جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
قراءة في قصيدة الشاعرة (ايمان مصاروة)
حميد شغيدل الشمري
............
منذُ مدةِ طويلةِ لم أطلعْ على نصٍ أدبي يبدأ بموضوعِ وينتهي بهِ كما لم أطلعْ على قصيدةٍ من الشعر ِالحر تذكرني أو تأخذني الى إسلوبِ نازك أو ألسياب أو ألبياتي..هذه ألحقيقةُ التي أشعرُ بها رغمَ أني أقرأ يومياُ ومن خلالِ ألمجلاتِ ألألكترونيةِ ألعشراتُ من ألقصائدِ ألمتنوعة.ِ
أكتبُ مقدمتي وإنا أسرحُ بذاكرتي مع نصِ الشاعرة ِ(ايمان مصاروة المنشورة في واحة الابداع يوم ٥/١٩)
والتي لم تضعْ لها عنواناً لتتركنا في خيالاتِ الانتقالِ والتفكرِ.
ألقدسُ لها موقعٌ خاصُ في قلوبِ كلِ المسلمين الا إنّ وقعها فينا نحنٌ العربْ أشدُ حرارةً ولوعةّ ..كيف والشاعرةُ هي من فلسطينَ من أهلِ ألدار مراتع الصبا وملاعب ٌالطفولةِ إن لمْ يك لها فلأهلها، يومياً تتطلعُ على الفضائعِ المرتكبةِ من قبل ِالغاصبِ ألصهيوني بحقِ أهلها وأحبابها، فلسطينُ ليست مدينتها حسبْ، بل مسرى مهجتها ألتي افتدتها وأفتدت شوارعها ومحطات طفولتها..القدسُ صرحُ شاخصٌ أمامَ عينيها لا تفارقهٌ تمسحُ الحزنَ والأسى عنهُ، تخافُ عليهِ من ذئابِ الرذيلةِ ألتي ما أنفكتْ تحاصرهُ وتعبثُ فيهِ ممزقةُ كلٌ شئ جميلٍ ( لا ادري لمذا كان الذئبُ هو الهاجسُ هل لانه لا يمتلكٌ ذرةُ من الوفاءِ ام انهُ لا يرحمُ أم ان هناكَ مرام اخر من استخدامِ هذا الحيوان الذي يمثل الكثير . ) ..عجزُ يصيبها من خلالِ دهشةٍ مشروعٍ
ما ذا ..لو ...ما تفعل إنْ الذئابَ هجمت ونجست جدران القدس ..هى انسانة رقيقة تعصفها المشاعر ضربت بالحجارةِ وهتفت وصرخت واخيرا كتبت تحاكي الضمائرُ القابعةُ في زوايا الخوفِ الى حد الجبن ِ.
ها هي تقولُ: انا أصرخُ فهل من (معتصمٍ) نعم بالأمسِ كان هناكَ معتصماُ ولكن سُلبت أمامه كل مقومات ألرجولة.انه الفتى الشجاع الذي إنتفضَ بالحجارةِ
أيها الغرباء ..إرحلوا عن القدسِ دعوا أشجار الزيتونِ لا تنجسوا حائط المبكى الكل يلفظكم يتقياكم لأنكم شواذ ...
تعلوا ألصيحةُ لدى شاعرتنا لتتخطى كل المديات المنظورة..
لن أُطأطئ هامتي..لن ألمستحيل .وليس لا..
كل هذا لا يمنعها من أن تقولَ قصيدة وايةُ قصيدة إنها الثورةُ واليخضورُ الذي ينمو من خلالهِ الاملُ.
أبدعتْ شاعرتنا ولم تنسى ما بدأت ولم ياخذها خيالها بعيداً عن موضوعِ النصِ بدأت بالقدسِ وانتهت بها، ذكرتها في كل مقطعٍ تصريحاً او تلميحاً بحدودِ سبعةَ عشر مرة وهذا يدلُ على تمسكِ الشاعرة بفكرتها .
اقولُ سيدتي فلسطين قضيتنا مثلما هي قضيتكِ وفلسطينُ تاج المدن وثاني الحرمين واولِ القبلتين٠ ..وانتم في فلسطين رفعتم رأسنا ..والنصرُ قريب إن شاءَ اللهُ بصمودكم.
النص والديباجة
شاعرة فلسطين الأولى وحصبائها الصاخبة بوجه الإحتلال الصهيوني، الشاعرة الكبيرة، ايمان مصاروة
وهي تزلزل الارض تحت اقدام الصهاينة الانجاس....
القصيدة وهي من الشعر الحر:
القُدسُ مَسْرى مُهْجَتي
إني فَديتُ ترابُها
أسوارَها
زيتونَها
ومَسَحتُ عن أحداقِها
وجَعَ السنينْ
ماذا إذا انْدَفعَ الذّئابُ إلى حِماها
واستباحوا مجْدَها
العُلْوِيَّ
أو طرَحوا نجاستَهمْ
على جدرانها
أيكونُ عندي ممكناً ألا أقولَ
قصيدةً
لا لَنْ أطئْطئَ هامتي
لا لنْ أضِنّ بصوْتِ جُرحي
رغم هذا الأسرِ
لا لن أستكينْ
القدسُ سيّدةُ البراءةِ
والوضاءَةِ
٠ والندى والكبرِياءْ
والمسجدُ الأقصى الذي
قد بارَكتْهُ
يَدُ الإلهِ
وعانقتْهُ قلوبُ منَ
شرَبوا المحبَّةَ
هَلْ يُدنِّسُهُ الذئابُ
إذنْ
إذا ما عرْبَدوا
منْ بعْدِ قتلِ الأنبياءْ
القدْسُ لا تُعطي الدنيَّةَ
فارجِعوا
يا أيها الآتونَ مِنْ صحراءِ تِيهٍ
كل شيء ٍ كان يلفظُكُمْ
إلى الذلِّ العريقْ
والقدسُ تَلفظُكمْ
وتحْمي مجدَها العربيَّ
تلفُظكُمْ
وتحْمي مجْدَها الأبديَّ
فانكْسِروا
بحقدِكمُ
هنا القدسُ الأبيةُ
واحةُ الحبِّ العميقْ
# ايمان مصاروة
المصدر: واحة التجديد