جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
الحيوية في قصيدة
"ودالية الصبح"
جبار وناس
الفعل المضارع يعطي حيوية للقصيدة، فهو لا يتحدث عن ماضي، بل عن حاضر، عن فعل نشعر به، يتنامى أمامنا، وهذا ما يجعلنا نتأثر به أكثر، قلنا في موضع غير هذا أن المرأة والطبيعة والكتابة عناصر تهدئ الحال وتمنح الشاعر والقارئ حالة من الهدوء والمتعة، يفتتح الشاعر قصيدته:
"وداليةُ الصبحِ ترتفعُ
وجنبةُ خديك
يا مسطورُ تنصفعُ"
الطبيعة والمرأة يمثلان حالة من البياض، وجاءت صيغة النداء لتحفز المتلقي أكثر نحو القصيدة أكثر، نجد انسجام بين "الصبح ترتفع" وبين "مسطور تنصفح" معنى الارتفاع يعطي مدلول للمشاهد والرؤية أكثر، وكذلك الأمر بالنسبة "مسطور تنصفح" فالمكتوب ينفتح للقراءة، ويمكننا ايجالد علاقة بين "الدالية وخديك" فكلاهما جميل ويبعث على التشهي، الحصول عليهما.
يقدمنا الشاعر أكثر من تلك التي جعلته يفرح برؤياها فيقول:
"وحارسةُ الاحلام
تمشي بك
وحض نهريك
في الآفاق يندفعُ"
يقدما الشاعر إلى من حالته أكثر من خلال هذا اليت، فهناك حالة من الصراع بين "المشي بك" و الآفاق يندفع" فحالة الهيام عند الشاعر تجعله يتجاوز حالة المشي مندفعا بقوة إلى تلك التي تخلب قلبه.
رغم كل هذه العاطفة والمشاعر المرهفة إلا أن الشاعر يصد بهذا الشكل:
"وأنتَ تصبو
إلامَ الطيرُ يشتمني
وتحت وجدك
هزيعُ النارِ
ينقلعُ ؟"
الملفت للنطر أن البيت الأخير جاء يحمل بألفاظ قاسية على النقيض من الفاتحة التي جاءت بيضاء، فنجد "يشتمني، النار، ينقلع" فكيف نفسر ذلك؟ خاصة أن الشاعر استخدم العناصر المهدئة "المرأة، الطبيعة، الكتابة" معا، فكان من المفترض أن تكون الخاتمة منسجمة مع الفاتحة؟، كما أن البيت الأخير يبدو لنا وكأنه جاء بطريقة فجة، بدون مقدمات، وهذا يثير التساؤل أيضا.
اعتقد أن الشاعر حرر نفسه من الحدث من خلال استخدامه لصيغة الراوي، فهو يحدثنا عن شخص مجهول، وليس عن الشاعر ذاته، من هنا اعطا لنفسه حرية التحرر من التقيد بالحدث أو بالنهاية السعيدة، علما بأن الحدث أصلا متعلق بالشاعر وليس بالمجهول.
ويمكننا القول أن واقع الحدث الهائل على الشاعر جعله يتهرب من تناول المقدمات/التفاصيل التي آلت إليها العلاقة مع تلك المرأة، فجلته يختصر ويقفز عن الأحداث القاسية، مكتفيا بهذا الخبر غير المسر لبطله/له ولنا.
ملاحظة: القصيدة منشورة على صفحة الشاعر على الفيس بوك
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية