جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
فراس عمر حج محمد
١ أغسطس، الساعة ١٢:٢٠ م ·
هل تكفي هذه المسافة لحدوث الأمان؟
عندما سألتني صديقتي المقرّبة عن سبب البعد وعدم ردي على اتصالاتها. أجبتها: لأنّني صديق، وأحافظ على مسافة آمنة حتى لا يكون هناك حادث عاطفيّ مؤسف.
- أنت يا صديقي، لا تعرف الاعتدال، متطرف، "يا بطّخه يا بتكسر مخّه"!!
- بالطبع لا، ولكن لا بد من (الفرملة).
- البعد بهذه الطريقة ليس جميلا، ولا تنس أنك (مفرملٌ) أصلا، ولا أشعر بالخوف منك، لتعلق قلبك بمن تهوى.
- عندما تصلين إلى السّرير وأبدأ باستنشاق رائحة جسدك، يرعبني ذلك، فأبتعد، فالشهوة ليس لها أمان يا صديقتي. ولعلها في لحظة ما لم تعد تفرق بين صديقة وحبيبة، إذا اختلطت الصورتان وتقابلتا في الحضور والغياب، فأنا شخص سرعان ما أنزلق على كل جسدٍ عطريٍّ، ناضجةٌ كُمَّثْراه.
- احذر إذن من أن يصيبك الأذى، شيء من الرضوض والكسور.
هنا تضحك بخبث غواية امرأة شهيّة، ربما شعرت برعشة خفيفة تحرك أعضاءها للنشيد!
- لا أظنّ ذلك، لأنّني إن وقعت وقعت على حريرٍ، فيلتهمني ذلك الجسد، فلا أصاب إلا ببعض ألم شهوة مجنونة.
- احذر جيدا يا صديقي، هذا الحرير محرم إِلَّا على لابسيه!
لذتُ ولاذت إلى الصّمت، ربما أرادت هي أيضا المحافظة على المسافة الآمنة، وربما زادت في تلك اللحظة رعشتها!
فمنذا الذي يستطيع أن ينيم الوحش إن صحا؟
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية