة هو الحبيب والحب الأول، لهذا وجدناها لا تتحدث بألم أو بشعور بالذنب لما أقدمت عليه، لأنها ما زالت أسيرة لتلك الجلسة الرائعة والتي لن تنسى.
لكن بعد أن تمضي فترة النشوة وتذبل رائحة الحب الذي كان، نجد "غادة" أخذت تتوقف بشكل موضوعي على ما حدث، مما اقدمت عليه من جريمة بحق نفسها وأسرتها: "فأنني لن أنسى يومي الأخير معه.. لقد أمضيت معه أكثر من ثلاث ساعات ارتشفنا فيها الحب حتى ثملنا.. وغادر على أمل اللقاء في اليوم التالي .. ولكن اليوم التالي لم يأت أبدا.. فقد اختفى، وكان علي أن أبذل قصارى جهدي كي أنسى ما كان" ص15و16، أثر الحب ما زال مؤثر عليها، رغم معرفتها بأن الحبيب كان مخادع، وأن حبها ما كان إلا سراب، لكن عقلها يقول لها أن هناك خداع وخيانة اقدم عليها "شوقي" لكنها ما زالت أسيرة لتلك المتعة التي أخذتها، لهذا لم يكن موقفها حاسم من فعل الخيانة الذي اقدم عليه "شوقي".
لكن "غادة" لم تكن تريد أن تكون تلك النشوة لمرة واحدة، بل أرادتها لتكون مستمرة، إلى آخر العمر، وهنا تبدأ في الوقوف على حقيقة ما جرى: "لقد ضاع كل شيء.. وبقيت لي الذكريات الأليمة المريرة" ص 17، تبدو أن "الشربة دار مفعولها" في "غادة" لهذا نجدها تعي حالتها، تعي ما حدث لها ومعها، تعي ما أقدمت عليه، ما فعله "شوقي"، فهي كفتاة شرقية تربت على أن الشرف يكمن بين الفخذين، فإذا انفرجا فلن يكون هناك شرف: "هل أملك مؤهلات الزواج بعد أن فقدت عذريتي منذ زمن بعيد في مجتمع لا يرى عند البنت إلا إثبات عذريتها ليلة الزفاف؟ لقد أضعت كل شيء يوم استسلمت لعواطفي الجياشة ... كان الحلم لذيذا.. لم اتوقع أن أصحو من حلمي على واقع شديد القسوة والألم والمرارة " ص18، وهنا نطرح سؤال هل من حق المجتمع أن يكون بهذه القسوة على الفتاة التي تفقد عذريتها؟، أم إنه يجب أن ينظر إلى الفتاة كخاطئة، وأن ندمها وتوبتها تكفي للعفو عنها؟، اعتقد أن "غادة" في هذا القول تطرق جدران كان يجب أن تطرق منذ زمن، وأن يتقدم المجتمع من جديد إلى أفكار أكثر اجتماعية مما هو سائد.
إذن هناك حالة نفسية تعاني منها "غادة" وبالتأكيد ستنعكس على تصرفاتها، على رغباتها: "من يصدق أنني بت أعشق أفلام الرعب؟" ص19، وهذا أمر طبيعي ينسجم مع الحالة النفسية التي تعيشها "غادة" ولا أقول تمر بها، فهي تعاني من ماضي يجعلها أسر للحرمان من المتعة الجسدية والروحية معا، وتجد هناك (غول) في المجتمع الذي سيسحقها إذا ما علم بأنها فقدت (شرفها) الكامن بين فخذيها، وهنا اشارة من "غادة" إلى أنها إنسانية أولا وأخيرا، ولا يجوز أن تدفع ثمن "خطأ" اقترفته وهي فتاة إلى نهاية العمر، فهناك زمن محدد لأي جريمة تقترف، لكن أن يدفع الإنسان عمره كاملا لخطأ اقترفه، فهذه جريمة المجتمع بحق الأفراد.
الكابوس الذي خلفه "شوقي" لم يكن ليمحا بسهولة، لهذا نجده أثره في "غادة" من خلال هذا الكابوس: "...ولكن الليلة بقيت متنكدة مغمومة مهمومة بعد أن استيقظت .. أتكون رؤيتي لشوقي في المنام هي السبب؟" ص51، الحلم يعبر بطريقة ما عما نشعر به، نحس به، ما يقلقنا، وهذا الإتيان "لشوقي" في المنام يشير إلى أن أثر فعلته ما زال فاعلا ومؤثرا في "غادة"، وهذا ما يجعلنا نقول أن الساردة استطاعت أن تقنعنا بأنها راوية للأحداث، ساردة حقيقية تتقن فن السرد الروائي، وإلا ما استطاعت أن تدخلنا إلى أحلامها.
وإذا ما دخلنا إلى تفاصيل الحلم سنجد هناك صراع بين حاجتها كمرأة للعلاقة الجسدية والروحية، وبين ما تركته تجربتها مع "شوقي" من ألم وجروح لا تمحى لا من ذاكرة ولا من أثرها وتبعياتها حتى الآن: 
"ـ أريد أن أعود أليك .. أنت الوحيدة التي منحتني كل شيء دون مقابل.. ولكنني هجرتك بصفاقة تفتقر إلى أدنى درجات الكياسة والذوق ولا أقول الشفقة أو الرحمة ... أنت..
فقاطعته قائلة فيغيظ:
ـ لا داعي لنبش الماضي .. لقد نسيت أسيتك، فدعني أعيش حاضري الذي اخترته لنفسي.. أنت لم تعد شوقي بالنسبة لي وإنما بت شوكي، الذي يؤلمني وينغص راحتي .. لم تعد شوقي الذي كنت سعيدة به..
صحوت من نومي على جملتي الأخيرة .. لقد سبب لي هجره كآبة قاسية، عانيت منها كثيرا قبل أن أبرأ منها .. أيكون قد عاد ليعبث بحياتي التي بدأت أستعيد شيئا من استقرارها؟!!" ص52، من خلال ما قاله "شوقي" يمكننا الاستنتاج أنها ما زالت تحن إليه، لهذا جاء في الحلم بصورة ايجابية، بصورة النادم على جريمته، لكن بما أن هناك "الأديب" الذي أخذت تميل إليه، والذي يعطيها شيء من الحنان والمتعة الجسدية، مما أنساها الجرح الذي سببه "شوقي" فهي تفضل واقعها الآن مع "الأديب"، حيث واقع حقيقي وصادق، ولا يحمل أي شعور بالألم، وكأنها بخيارها بين "شوقي والأديب" تختار النقي الصافي، وتحجم عما سبب لها ويسبب الألم، وكأنها اكتفت بما أصابها، ولا تريد أن تقدم على تجربة مع شخص مجرب. 
إذا كان هذا خيارها في الحلم، في العقل الباطن، فما هو خيارها في الوعي،؟، تسرد لنا الطريقة التي استخدمها ليقترف جريمته، فيطوعها لتعطيه جسدها، وهي كامرأة يعد جسدها أغلى ما تملك: 
"ـ أنت الآن تتقمصين شخصية أمك، أمك التي تزوجت ولم تعرف أباك إلا في ليلة الدخلة ... هل تعتقدين بأن أمك اليوم تحب أباك؟ أنا أقول لك لا وألف لا .. أنها تعيش حالة ولدتها العشرة والعادة والألفة .. الحب الحقيقي فهو ما نعيشه الآن أنا وأنت، ولكنك تحاولين قتله بالمسموح والممنوع .. الحب عطاء بلا حدود" ص62، الذاكرة ما زالت تحتفظ بالواقعة، بالطريقة الناعمة والسلسة التي دخل بها إلى جسدها، لهذا كان وقع الفعل عليها شديد والوطأة: "لم يخطر ببالي أبدا بأنني لم أكن بالنسبة له أكثر من إناء يفرغ فيه شهوته ويرضي غروره... لهذا لم أعبأ بتحذيرات عقلي" ص63، إذن هناك انسجام وتوافق بين العقل الواعي والعقل الباطن، "غادة" تنسجم تماما بين حالتها النفسية والعقلية، بين خالة الوعي والا وعي، وهذا ما يحسب لها كراوية للأحداث، فهي تقنعنا بما تقدمه من مشاعر وتحليل.
لكن، لكل إنسان حاجته الجسدية والروحية، ولا يمكن أن نهمل الحاجة الجسدية، فهي وجدت في دمه، وحاجته إليها كحاجته للماء، للطعام، للهواء، فالإنسان لم يولد ناسك، لهذا نجدها تتحدث عن أثر مشاهدة ممارسة الجنس عند الأطفال، "قال عاصم: "تيجي نعمل بابا وماما"... وجدت زينة تخلع فستانها، وعصام يخلع سرواله، ثم تعانقا فجأة وراحا في قبلة طويلة" ص22، هذا المشهد حدث مع "غادة" عندما: "رأيت أبي راقدا فوق أمي وهما شبه عاريين.. صدمني المنظر" ص23، رغم أن هذا المشاهد جاءت ضمن حوار يدور حول ضرورة منع الاطفال من مشاهدة العملية الجنسية بين الأبوين، إلا أنها تحمل بين ثناياها الحاجة الملحة للمرأة، وكأن "غادة" من خلال هذا المشاهد تريد أن تقول أنها كمرأة من حقها أن تحصل على حاجته الجسدية كما هو حال الآخرين، وهذا ما نستشفه من عقلها الباطن، لأنها ركزت على تفاصيل الحدث الذي تم بين الطفلين "زينة وعصام". 
من هنا يمكننا القول أن هناك صدمة شديدة حدثت "لغادة" فكان لا بد من البحث عن وسائل/اشخاص/اعمال تخفف من وطأة ما حدث، فهي أولا وأخيرا إنسانية وليست جمادا، لهذا تبدأ بالبحث عن مخرج لأزمتها، فتجد في صديقها "الأديب" حاجتها: "تجربتي تلك لا أريد أن يعلم بها أحد.. ولكن ما بات يقلقني هو أن عواطفي قد بدأت تميل نحو ذلك الصديق الأديب.. ولكن هل هو قادر على أن ينسيني تجربتي الأولى" ص29، هناك حالة صراع بين الحاجة العاطفية الآن وبين تجربتها السابقة ، فهي تمر في حالة مخاض، حالة من عدم الاستقرار، لكنها بطبيعتها كإنسانية عليها أن تتخلص مما علق بها من بثور، فتجربتها السابقة ما زالت تدفع ثمنها، وما زالت عالقة بها، تجرها إلى الخلف، إلى الماضي، لتكون أسيرة له، بحيث تفقد رؤيتها إلى المستقبل.
هذا الصراع بين الماضي المتمثل "بشوقي" والحاضر المتمثل "بالأديب" نجده في هذا البوح الذي تحدثنا به: "ـ فهل كان من المكن أن تكتمل سعادتي الحقيقية، وأصل قمة نشوتي، بأن أموت بلذة بين يديه هو يرشف رضاب شفتي؟ هل كان ما حدث نتيجة لتفكير ووعي مسبقين مني، زرعهما العقل الباطن، أم أن الأمور قد ساح بعضها على بعض، فكان ما كان دون إرادة مني أو منه؟" ص96، تجربتها السابقة ما زالت مؤثرة وفاعله، لهذا رغم أخذها لحاجتها العاطفية والجسدية والنفسية إلا أنها غير متأكدة بصدق/بنقاء هذه التجربة الجديدة، فالماضي يعكر صفوة الحاضر، ويشوش المتعة والسعادة الحاضرة الآن.
العلاقة مع "الأديب" تأخذ منحى جديد، فهو المعالج النفسي لها، وهو من يستطيع أن يخرجها ويحررها من ماضيها المؤلم، وهذا ما نجده من خلال بوحها لما تحمله من عقدة الذنب تخبر "الأديب" بما جرى لها: " أكان من الممكن أن أفقد بكارتي لو أن شوقي كان يتمتع بشيء من الحكمة والتروي؟ ولكن لماذا أتهم شوقي ولا أتهم نفسي؟" ص119، بما أن "غادة" الآن تبوح بسرها، بما تحمله من ألم للأديب، فهي تتخلص من ماضيها، وتلقي به بعيدا، فكلنا يعلم أن الكلام يريح النفس، ويعطيها شيء من السكينة، وها هي "غادة" لأول مرة تبوح بسرها لإنسان، وهذا ما يجعلنا نقول أنها تتقدم بالطريق الصحيح لتتخلص من خطيئتها، وإذا ما أضفنا إلى أن هناك علاقة ملامسة وقبل بينهما يمكننا اقول أن "الأديب" هو المخلص والطبيب الذي استطاع أن يخرجها من ماضيها ويقدمها من المستقبل بطريقة سوية.
الفساد
ما يحسب للأدب الفلسطيني لحديث انه يتناول الفساد، واضعا المجتمع والأفراد والسلطة أمام حقيقة الوضع المزري الذي نعانيه، فعندما يمسى الفساد ظاهرة ويشكل طبقة فلا بد من ومواجهة، وهذا ما جاء في رواية "أوراق خريفية" من أشكال الفساد هذا الحادث:
"ـ عمن أبلغ الشرطة؟ وأين هي الشرطة أصلا.
ـ ألم تأخذ رقم السيارة التي ضربتك؟
ـ وكم سيارة تسير في هذه الأيام بأرقام حقيقية؟
ـ أهي من السيارات المسروقة؟
ـ الشرموط لم يكفيه ما فعل بالسيارة .. المصيبة أنه نزل يعربد وهو يشهر السلاح في وجهي" ص69ن احدى مظاهر الفساد التي تطال الأفراد والسلطة التي تتغاضى عن مثل هؤلاء الأفراد الخارجين على القانون، وعندما يتم تناول الحملات الأمنية على السيارات المسروقة نجد هذه الصورة: "... السبب يكمن في أن بعض رؤساء تلك الحملات أنفسهم، يهمهم أن يبقى الواضع على ما هو عليه، هذه سيارة فلان وهذه سيارة علان" ص71، هذا فيما يتعلق بالأوضاع الداخلية، أمن المواطن، أما فيما يتعلق بالتخابر مع الاحتلال وتشويه صورة النضال الوطني الفلسطيني فنجده بهذا المشهد: "...ما أكثر الصبية الذين باتوا يعتقلون عند الحواجز الاحتلالية وهم يحملون أحزمة ناسفة... كل مسؤولي التنظيمات أعلنوا احتجاجهم على تكليف الصبية بمثل هذه الأعمال، ولكن لا حياة لمن تنادي، حتى بات الشك واضحا في أن من يقوم بذلك إنما هم الإسرائيليون أنفسهم بواسطة رجال مخابراتهم، وقد يساعدهم في ذلك عملائهم الذين ما زالوا يعبثون بالشارع الفلسطيني، دون وازع أو رادع" ص161، وهذا الاختراق للمجتمع الفلسطيني يشير إلى تلكؤ السلطة في ملاحقة هؤلاء العملاء الذين ينتشرون ويتكاثرون يوم بعد يوم.
تتمادى الاختراقات الامنة إلى الفصائل المسلحة والتي فقدت العديد من عناصرها بسبب الخلل الأمني: "...أستطاع أن يزرعهم في أوساط حركة المقاومة .. فهو بهذا يضرب عصفورين بحجر واحد ..ز يتعرف على المقاومين ليقوم بتصفيتهم من جهة، ومن جهة أخرى لنقل صورة سيئة عن رجال المقاومة حتى يتحرك الشارع ضدهم" ص237.
الأقوال الدارجة في المجتمع
هناك أكثر من ثلاثين قول دارج في الرواية، وقد جاءت على لسان شخصيات الرواية دون استثناء، فكل الشخصيات تحدثت بأمثال أو آيات قرآنية أو كلام دارج، وهذا ما يقرب الشخصيات من القارئ، وتجعله يشعر بأن هذه الشخصيات قريبة منه، لأنها تتحدث بلغته، بثقافته، وهذا يحسب للراوية، من هذا الأقوال: "يا ريت الي جرى ما كان" ص23، "النساء يتمنعن وهن راضيات" ص28، "أن الصائبات أكثر من الخائبات" ص29، "البت إن ضحكت وبان نابها، إبطحها ولا اتهابها" ص33، "ألله جميل يحب الجمال" "لا تحنبلها أكثر من اللازم" ص44، "الجائع يأكل الصخر" ص55، "أنت لزقة انجليزية" ص56، "نارك ولا جنة غيرك" ص57، "قالوا لفبعون من فرعنك، قال؟ ما إلقيت حدا يردني" ص70، "ساعة لقلبك وساعة لربك" ص78، "الميه تكذب الغطاس" ص82، "القثرد بعين أمه غزال" ص93، "لغرض في نفس يعقوب" ص109، "إكفي القدرة على تمها، بتطلع البنت لأمها" ص143، "هنيئا لمن وفق رأسين بالحلال" ص152، "الشهر اللي مالك فيه، اتعدش أيامه" ص157، "صحيح أنو اللي استحوا ماتوا" ص176، "حكم قراقوش ولا حكمك" ص200، "أن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده" ص219، "أعرف من أين تؤكل الكتف" ص220، "الدرب اللي تودي ما اتجيب" ص227، "عسى أن تكرهوا أمرا وهو خير لكم"ص230، "عفا الله عما سلف" ص245، "عسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم" ص246، "المعدن الصلب لا يظهر إلا على المحك" ص251، "السلاح بايد الخرى بجرح" ص259، كل هذه الاقوال والامثال والآيات القرآنية متداولة شعبيا، ونجدها حاضرة في ثقافة المجتمع والأفراد، لهذا نقول أن الراوية كانت قريبا جدا من المتلقي ويشعر بالحميمة مع شخصياتها.
الرواية من منشورات دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، فلسطين، الطبعة الأولى 

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 204 مشاهدة
نشرت فى 16 أغسطس 2018 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

578,936