جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
( لا يَستَمِرٌُ الضَباب )
في قَلبِها الغابات ... سارَت إلى جانِبي تَمرَحُ
تُلامِسُ جُذوعَها الأشجار
تَحفُرُ إسمَها على الجُذوع ... وَتَجرَحُ ...
كَأنٌَها لِنَبتَةٍ غَضٌَةٍ تَغرسُ في التُراب ... أو عَلٌَها تُلَقٌِحُ
تَرسُمُ قَلبَها على الغُصون ... لِلشُجَيراتِ تَشرَحُ
يا لَهُ قلبها ... على الدُروبِ ... يُفضَحُ
حَتٌَى الطُيور ... بِحُبٌِها تَصدَحُ
كَم غَرٌَدَت فَوقَنا ... ورَفرَفَت بالجَناح
تَميلُ حيناً ... وحيناً تَجنَحُ
تَدنو لَنا ... نَكادُ نَلمِسُها ... وَتَسمَحُ
وَنَلمَحُ في عَينِها كَم يَلمَعُ الفَرَحُ
وإن نَأَت ... بالجَناحِ لَنا تُلَوٌِحُ
قُلتُ يا غادَتي ... ذاكَ الضَباب
من حَولِنا يَسبَحُ
يُقيمُ في غابِنا لا يَبرَحُ
قد يَحُلٌُ الظَلام ... في جَوفِهِ نُطرَحُ
أخشى عَلَيكِ الذِئاب ... من حَولِنا تَنبَحُ
قالَت ... ومَن قالَ الذِئاب ... لِلعاشِقينَ تَذبَحُ ؟
دَمَنا مُحَرٌَمُُ على الوُحوش
والقَلبُ في صَدرِنا طاهِراً لا يُجرَحُ
دنا عِواءُ الذِئاب ... فَأوجَمَت غادَتي خيفَةً
والضِياء في الغابَةِ شيئاً ... فَشَيئاً يَنزَحُ
تَهَدٌَجَ صَوتَها ... من شِدٌَة خَوفِها
تَبَرٌَدَ الكَفٌَانِ من عَرَقٍ ... والجَبينُ يَنضَحُ
حَمَلتَها ... فأستَأنَسَت ... وبالعُيونِ تَسرَحُ
فَقُلتُ في خاطِري ... مَرحى لَها الذِئاب
إن عَوَت ... أو إن دَنَت تَنبَحُ
لَو لا النُباح ... ما كُنتُ في الغابَةِ أفرَحُ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية