دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

موسوعة شعراء العربية
المجلد التاسع- الجزء الثاني
شعراء العصرالحديث
بقلم د. فالح الكيــلاني
.
( الشاعر حســــام الآلـــوســــي )
.
هو الدكتور الفيلسوف حسام محي الدين عبد الحميد الالوسي الكيلاني .
ولد حسام الألوسي عام \1934 وقيل 1936 في مدينة ( تكريت ) مركز محافظة صلاح الدين العراقية، من عائلة دينيـة معروفـة تنتسب الى الاسرة الكيلانية وتشكل جزءا منها .
أكمل حسام الكيلاني دراسته الابتدائية والثانوية في تكريت ثم انتقل بعدها عام \ 1952م إلى بغداد لاكمال دراسته الجامعية فدخل الى كلية الاداب – قسم الفلسفة في جامعة بغداد . وبعد تخرجه عين مدرسا بوزارة التربية في المدارس الثانوية فعمل مدرسا في متوسطة ( طويريج) في قضاء طويريج في محافظة بابل، ثم نقل الى ثانوية تكريت ثم نقل ثانوية كربلاء،
في عام\ 1961م سافر حسام الآلوسي ببعثة على نفقة الدولة إلى انكلترا لاكمال دراسته العليا، فدخل (جامعة كمبرج) فاكمل دراسته فيها وحصل على شهادة الدكتوراه عام\ 1965م وقدم اطروحته (مشكلة الخلق في الفكر الإسلامي) .
وبعد عودته من انكلترا عين استاذا في قسم الفلسفة في جامعة بغداد في عام \1968م، ثم ترأس قسم الفلسفة فيها ، وشغل عدة مناصب منها عضو الهيئة الادارية لجمعية العراق الفلسفية، والمسؤول عن الجانب العلمي والانتاج العلمي في الجمعية، ونائب رئيس الجمعية الفلسفية العربية التي مقرها في (الأردن)، وعضو مشارك في الجمعية المصرية الفلسفية. ورئيس قسم الدراسات الفلسفية في بيت الحكمة في بغداد منذ عام 2006م حتى وفاته .
كذلك أشرف كذلك على العديد من طلبة الدراسات العليا، في شهادات الماجستير والدكتوراه، وخلال مسيرته التدريسية، عمل مستشارا لمجلة دراسات معاصرة في( كندا)، كما عمل مستشارا لمجلة( أوراق فلسفية ) التي تصدرها جماعة ( أوراق فلسفية ) في ( جامعة القاهرة ) وعضو الهيئة الادارية ل ( جمعية العراق الفلسفية)، والمسؤول عن الجانب العلمي والانتاج العلمي في الجمعية. ونائب رئيس (الجمعية الفلسفية العربية )التي مقرها الاردن، وعضو مشارك في( الجمعية المصرية الفلسفية).ورئيس قسم الدراسات الفلسفية في (بيت الحكمة) ببغاد. كما درّس في (جامعة بنغازي) في ليبيا و( جامعة صنعاء) في اليمن . وعمل في الفلسفة في عدة مؤسسات علمية مثل( المجمع العلمي العراقي)، و(هيئة الرواد) و(بيت الحكمة) ببغداد.
حسام الآلوسي أشتهر انه فيلسوف وعرف بذلك اهتم بكتاباته في الفلسفة الإسلامية، الا انه كان شاعرا ينظم الشعر ، وقد انسحبت كتاباته الفلسفية في شعره فكانت تسوده نزعة تأملية وفلسفية تصوفية . في قصيد ته (رؤياك) تتضح هذه الرؤيا التأملية الصوفية واضحة وجلية ولو عدنا الى تكوينه العائلي لوجدناه حقا يتمتع بهذه الرؤيا الواضحة من خلال انتسابه الى العائلة الالوسية التي ترجع باصولها الى الاسرة الكيلانية المعروفة بالتصوف ومما يقوله الالوسي في قصيدته :
رؤياك رؤيا النور من بعد العمى
أو مثل غيث فوق يمس قد هما
تـمضي الشهور ولا أراك كـأنـما
أنا في الحضيض وأنت في أعلى السما
إنـي لـفي شوق إليك وإنما
حكم المروءة أن أعف وأحرما
ظمئي إليك يزيد في قلبي الظمـا
ويزيدني ظمأ رضاي بذي الظما
قال عنه الناقد العراقي فاضل ثامر رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في العراق:
(عرفنا الدكتور الالوسي مفكرا وفيلسوفا على درجة كبيرة من الوعي والثقافة كما تعرفنا على الوجه الآخر له، وهو ان يكون شاعرا يمتلك موهبة شعرية كبيرة، كما ان الآلوسي وبرغم كل ما قدمه لم يفهم كما يفترض ان يفهم فيه، فهو ينحدر من عائلة دينية لكنه تمرد بسبب موجات الشك واليقين التي تعتليه، فانتقل إلى الفكر الليبرالي وصار يحمل مفهوما عقلانيا وعلمانيا، )
الشاعر حسام الآلوسي في ديوانه ( زمن البوح ) - وهو الديوان الوحيد الذي اصدره في حياته ديوان رائع وجميل وكبير وعدد صفحاته (730 ) صفحة - قدم فيه العديد من القصائد العمودية حيث كان يكتب الشعر العمودي التقليدي ففي بعض قصائده اقترب من بعض الشعراء الرومانسيين، وكانت قصائده تتسم بالصراحة المعهودة حين تناول في شعره الجانب الشخصي سواء على مستوى العائلة أو على مستوى الاصدقاء ربما نسميها بالقصائد ( الاخوانية ) كما تناول الاوضاع في بلاده بقصائد وطنية مثل قصيدته المهداة إلى الزعيم العراقي الراحل عبد الكريم قاسم أو قصيدته التي حملت عنوان (الشهداء الثلاثة ).
ويؤكد العارفون في منظمة اليونسكو والعالمين العربي والاسلامي فضله ونتاجاته الفلسفية الكبيرة، كما هومعروف الذاكرة العلمية العراقية كواحد من الفلاسفة العراقيين الكـبار 
وقد نهل من علمه وفلسفته الباحثون العراقيون والعرب .
حسام الالوسي كان شاعرا ايضا وقد أصدر مجموعته الشعرية الوحيدة عام \2009 بعنوان (زمن البوح)، ضمت أكثر من سبعين قصيدة عمودية . اذ تتسم قصائده بمسحة الحزن والالم وشعوره بالغربة في هذا العالم ، وكشف إن سبب شعوره المرير بهذه الوحدة هو توزعه بين الشك واليقين والايمان ونقيضه، فهو يقول عن ديوانه :
(هذا الديوان يحمل غربة عن الزمن وعن الآخرين وعن تراثي، وأنا ليس كما يراني الناس منتظماً، فأنا أعرف أنني ربما ضللت الطريق، وحين تجدوني وحدي، فأنا كذلك في الديوان وفي سلوكي، حيث أنكم ستجدون في القصائد انساناً يتكلم بعقله في بيت شعر ما، وفي بيت آخر يتحدث بقلبه).
اختار الفيلسوف حسام الآلوسي في اخريات حياته ليكون بعيدا عن انظارعن المهتمين بالشأن الثقافي أو العلمي وخاصة حين داهمه المرض مدة عام قبل وفاته. اذ اشتكى من مرض شخصه الأطباء بأنه قصور في الشريان التاجي من القلب فانتابته الكآبة وأحس بدنو اجله فاستهل وداعه لاحبائه شعرا لمن كان يكن لهم الحب والشـوق في قلبـه الكبير كالحياة وبما وسع . فناشـد ابنتيه وزوجته واحفاده وجيرانه واقاربه وبغداد الحبيبة فيعلن وداعه لهم وداع مجبر مسير لا مخير فيقول :
سلام على الدنيا وبغداد والدار 
سلام على الأحفاد والآل والجار
سلام على كلتا ابنتي وزوجتي 
ومن سوف بعدي يكتوون بناري
وما حالهم بعد ارتحالي عنهمو 
على مضض مني ودون خــيا ر
ولو كنت مختارا بقلبي وضعتهم 
مدى الدهر ابغي خيرهم وأداري
ولكن جسمي لم يعد مثل أمسه 
ونبض فؤادي فــاتر متـــــــــوار
ولكن بالرغم من حركته الدؤوب ومشاركته في المنتديات الثقافية اذ ان اسمه كان لامع في مجال الفلسفة،وتخرج على يديه المئات من الطلبة وطلبة الدراسات العليا وقد اصبح بعضهم زملاء له، فقد فضل ان يكون في عزلة عن الناس أواخر حياته، حتى وافته المنية.
توفي في بغداد، يوم الاثنين الثاني من ذي الحجة سنة \1434 – الموافق للسابع من شهر تشرين الاول ( أكتوبر) 2013م عن عمر ناهز الـسابعة والسبعين من العمر.
ترك علما نافعا في الفلسفة والشعر فمن مؤلفاته :
1- حوار بين الفلاسفة والمتكلمين، بغداد 1967م، بغداد - بيروت 1980م.
2- مشكلة الخلق في الفكر الإسلامي، 1968م، باللغة الإنكليزية.
3- الاسرار الخفية في العلوم العقلية، تحقيق ودراسة، بيروت 1975م.
4- من الميثولوجيا إلى الفلسفة او بواكير الفلسفة قبل طاليس، الكويت 1973م.
5- الزمان في الفكر الديني والفلسفي القديم، بيروت 1980م.
6- دراسات في الفكر الفلسفي الإسلامي، بيروت 1980م.
7- فلسفة الكندي وآراء القدامى والمحدثين فيه، بيروت 1975م.
8- التطور والنسبية في الأخلاق- دار الطليعة بيروت 1989م.
9- الفلسفة والإنسان، جامعة بغداد 1990م.
10- الفلسفة اليونانية قبل أرسطو، جامعة بغداد 1990م.
11- مبادئ علم الاجتماع والفلسفة، 1990م.
12- مدخل إلى الفلسفة، بيروت 2005م.
13- حول العقل والعقلانية، عمان 2005م.
14- الزمان في الفكر الديني والفلسفي وفلسفة العلم، بيروت 15- زمن البوح - ديوان شعر
يتسم شعره باسلوبه الشيق ومعانيه الرائعة المختلطة من الشعر والفلسفة وبين الفردية والجماعية ونراه يعبرعن شعره الذي يعتز به بمقدمة ديوانه فيقول :
( الشعر أمر ضروري، فهو أنا ويعبر عني بمستوى ما تعبر عني كتبي المطبوعة نفسها، والتي تطبع، والتي تنتظر الإكمال، والتي تصل إلى ثلاثين كتابا بمستوى ما تعبر عنه مقالاتي ولقاءاتي مع الصحفيين، وهي كثيرة جدا، ولا يخلو أسبوع او شهر من واحد او أكثر منها في الصحف العراقية، وأيضا في الصحافة العربية حينما أشارك في مؤتمر او مؤسسة ثقافية في الأردن او جمهورية مصر العربية او حينما كنت في ليبيا، وبمستوى ما تعبر عنه مشاركاتي نفسها في المؤتمرات العربية في طول العالم العربي وعرضه، ولكنني أقول انني في شعري اعبر عن نفسي بشكل مباشر وواضح، وأكثر شفافية إذا أمكن استعمال هذه الكلمة التي كنت اجهل معناها إلى وقت قريب )
لذا نلاحظ ان شعر الالوسي كتب في اربعة مراحل اساسية حددها بنفسه في ديوانه وبين اعتزازه بها فهي :
المرحلة الأولى : تشمل قصائده التي نظمها قبل عام 1952 ، وتشمل أواخر الدراسة المتوسطة والثانوية، وفي هذه المرحلة كتب رباعياته على طريقة الشاعر الايراني عمر الخيام، وفيها مناجاة لله، وبعض قصائد من شعر وطني وعواطف إنسانية، وتأملات فلسفية وشعر مناسبات، وقصائد شعر عمودي وشعر مقطوعات.
المرحلة الثانية : مرحلة دراسته الجامعية في كلية الآداب والتخرج فيها، ومزاولته التدريس في التعليم الثانوي ثم السفر لإكمال دراسة الدكتوراه بجامعة كمبردج في بريطانيا ، والقصائد في هذه المرحلة تتناول هموم الوطن والعاطفة والعقل، وتهتم بتسجيل أحداث سياسية وثورات في الوطن العربي وفي مصر والعراق، والصراع السياسي داخل القوى السياسية العراقية، والحنين إلى الوطن والأهل، ونلاحظ اهتمامه بالصورالشعرية وحسن في الأسلوب، وتزداد قصائد ه طولا ويميل بعضها إلى المقاطع المختلفة القوافي،على غرارالشعر المهجر الذي اعتمد في اغلبه مقاطع .
المرحلة الثالثة : وبداية مرحلتها عودته من انكلترا حيث مارس التدريس في جامعات عراقية وعربية، وتضم هذه المرحلة أربع عشرة قصيدة من الشعر الحديث او الحر والعمودي، وتتميز قصائده بهذه الفترة بشحنات عاطفية كبيرة وتعبر عن شدة غربة وشوق وحنين، وتتناول في متنها قضايا عائلية وشخصية مؤثرة في نفسيته ومشاعره وذات طابع يخيم عليها الحزن .
المرحلة الرابعة: هي مرحلة عمله التدريسي في جامعات اليمن من منتصف عام 1999 إلى عام 2003وهي اصغر الفترات وتتميز بارتباط قصائد هذه المرحلة بالمراحل قبلها حيث انه كان يحسب كل مرحلة صدى لوضعه الفكري والوجداني وصدى للأوضاع الاجتماعية والسياسية المحلية والعالمية، وكل مرحلة مختلفة عن الأخرى من حيث السبك والأداء الفني، فيقول عن هذه الرحلة :(مرحلة اليمن وهي المرحلة الرابعة – تعبر عني وعن مجمل الخلفية الاجتماعية والسياسية والفكرية وقوميا وعالميا تماما، كما ان شعر المراحل السابقة يؤدي المهمة نفسها مهما اختلفت الرؤية ) .
وكان شخصا متسامحا في مجرايات اموره يهتم باحترام ودي لآراء الآخرين، وذلك ويعتبر هذه الآراء مساهمة في الحقيقة الشاملة، واستعداد عقلي او قاعدة سلوكية قوامها ترك حرية التعبير عن الرأي لكل فرد مهما كان فالاحترام والقبول لديه يتوزع بتنوع واختلاف الثقافات العالمية، كواجب اخلاقي وضرورة سياسية وقانونية فيجعل السلام ممكناً وتساعده على استبدال ثقافة الحرب بثقافة السلام. وهي نظرة قلما نجدها لدى الاخرين .
ومن الواضح ان شعره اشبه بشعر فلاسفة الاسلام في العصور القديمة فشعره يشكل امتدادا لشعر الفلاسفة الذين جمعوا بين الشعر والفلسفة مثل ابن سينا وبعض المتصوفين، وبعض شعراء المهجر، و بعض فلاسفة الشرق والغرب الذين نجحوا في الجمع بين العقلية والوجدانية ، فكان يهرع للشعر بحسه ووجدانه . لاحظه يقول :
اسفاً على ما مرّ من ايامي 
مزقت اوراقي وصنت كلامي
فلقد غوى عقلي ، وآمن داخلي 
وأنا الى لقيا الحقيقة ضامي
سأسير في دربين ، علّ توّحدا 
في الدرب يطلع قادم الايام
وفي شعره نلاحظ عاطفة جياشة تنبثق من قلب الشاعرنحو أهله ومحبيه ووطنه وامته فقصائد ه جميلة رائعة جديرة ان تحمل في طياتها التامل في الحياة وفلسفتها بروح شاعرية عذبة .
واختم بحثي بهذه الابيات من قصيدته الطويلة :
سلام على الدنيا وبغداد والدار 
سلام على الأحفاد والآل والجار
سلام على كلتا ابنتي وزوجتي 
ومن سوف بعدي يكتوون بناري
وما حالهم بعد ارتحالي عنهمو 
على مضض مني ودون خــيا ر
ولو كنت مختارا بقلبي وضعتهم 
مدى الدهر ابغي خيرهم وأداري
ولكن جسمي لم يعد مثل أمسه 
ونبض فؤادي فــاتر متـــــــــوار
قسوت على نفسي لأسعد لحمتي 
ويمضي إلى بر الأمان صغاري
ولم ادخر للعلم وقتا وهمــة 
ويــــسرته للمستــــضيء بنـــــاري
وخضت بحار الفكر اغرق تارة 
وأنجو بنفسي تــــارة وأداري
فيا أسفا امضي وأنسى وينتهي 
جميــع الذي أعليته لــــــدثاري
سلام على تكريت مهد طفولتي
وداري وعند النهر يسكن داري
سلام على الديوان في العصر يزدهي
برواده من زائـر ومــزار
ويتلو عليهم والدي وشيـــوخنا 
من الآي أو من مسلم وبخار ي
سلام على بغداد عمرا سكنتها
فطبت بها عيشا وطاب جواري
يقولون عند الموت يصدق ميت 
ومن بات يورى ليس قط يواري
ألا كل ما أدريه دنيا أعيشها 
وماذا وراء القبر لســت بـــدار
وأخرى بها ادري اشتهاء دوامها
ولو أنها من علـــقم ومـــرار
أرى هذه الدنيا على اللؤم وطدت 
وكل مــسار ينتهي بخــسـا ر
وتبدو لذي فكر ســوي ومنطق
سفينا هوى في البحر دون قرار
ولكنـها كل المـــتاح وأننا
أساري وماذا يرتجى بإسار
ابنتي أما صرت في القبر ثاويا
فلا تجزعا أو تقنطا وحذار
ادخرت بجهد ما قدرت ادخاره
وما أنا بالآتي المريب بدار
فكونا معا إن المسالك وعرة
وقد ربما تـــــسلمكما لعثار
وفي كل عـــام اذكراني وطوفا
بقبري مرارا واجلـــسا بجواري
أعيدا شريط العمر بيني وبينكم 
وثم أسهبا في ذكر حال صــغاري
.
امير البيــــــــــــــان العربي
د فالح نصيف الحجية الكيلاني
العـــــراق- ديالى - بلــــــد روز
*****************************************

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 185 مشاهدة
نشرت فى 30 يوليو 2018 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

563,016